بقلم: القس رفعت فكري سعيد وللرد على هذه النظرية نقول إنه من المؤكد تاريخياً وبشهادة نصوص الكتاب المقدس –كلمة الله الصادقة- أن السيد المسيح مات قبل أن يدفن ولذلك فالقول بأنه على أثر دهن جسمه بمرهم خاص أفاق واتجه إلى الشرق هو محض افتراء, كما أن القبر الموجود بالهند الذي يقال إن المسيح دُفن فيه ثبت بالدليل القاطع أنه بُني بعد المسيح بمئات السنين لشخص يهودي يدعى آساف وقد أشار الأستاذ عباس محمود العقاد إلى هذه الحقيقة في كتابه عبقرية المسيح. أما من جهة تشبيه وجود المسيح في القبر بوجود يونان في بطن الحوت فنقول: إن الرمز لا يكون مثل المرموز إليه في كل الوجوه, فمثلاً عندما نقول أن الرجل مثل الأسد بالطبع فنحن لا نقصد المشابهة التامة بين الرجل والأسد, فنحن مثلاً لا نقصد أن نقول إن الرجل له أربعة أرجل مثل الأسد!! ونحن أيضاً لا نقصد أن نقول إن الرجل له ذيل كالأسد!! كل ما يحمله تشبيه الرجل بالأسد إن الرجل يتمثل بالأسد في شجاعته. وعندما نأتي إلى قول السيد المسيح "كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال" ندرك أن المسيح لا يقصد أبداً ما توصل إليه ديدات فالمسيح هنا لا يتحدث عن المشابهة التامة ولا عن التماثل التام ولا سيما وأن هناك فروقاً كثيرة بين يونان والمسيح: ومن هنا لا تجوز المقارنة بين الرمز والمرموز إليه من كافة النواحي, بل إن هناك ناحية واحدة رئيسية وهذه الناحية الرئيسية المشتركة بين يونان والمسيح هي أن كليهما اختفى اختفاءً كاملاً عن العالم ثلاثة أيام وثلاث ليال, كان يونان موجوداً حياً في بطن الحوت أما السيد المسيح فكان ميتاً في بطن الأرض كإنسان, وذلك لأن نصوص الإنجيل المقدس تؤكد موته على الصليب فوجه الشبه هنا بين يونان والمسيح هو في المدة وليس في الحالة كما زعم ديدات وغيره من القاديانيين. ولو كان يونان مات مثل المسيح لما كان قد قام من الموت لأنه كان مجرد إنسان عادي, أما السيد المسيح فكان من المحتم أن يقوم بعد موته لأنه لم يكن إنساناً عادياً، لقد كان في جوهره رئيس الحياة فكيف لقبضة الموت أن تمسك بمن قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة؟!! وكيف لظلمة القبر أن تحجب من قال عن نفسه أنا هو نور العالم؟!! وختاماً.... لقد قام المسيح بعد موته وصعد حياً إلى السماء وهو في هذا يتميز عن جميع الذين قاموا من الموت لأنهم ماتوا ثانية, أما هو فقد قام ولم يعد للموت سلطان عليه لأنه رب الحياة وقبره الفارغ هو خير شاهد على قيامته, فبينما يذهب الناس لزيارة قبور بوذا وكونفوشيوس وغيرهما يذهبون وهم متأكدون أن رفاتهم موجوداً داخل القبور بينما من يذهب لزيارة قبر السيد المسيح يدرك أنه ليس في القبر لأنه قام كما قال, فهل يمكن أن يكذب المسيح؟!!!!!!!!! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٨ تعليق |