بقلم: ميرفت عياد
يقولون فى الأمثال الشعبية: "القفة اللى ليها ودنين..يشيلوها اتنين"، هذا مجرد مثل للحث على التعاون والمشاركة فى حمل الأعباء المشتركة، والحقيقة إننى لا أعلم لماذا أتى على بالى هذا المثل، وأنا أنظر إلى حال البلد المتردى، سواء من الناحية السياسية، أو الإقتصادية، أو الإجتماعية، أو الثقافية.
وأحسست حقًا كم أن حمل التخلف والرجعية والجهل ثقيل، ومحتاج إلى اثنين لحمله، فمن ياترى هما اليدان الذان سيطلقان صيحة الإتحاد من أجل هذا الحمل الثقيل.
الحقيقة إننا محتاجون إلى تكاتف يد العقل والعلم معًا للخروج من هذا النفق المظلم، فالعقل يقينا من غيبيات التخلف، والرجعية، والأفكار السلفية التى أصبحت منتشرة بشدة فى هذه الآونة، والعلم يقود قاطرة التقدم الذى هو أساس النهضة الإقتصادية، وبالتالى التقدم فى جميع مناحى الحياة، كما أنه يساعد على حل الكثير من المشكلات التى نقف أمامها عاجزين. فالبحث العلمى سيساعد على الاستقلال وعدم التبعية، سيجعلنا من بلد مستهلكة لكل منجزات العلوم الغربية، إلى بلد مصدّرة للعلم، وهذا لا يتطلب أجيالاً تفنى، ثم يليها أجيال، بل هذا لا يتطلب إلا عشرات السنوات.
ودعونى أدلل على هذا بمثال وهى "اليابان"، تلك البلد التى دمرتها قنبلتى "هيروشيما" و"نجازاكى" فى الحرب العالمية الثانية عام 1945، ومات من شعبها مئات الألوف، وتشوهت ألوف أخرى، ومع ذلك استطاعت أن تقف على قدميها خلال بضعة أعوام، حتى أصبحت من أكثر الدول التى بها ثورة تكنولوجيا كبيرة، ولم تكتف بهذا، بل كل يوم تطالعنا بمخترعات واكتشافات جديدة، وليس هذا فقط؛ فإن التقدم فى مجال العلمى أفسح الطريق إلى التقدم فى مجال العلوم الإجتماعية، وأدى إلى ازدهار الآداب، وتطور الفنون بجميع أشكالها.
وهنا أتذكر حرب السادس من أكتوبر 1973، تلك الحرب التى تُعد أسطورة فى العمليات الحربية، والتى تُدرس بالخارج، أليس هذا دليل كاف للتأكيد على أن العقل المصري لديه من الكفاءة والذكاء والقدرة على التقدم ومجاراة العالم فى السباق العلمى المحموم، إذا أُتيحت له الفرصة، وإذا توفّر له المناخ المتفتح الذى يساعد على انطلاق روح الإبداع، وعدم تقييدها ومصادرتها تحت مسمى الدين، الذى يستخدمه البعض لإعاقة مسيرة العقل والتقدم العلمى، حتى تتخلف "مصر" عن ركب الحضارة، بعد أن كانت حضارتها القديمة نور بدد ظلمة الجهل من حولها.
فماذا أنجزنا نحن أحفاد تلك الحضارة غير الفساد، والرشوة، والمحسوبية، مثلث الرعب الذى يعيق أى تقدم، ويفتح المجال إلى جميع التجاوزات، طالما هناك من يدفع الثمن بسخاء لقضاء مصالحة، نعم مصالحه للأسف وليس مصالح المجتمع.
فـللأسف أصبحت "الأنا" هى الفكرة المسيطرة على معظم هذا الشعب، تلك "الأنا" أو الأنانية هى مصدر جميع المشاكل التى نراها فى حياتنا، سواء فى الأسرة الصغيرة- فالكل يريد أن يأخذ دون أن يعطى- أو فى المجتمع الكبير، فالكل يريد مصلحته مهما كان هذا سيضر بغيره، هذا هو ما وصلنا إليه..فهل هذا يعد سلوكًا قويمًا من سلوكيات الأديان التى نتشدق بأننا بها نؤمن، وندافع عنها حتى لو كلفنا هذا حياتنا، عفوًا فالدين من سلوكياتنا براء. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|