CET 00:00:00 - 14/07/2010

مساحة رأي

بقلم : زهير دعيم
قبل ايام قليلة ، وفي احد برامج قناة الحياة ؛برنامج القس نزار شاهين الذي كان يستضيف وقتها  القمص الورع مكاري يونان ، جاء الصّوت من بعيد ، من السعودية ؛ جاء صارخًا : لماذا تركتموه ؟!
لماذا تخليتم عن القمص زكريا بطرس؟ ألم يكن من الواجب عليكم أن تقفوا الى جانبه وتساندوه؟......يا خسارة.
 
وصلت الرسالة واضحة ؛ وصلت ولم يحاول القس نزار ان يقطعها بل أعطى للسعودي !!!!  أن يُعبِّر عمّا يجيش في قلبه وصدره من حزن وألم  " لشطب" القمص زكريا بطرس من قناة الحياة الفضائية و" إنزال" برامجه التي تعب بها واستقاها من أمّات المصادر ، وبذل الجهود الجبّارة في سبيلها ، فوصل صوته هادرا الى البعيد والى أقاصي الأرض.

سواء كنتُ مع القمص زكريا أو ضده ، وسواء وافقت على كلّ آرائه او على قسم منها ، فقد حملت لهذا الرجل في قلبي معزّة . فقد احسست انه جريء ، عنيد في معتقده وفي  الحقّ ، لا يخشى لومة لائم ولا معترض عنيد ، فهو واثق ومؤمن فيما يقول...يقول كلمته ويقف عندها ، يقولها بعد دراسة وتمحيص وعرقٍ وسهَرٍ ورويّة ويأتي بالدليل والبرهان والشّاهد.

لقد تحدّى بالمحبّة وصال وجال سبع سنوات مجّانًا لانه آمن بالقول الذهبيّ القائل : " مجّانًا أخذتم ، مجّانًا أعطوا" فأعطى ووهب وعاضد وبشّر وملأ الدنيا محبة .
قد نختلف معة في الاسلوب ، ولكنه يبقى علَمًا في الالفية الثالثة ، علمًا وضع بصماته على الفضائيات وأزال الكثير من الغشاوة عن العيون ، فربح الكثيرين للمسيح..
أين الزملاء في قناة الحياة ؟
لماذا يصمتون ؟ ولماذا لا يقفون الى جانبه فيعلنون الاضراب مثلاً؟ فالقضيّة ليست شخصيّة فيما أظنّ ، والرجل لم يطلب زيادة في الراتب ، وما كان يتقاضى راتبًا أصلا وهو ربّ أسرة .ألم يكن من الواجب كما صرخ الاخ السعودي ان يقفوا الى جانبه ويقولوا لاصحاب قناة الحياة : " لهون وبس ".
" لماذا تضربني "  صرخ الربّ مرة ، وفي مرّة اخرى وفي غمرة غضبه المقدّس قلب موائد الصيارفة...ولست هنا في سبيل المقارنة ، بل لا سبيل الى المقارنة ما بين هذا وذاك، ولكن للزمالة أصول وللوقوف الى جانب اهلنا – بالحقّ- وقفة وشرف.
  
صرخ السعودي واصرخ معه ويصرخ الكثيرون :
لا تخرسوا صوتًا هادرًا حتى لو خالفكم الرأي احيانًا .
لا تخمدوا روحًا أبت الا أن تنطلق وتطير فوق الخوف والعادة والمتّبع.
لا تكمّوا فمًا يقول رأيًا حتى ولو كان مغايرًا وغير معهود.
أين كنتم في سبع السنبن الماضية ؟
لماذا الآن ؟.
صرخ السعودي صرخة ما زال صداها يتردّد في الفضاء ...وابتسم القمص مكاري يونان وكأني به يقول : مرحى ..طوبى للبطن الذي حملك ....ابتسم يونان في حين راح القس شاهين يُعلّل ويفسّر قائلا إن الأمر غير متعلّق به ، فهو يقدّم برنامجا في قناة الحياة وله حيّز زمني ليس الا...وأظنه محقّ في قوله ولكن الخلاف في امر آخر...امر السكوت .
لم اسمع صوتا آخر ، لم اسمع رشيدا ينبس ببنت شفة ، ولم اسمع غير رشيد ، فالكلّ صامت وكأنّ في افواههم ماء.
فهل سيصل صوت السعوديّ الى السّماء؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٨ صوت عدد التعليقات: ٧٥ تعليق