CET 00:00:00 - 15/07/2010

الكلام المباح

بقلم :ميرفت عياد
الواحد مش عارف يلاقيها منين ولا منين.. الدراسة خلصت بخيرها وشرها.. ودلوقتي العيال عايزة تسافر تصيف.. طيب نجيبلهم منين؟؟ ما أنا وأبوهم بنشتغل.. نعمل ايه يعني؟! وبنقطع من لحمنا ونديهم..

سمعت هذا الحوار الدائر بين سيدتين متجاورتين في عربة المترو، فردت عليها بدورها السيدة الأخرى قائلة: "وياريت يا اختي العيال بيحسوا بحاجة ولا بيشكرونا على حاجة؟؟ دايمًا عايزين ومش مهم منين وازاي!!

وهنا أدركت المأزق الذي وقعت فيه الأسرة المصرية بعد أن أنهى أبنائها موسم الامتحانات، وأعلن الأبناء عصيانهم ورغباتهم في الذهاب إلى إحدى المصايف بعد أن تعبوا من كثرة المجهود والضغوط النفسية طوال العام الدراسي الذي مضى.

والحقيقة أنه ليس الأبناء فقط هم المحتاجون إلى هذا التغيير، ولكن الأباء أيضًا في أشد الحاجة إلى هذا التغيير، ولكن كيف يتم هذا؟؟!
سؤال يظل يسأله الأباء.. كيف يواجهون الغلو المفرط في أسعار الشقق في المصايف أو أسعار الفنادق والشاليهات؟ من أين يأتون بآلاف الجنيهات لقضاء أسبوع يرفهون فيه عن أنفسهم وعن أولادهم؟

والحقيقه أنه لأمر مضنٍ ان تظل الأسرة المصرية طيلة العام تعيش تحت ضغط نفسي، وتفكر في كيفية تدبير أمورها المالية؛ ففي فترة الدراسة تنحل كاهلها الدروس الخصوصية ومصاريف المدارس، وفي فترة الأجازة تعيل هم مصاريف المصايف التي أصبحت مغالى فيها جدًا .

والحقيقة أن هناك العديد من الحيل التي يقوم بها الناس للحيلوله دون الوقوع في مشكلة عدم السفر إلى إحدى المصايف، وبعضها يشمل الحجز من الشتاء في المصايف التي تقوم بها جهات العمل او الرحلات التي تنظمها في بعض الأحيان الكنائس أو النوادي، وهذا يوفر الكثير من العبء المادي للموضوع؛ لأن هذا يكون بدفع مقدم والباقي على أقساط، وهناك من يقوم بادخار الأموال طوال شهور السنة لاستخدامها في المصيف.

وفئة أخرى تقوم بعمل جمعية لتوفير مستلزمات المصيف، وهناك من يستأجر شقة في إحدى المدن الساحلية مع أسرة أخرى حتى يستطيعون دفع ثمنها .

الحقيقة أنها كلها أفكار إيجابية لمحاوله الخروج من مشكلة عدم سفر الأسرة إلى المصيف الذي لا يستغرق أكثر من أسبوع.

والسؤال الذي يستفزني هو: هل يعقل أن تقوم الأسرة المصرية طيلة العام بحمل عبء هذا الأسبوع الذي تقوم به للترفيه عن نفسها لكي تتحمل الضغوط الكثيرة الموضوعة على أكتافها؟؟
وكم أشفق على الأسرة المصرية البسيطة التي لا حق لها في هذه الدنيا، ولكى تنتزع بعضًا من حقوقها تظل تكافح عامًا بأكمله.

وفي نفس الوقت نرى الأجانب مستمتعين بشمس وبحر بلادنا دون أن يكلفهم هذا إلا بضعة دولارات قليله لا تدمر ميزانيتهم، أما أصحاب البلد فلا حق لهم في الاستمتاع بخيرها وجمالها؛ لأنه وببساطة.. ثمن هذا باهظ جدًا . 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق