CET 00:00:00 - 16/07/2010

شغل سيما

بقلم: ماريا ألفي
في يوم من الأيام كنت أحتاج إلى أي تغيير بدلاً من الروتين اليومي الذي أشهده في كل يوم؛ "فالأيام بقت زي بعضها ولا يوجد أي تغيير".
  لذا قررت الذهاب إلى السينما كنوع من التغيير، وبالفعل ذهبت لأشاهد فيلم "عسل اسود" للنجم "أحمد حلمي"، والذي دائمًا ما يسعدنا بأفلامه الكوميدية الرائعة.
وبالفعل ذهبت إلى إحدى دور السينما وجلست لأشاهد الفيلم، والذي جاءت قصته تحكي عن شاب مصري واسمه "مصري"، يعيش في أمريكا، وغاب عن مصر لمدة 20 سنة، وقرر العودة إليها وفي قلبه ولع واشتياق لرؤيتها، ولكنه حينما قرر العودة اختار أن يعود بجواز سفره المصري، والذي يحمل جنسيته المصرية حلمي بطل فيلم عسل أسودوليس جواز السفر الأمريكي.

ولكن للأسف.. لحظة وصوله إلى مطار القاهرة حاملاً معه جواز السفر المصري، لاقى أسوأ معاملة من العاملين بالمطار، وفي أي مكان يذهب إليه هناك، لا لشيىء سوى أنه مصري!!
 وهذا بالطبع على عكس ما لاقاه الأجانب على أرض مصر من ترحيب وحسن معاملة.
 فقد لاقى "مصري" والذي يجسد شخصيته الفنان "أحمد حلمي" أسود أيام حياته؛ فقرر بعد ذلك أن يرسل في طلب جواز سفره الأمريكي والتخلي عن الباسبور المصري، وفي لحظة وصول الباسبور الأمريكي أصبح "ملك زمانه " -إن صح التعبير- فالمعاملة تغيرت 180 درجة لكونه أصبح أمريكيًا وليس مصريًا، وأصبح دائمًا رافعًا شعار "أنا مواطن أمريكي ومحدش يقدر يقرب لي.. وباسبوري حاميني".

وبالفعل قرر "مصري" أن يجلس في مصر ليقضي المهمة المكلف بها، وذهب إلى منزله القديم حيث الذكريات والأصحاب والجيران، وبالفعل وجد جاره "سعيد"، والذي يجسد شخصيته الفنان "إدوارد"، ولكن "سعيد" كان اسم ليس على مسمى؛ حيث أنه شاب يبلغ من العمر 32 سنة ومازال يأخذ مصروفه من والدته؛ لأنه "عاطل" لا وظيفة له، وأخته المتزوجة تعيش معهم في نفس المنزل، وهو مكون من حجرتين فقط؛ لأن زوجها ليس بمقدرته شراء شقة نظرًا لغلاء الأسعار.. لذا فهم زوجان في حكم المخطوبين.

وتتابعت أحداث الفيلم وأنا في حيرة شديدة، فلماذا أصبح حالنا هكذا؛ فالإنسان المصري انعدمت كرامته في بلده.. فإلى اين يذهب؟؟
الإنسان المصري أصبح لا يجد مأوى له في بلده.. فكيف يعيش؟؟
الإنسان المصري لا يستطيع أن يحقق حتى ولو جزء من أحلامه، والتي تتمثل في حقه الطبيعي في الحياة.. فأين يحلم؟؟
وأخيرًا أيقنت أن الحياة في مصر وإن كانت عسلاً.. فهي "عسل اسود".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق