CET 00:00:00 - 14/07/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: أبوالعز توفيق- خاص الأقباط متحدون
مستشفى الصدر بسوهاج، والذي كان يُسمى من قبل بمستشفى الدكتور "محمد النبوي المهندس للأمراض الصدرية"، قد تم افتتاحه سنة 1969م في عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، وقد أنشئت به في ذلك الوقت أقسامًا ومراكزًا لعلاج الأمراض الصدرية؛ كالحساسية والدرن، وكان المستشفى يقوم على خدمة أبناء المحافظة والوجة القبلي بأكمله.

ومستشفى الصدر محروم منذ 40 عامًا من التجديدات والصيانة الدورية، لدرجة أنه أصبح في طي النسيان؛ فعندما تدخل إلى المستشفى تحزن وينتابك شعور بالتشاؤم عندما تشاهد ما آل إليه حال الإنسان المصري في وطنه، من خدمة طيبة أبسط ما يُقال عنها أنها سيئة للغاية، لذلك.. وبعد الشكاوى المتعددة التي وصلت لـصحيفة "الأقباط متحدون" سواء من العاملين والمسؤولين بالمستشفى، أو المرضى والمترددين عليه، توجهنا إلى هذا المستشفى لمعرفة ما هو السبب الحقيقي وراء عدم تطويره حتى الآن، ووصوله إلى هذه الحالة المتردية.

المباني متهالكة
يقول الدكتور "علي أبو الحمد" -طبيب بالمستشفى- عندما تدخل المستشفى تشعر بالتشاؤم لما وصل إليه حاله، فقد ترى المباني متهالكة والمستشفى بأكمله آيل للسقوط علينا نحن والمرضى في أي وقت، وقد أمر المحافظ "سعيد البتاجي" -محافظ سوهاج السابق- مديرية الصحة بسوهاج بإزالة مستشفى الصدر وبناء مستشفى صدر جديد مكانه، يتناسب مع متطلبات العصر الحديث، ولكن لا حياة لمَنْ تنادي؛ فمنذ ما يزيد عن التسعة أعوام لم يتم تنفيذ شيئ على أرض الواقع.

ويضيف "أبو الحمد" أن المستشفى يشهد حالة من الفوضى والخلل، ولا يوجد به أدوية، إضافة ألى الأعطاب التي أصابت أجهزة الأشعة وأيضًا جهاز رسم القلب، حتى الاختبار الوحيد الذي يجريه مريض الدرن غير متوفر بالمستشفى.

وانتقل الحديث لطبيب أخر بالمستشفى -رفض ذكر اسمه- طالبًا منا التجول بالمستشفى ومشاهدة العشوائية التي تسيطر على المكان، فيقول أن الساعة الآن 11 صباحًا، ومفترض أن تجد جميع الأطباء والعاملين بالمستشفى في موافعهم، لكنك لا تجد أحدًا؛ فغالبيتهم قد ترك مكانه بالمستشفى ولا تدري أين هم!!

ويؤكد أن حال المستشفى كان أفضل بكثير منذ عشر سنوات، رغم أن في ذلك الحين كان يقوم طبيبان فقط بخدمة المرضى، أما اليوم فيوجد بالمستشفى نحو 30 طبيبًا، لكن -وللأسف- (زي عدمهم)؛ فالمريض لا يجد الرعاية والعناية الكافية، أما عن مباني المستشفى فقد تم تكليف كلية الهندسة بعمل تقرير نهائي عن حالة مبانيه، وبالفعل جاءت لجنة من كلية الهندسة وعاينت وكتبت التقرير النهائي، والذي أثبت أن مباني المستشفى متهالكة وآيلة للسقوط، وأوصى التقرير بضرورة إزالتها.

ويوضح أن هذا كان منذ عام 2007م، وحتى الآن لم يتم تنفيذ شيئ مما سبق الإشارة إليه، فالمستشفى يعمل كأنه لا يوجد خطر داهم يهدده، والمباني حتى لم يتم ترميمها، فهل يتنظر السادة المسؤولين حتى يتهدم المستشفى فوق رؤوسنا حتى يتحركون!!
ويضيف ساخرًا.. هنا في مصر، لا يتم تحرك المسؤولين إلا بعد وقوع الكارثة، "حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتروي لنا إحدى ممرضات المستشفى -وتعمل بقسم الاستقبال- تلك الحادثة، أن سقف الاستقبال سقط فوق طفل برفقة أمه التي تأتي للعلاج، مما أدى إلى حدوث إصابات بالغة للطفل، وبذلك أصبحت لدينا حالتان تحتاجان للعلاج بدلاً من حالة واحدة، وقمت بإبلاغ مدير المستشفى والجهات المعنية بذلك، كما قمنا بنقل قسم الاستقبال أكثر من مرة من حجرة إلى حجرة، وفي هذه الحالة نضطر لنقل الأجهزة والأدوية، وحتى الآن لا يوجد مقر ثابت لقسم استقبال بالمستشفى، وأيضًا منذ شهر سقط علينا  سقف حجرة الإقامة الخاصة بنا بالمستشفى، فهل الحكومة تنتظر أن نموت حتى تتدخل؟!!

الرجال والنساء في عنبر واحد
ويضيف "أحمد" -مدير مركز المعلومات بالمستشفى- أن حال مستشفى الصدر بسوهاج (لا يسر عدو ولا حبيب)، ولم يحدث به تطوير ولا تجديدات مطلقًا؛ فجدران المستشفى متهالكة، حتى عنابر المرضى سوف تسقط على المرضى، ولا يوجد بها مراتب سليمة ولا كسوة كاملة، وإن وُجدت فهي لا تصلح للمريض، والشيئ الغير آدمي هو أن النزلاء من الرجال والنساء يقيمون معًا في عنبر واحد،  كما أن العنبر الاقتصادي غير لائق بالمرضى، على الرغم من أن المستشفى يعمل 24 ساعة، ولكنه في طي النسيان.

كما أن المعصد معطل منذ 40 عامًا على الرغم من أهميته، فلا تستطيع بعض الحالات الصعود على السلم، ولا ننسى هنا أنها مستشفى صدر؛ فالمريض من السهل أن يتأثر بأي شيئ ملوث يستنشقة، كالروائح الكريهة، وقد قمنا بإخطار وزارة الصحة بالحال الذي آل إليه المستشفى كثيرًا جدًا، لكن الوزارة لم تتكرم بالرد علينا!!

وينتقل الحديث للدكتور "حسن مرزوق" مدير المستشفى فيقول: إن حال المستشفى أصبح أفضل من ذي قبل، ولكن هناك مشكلات تعترض حاضر ومستقبل المستشفى بالنسبة للتطوير، فلم يتم تطوير مستشفى الصدر منذ إنشائه عام 1969م، على الرغم من أن هناك مستشفيات مماثلة له بمحافظتي أسوان وبني سويف وأصبحت على مستوى عالٍ من التطوير.

مديرية الصحة لا تهتم

وبالنسبة للمباني فهي متهالكة تمامًا، وتم إرسال عدة بلاغات إلى مديرية الصحة بسوهاج بهذا الوضع، ولكن مديرية الصحة لم تكلف نفسها بإلقاء نظرة على المستشفى حتى الآن؛ فالصرف الصحي منذ إنشاء المستشفى كما هو، مواسير الصرف مكشوفة بجوار عنابر المرضى، لذلك أطالب بإعادة تركيب المواسير خارج المباني حتى لا تصيب المرضى بأمراض خطيرة، مع التذكير بأنه مستشفى للأمراض الصدرية، والمستشفى في حالة سيئة وهذا يمثل خطورة على حياة المرضى والعاملين بها.

ويقول الدكتور "محمد عبد العال" وكيل وزارة الصحة بسوهاج أن المستشفى يعد من المستشفيات المهمة بالمحافظة، كما أنه يترد عليه من300 إلى 400 مريضًا يوميًا من جميع أنحاء المحافظة، أما بالنسبة للبنية الأساسية للمستشفى فهي تحتاج إلى ترميم و تطوير كامل، لذلك ينتظر السيد وزير الصحة نظرة خاصة على مستشفيات سوهاج، -وبإذن الله- سوف يتم إزالة المبنى القديم للمستشفى وإقامة مبنى جديد متطور، وذلك في الخطة القادمة في العام المالي الجديد.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق