CET 00:00:00 - 14/07/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

 * كتاب يحكى معاناة الأقباط والتمييز ضدهم فى الرياضة، وأسباب ذلك. 

* "هانى رمزى"، و"محسن عبد المسيح"، و"هانى سرور"..ورحلة معاناة.
كتب: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون 
تحت عنوان "الأقباط والرياضة"...جوون فى ملعب التعصب، صدر حديثًا كتاب ضمن سلسلة الكتب التى تصدرها جريدة "وطنى" لمناقشة حال الأقباط فى "مصر" فى المجالات المختلفة، واختارت فى هذه المرة أن تناقش "الأقباط فى الرياضة".
 
هذا الكتاب الذى يمثل صرخةً أكثر من كونه كتابًا، فهو يرصد التمييز ضد الأقباط فى مجالات الألعاب الرياضية المختلفة، يقرأ الواقع الأليم فى دنيا الرياضة بـ"مصر"، ويكشف سلبيات الأسر المسيحية، وطائفية مسؤلى بعض الألعال بالأندية، فالكتاب يرصد أسباب التمييز ضد الأقباط على ملاعب "مصر" المختلفة- سواء فردية أو جماعية- ويقدم الحلول لتفادى هذا التمييز .. 
 
جاء فى مقدمة هذا الكتاب، والتى وضعها الدكتور "محمد منير مجاهد"- مؤسس جماعة "مصريون ضد التمييز الدينى"- تعريف المجال العام الذى يعيش فيه جميع المواطنيين، ويتعاملون فيه بعضهم مع بعض.
 
تديين الكرة والاستبعاد التلقائي لغير المسلمين 
وأشار "مجاهد" فى مقدمته إلى أنه- ومنذ مطلع السبعينيات- تم تديين كل شىء، وتم تقسيم "مصر" على اساس دينى؛ حتى امتد الأمر إلى الرياضة، فأصبح كل لاعب يتباهى بتدينه، بل ويلتحى ويستعيذ بالله فى كل هجمة مضادة، وهو ما يترتب عليه مستقبلاً أن يتحول التديين إلى منظومة فى الفريق بأكمله، ومن ثم يتم استبعاد تلقائى لغير المسلمين. 
 
معايير اختيار اللاعبين
كما أشار "منير" إلى تصريحات "حسن شحاتة"- المدير الفنى لـ"مصر"- بأن معايير اختياره لأى لاعب تتضمن الأخلاق والتدين،  وهو الأمر الذى يؤدى بدوره أيضًا إلى استبعاد غير المسلمين، مدللًا على ذلك بأنه من ضمن (400) لاعب مقيد فى سجلات الدورى الممتاز لموسم 2009-2010 ، لا يوجد إلا اثنين من الأقباط، وما موكدًا الوضع التمييزى فى الألعاب الأخرى أيضًا، وخاصة الفردية مثل رفع الأثقال، والجودو، وألعاب القوى.
 
وقال "مجاهد": إن الكتاب يعالج موضوع التمييز الدينى فى الرياضة، وأثره على ابتعاد الأقباط عنها. وذلك من خلال استعراض تاريخهم مع الرياضة، وأسباب غيابهم، وتقديم الحلول لمعالجة هذا الوضع. 
 
لابد أن تكون الرياضة خالية من التعصب الديني
واختتم "مجاهد" مقدمته موضحًا أهمية الكتاب، مشيرًا إلى أن السواد الأعظم من المواطنين ينكرون وجود التمييز الديني فى الرياضة، وفى غيرها من المجالات الأخرى، ومؤكدًا أن الرياضة إذا كانت هى التى  تجمع الشعب المصرى، وتعزز فكرة المواطنة، فلابد أن تكون خالية من التعصب الدينى والفرز الطائفى حتى تقوم بدورها فى ترقية الأفكار والممارسات، وتعزيز وحدتنا الوطنية التى حمتنا عبر الزمن من كل الأخطار التى واجهتنا.
الأقباط..إنجازات وتاريخ مشرف على مستوى الألعاب الفردية والجماعية.
 
استعرض "نور قلدس" معد الكتاب تاريخ الأقباط فى الرياضة، مشيرًا إلى أن البعض يحكم على ديانة بعض اللاعبين على أساس اسماءهم، فمثلاً "اسحق حلمى" أول سباح مصرى يعبر المانش، و"فريد سميكة"- بطل العالم فى الغطس 1932 – مسلمان، وإن كانت اسماؤهم توحى بغير ذلك، حيث أن هناك أسماء كثيرة مشتركة.
 
تاريخ الأقباط فى الأوليمبيات 
وسرد "قلدس" فى الكتاب، تاريخ الأقباط فى الأوليمبيات مثل مشاركة الملاكم "ميشيل جورجى" فى باريس 1924 ، و"فلييب نصيف" فى رفع الأثقال، و"جاك فهيم" فى السباحة باوليمبيات لندن 1948، و"جرجس بخيت" فى دفع الجُلة لمنافسات ألعاب القوى فى "برلين" 1936. 
 
ثم فى العصر الذهبى لكرة السلة، كان هناك "ألبير فهمى تادرس" المصرى الوحيد الذى مثّل "مصر" فى ثلاث دورات أوليمبية: "برلين 1936"، و"لندن 1948"، و"هلسنكى 1952"، بالإضافة إلى "عازر اسحق"، و"جوانى رياض"، و"مجدى فيليب"، و"تونى ريمون"،  و"ادوارد رزق الله"، و"سامى جرجس"، و"تونى بولس" الذى فاز ببطولة العالم فى كمال الأجسام عام  1954، و"هشام جريس" من نجوم رمى المطرقة، ثم "فرنس مرجان" أحد أبطال كمال الأجسام،  و"الأم سهير عدلى" أول صعيدية تفوز ببطولة الجمهورية فى مصارعة الذراعين، كذلك ابنيها "ريمون" و"جون". 
 
فى رفع الأثقال 
وفى نفس العام 1954، بزغ نجم "سمير حنا" فى رياضة رفع الأثقال، وكان من أبطال الجمهورية، إلا أن "جميل حنا" هو الأوسع شهرة وصيتًا فى عالم رفع الأثقال على المستوى المحلى، والأفريقى،  والعالمى. حيث كان من اللاعبين المميزين فى رفع الأثقال منذ 1956 وحتى 1966، وكان صاحب الدعوة فى تأسيس الإتحاد الأفريقى فى "القاهرة" عام 1978 ، وقد رأسه منذ 1986 حتى 2009. وهو يشغل الآن منصب سكرتير عام الإتحاد العربى لرفع الأثقال. 
 
فى الجودو 
ثم فى الجودو نجد "جورج سوريال"، و"ناجى سعد" فى دفع الجُلة، والذى حقق العديد من الأرقام المشرفة لعل أبرزها أن رقمه فى دفع الجلة كان من أفضل ستة أرقام عالمية، كما شارك فى (130) لقاء.
 
فى كرة السلة 
وفى كرة السلة، برز نجم "سامى الشارونى" الذى بدأ حياته فى ناد الزمالك، ثم انتقل إلى الشرطة، وهو الآن المدير الفنى لفريق اتحاد الشرطة، ويقوده منذ سنوات طويلة. 
 
فى الشطرنج 
وفى الشطرنج يأتى "باسم سمير"- جنرال الحروب الصامتة- والذى حصل على لقب أستاذ دولى كبير عام 2007 وعمره لم يتجاوز العشرين عامًا.
 
فى كرة القدم
 أما بخصوص كرة القدم، فقد أوضح الكاتب أن الأقباط يخيب أملهم دائمًا فى وجود لاعب قبطي، مشيرًا إلى تصريحات "حسن شحاتة" بشأن معايير اختيار اللاعبين على أساس أخلاقهم وتدينهم، وهو ما لاقى بسببه العديد من النقد، سواء فى "مصر" أو خارجها- وخاصةً عند سؤاله: لماذا لا يوجد لاعب قبطى فى المنتخب؟ وإجابته دائمًا بأنه لو كان هناك لاعب مثل "هانى رمزى" أو "محسن عبدالمسيح" كان سيجد له مكانًا فى المنتخب. 
وأوضح الكاتب أن من مظاهر تديين كرة القدم فى المنتخب، اصطحاب "حسن شحاته" لرجل دين ضمن بعثة المنتخب، وتعليماته بالمواظبة على قراءة القرأن، ومتابعته لتأدية اللاعبين للصلوات.
 
وأشار الكتاب إلى أن الكثير من الأقباط يبررون عدم وجود نجوم فى كرة القدم بعدم اختيار لاعبين أقباط من الأساس فى الأندية بمراحل الناشئين، لقطع الطريق عليهم من البداية، حتى إنه إذا تم اختيار ناشىء قبطى لا يتم تصعيده للمراحل السنية التالية، كما روى الكابتن "محسن عبدالمسيح"- نجم الإسماعيلى والترسانة السابق- إنه يوجد لاعبون أقباط جيدون، ويجتاز بعضهم الإختبارات فى الأندية الكبيرة، ولكن يتم استبعادهم على أساس الدين.
 
"هانى رمزى"، و"محسن عبد المسيح"، و"هانى سرور" 
وتحدث الكاتب عن "هانى رمزى" أشهر لاعب قبطى فى كرة القدم، وأنجح لاعب مصرى محترف، وهو من مواليد 10 مارس 1969، بدأ حياته الكروية مع أشبال الأهلى، ونظرًا لتألقه، ضمه "الجوهرى" لمنتخب "مصر" وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمرة، حيث كان المنتخب يستعد لتصفيات كأس العالم 1990، والذى احترف وقتها ليكون أصغر لاعب مصرى محترف، والذى أكمل مشواره الإحترافى إلى 2005 ، وبعد ذلك شغل منصب المدير الفنى لـ"انبى"، ثم حاليًا المدير الفنى للمنتخب الأوليمبي.
 
"محسن عبد المسيح" 
أما "محسن عبد المسيح" فقد بدأ حياته فى ناشئ نادى الشمس، ثم انتقل إلى الإسماعيلى 1978، وكان من أفضل المدافعين فى مركز الظهير الأيسر، وهو ما يثير علامات استفهام حول عدم لعبه فى صفوف منتخب "مصر". 
 
"هانى سرور"
أما "هانى سرور" - حارس مرمى الإتحاد السكندري- فقد عاصر الجيل الذهبى للفريق الذى ضم "عرابى"، و"بوبو"، و"الجارم"، و"شحتة الإسكندرانى"، وشارك فى فوز الفريق ببطولة كأس "مصر" عامى 1973 ، 1976.
 
أسباب ابتعاد الأقباط عن الرياضة والحلول
وفى الجزء الثانى من الكتاب سرد "قلدس" أسباب غياب الأقباط عن الرياضة، موضحًا السلبية من جانب الأقباط فى عدم تشجيع أولادهم على التواجد بالأندية ومراكز الشباب. بالإضافة إلى أن التمييز الدينى فى العديد من مجالات المجتمع، وشكوى الأقباط من الظلم الواقع عليهم فى مناصب الدولة المختلفة، أدى إلى حالة من الإحباط وعدم المشاركة فى مجالات عديدة امتدت إلى الرياضة، غياب مفهوم المواطنة لدى المجتمع بأسره، وتركيز العديد من وسائل الإعلام على الجانب الدينى فى الرياضة أكثر من الموهبة، وقبول بعض الأقباط فى مراحلهم السنية الأولى ثم توقفهم عند هذه المرحلة، وسيطرة الدولة على الرياضة وغياب الإسثمار الرياضى الشامل الذى يحقق الإنجازات بصرف النظر عن الدين.
 
وأشار "قلدس" فى كتابه إلى بعض الحلول، والتى تتمثل فى المشاركة الإيجابية من جانب الأقباط واعطاء الفرصة لهم، والتأكيد على مدنية الدولة وأن الدين مكانه المسجد أو الكنيسة فقط، واعلان الحرب على التمييز الدينى من الدولة أولاً ثم من كافة القوى الحزبية والسياسية، وقيام رجال الدين بتصحيح المفاهيم الخاطئة، وقيام وسائل الإعلام بالدور الحيادى فى الرسالة الإعلامية والبعد عن النزعة الدينية، ثم تشجيع الإستثمار الرياضى حتى تتحق الإنجازات.
 
اللاعبون الأقباط يتكلمون 
أما الجزء الثالث من الكتاب، فقد التقى فيه الكاتب بهؤلاء اللاعبون ليتحدث كل واحد منهم عن انجازاته، والصعوبات التى واجهته. حيث تحدث "محسن عبدالمسيح"  عن كيفية استبعاده من منتخب الناشئين بسبب اسمه، كما تحدث "هانى رمزى" عما حدث معه فى بداية مشواره، وتحدث غيرهم عن حكاياتهم مع  الساحرة المستديرة
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق