CET 00:00:00 - 19/07/2010

مساحة رأي

بقلم : نبيل المقدس
من حكمة البابا أن يذكر في إجتماعه الاخير , أن الشذود الجنسي ضمن الأسباب الموجبة للطلاق ... وهذا أمر كتابي وواضح في كلمة الله والتي أوضحها الله في كل من عهديه القديم والجديد : ففي العهد القديم يقول الرب : "لا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة" (لاويين 18: 22) و "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا رجسا كلاهما إنهما يقتلان ودمهما عليهما" (لاويين 20: 13) .

أما في العهد الجديد يقول الوحي علي لسان بولس الرسول : "... يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه فإنه لم يبغض أحدا جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضا للكنيسة... لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه... من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا" (أفسس 5: 28-31)  ... كما ذكر الوحي علي لسان بولس أيضا : " .... لذلك اسلمهم الله إلى أهواء الهوان لأن إناثهم استبدلوا الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة... وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي. اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" (رومية 1: 24-27) . هذه هي أقوال الله الصادقة والأمينة بخصوص الزواج... فهو بين رجل وامرأة وما هو غير ذلك فهو شر حقيقي وانحراف واضح عن فكر الله.

وبالرغم أننا نؤمن بحقوق الإنسان وحريته...  كما نؤمن أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق. و نؤمن أن الله يكره الخطية ولا يطيقها... وفي نفس الوقت يحب الخاطئ أو المنحرف محبة بلا حدود... محبة غافرة  لكنه يكره الشذوذ... وفي نفس الوقت يحب أن يأتي إليه الشواذ لنوال الشفاء والغفران. ونحن بدورنا نحب الجميع كما أحبنا المسيح ونمد يد العون والمساعدة لمن يريد الشفاء الحقيقي من الشذوذ والانحراف. .. فهو لا شك انه مرض يتوقف علي التربية الأولي له , ويمكن علاجه كما ثبت طبيا .

لكن لي بعض التخوفات من وجوب السماح للشواذ بالطلاق ... فنحن  نسمع عن مرض شذوذ آخر له مظهر مختلف وهو مرض السادية ... ومن مظاهر هذا المرض النفسي هو أن إحدي الطرفين يتلذذ اولا بان يلقي ضربا مبرحا  للاخر لكي يصل إلي النشوة الجنسية  ... أليس هذا ايضا شذوذ سوف يدخل في بند المسموح له بالطلاق .؟؟  وهناك مرض شبيه له يُطلق عليه مرض الماسوشي  وهو  غالبا ما يكون عند النساء المسترجلات التي تريد ان تستشعر بأنوثتها في الضعف فتتلذذ في الاهانة والضرب , لذلك يُلاحظ وجود آثار دم وعنف علي الطرف الذي يميل إلي هذه الأمراض الشاذة بعد كل ممارسة يقومان بها.

كذلك شذوذ الفكر والعقل والأخلاقيات فربما يدخل في العملية الجنسية بين الزوجين , وهو أن يأمر الزوج الزوجة بأداء حركات خليعة غير أخلاقية و زائدة عن المعقول, أو ان يتفوه لها بأقذر الكلمات الجنسية او غير الجنسية هي لا تتقبلها ابدا وترفضها تماما .... أليس هذا شذوذ تجعل الزوجة تتقدم بطلب السماح لها بالتطليق ؟؟. شذوذ آخر وهو إجبار الزوج المُدمن زوجته ان تشرب معه الخمور أو بعض المخدرات حيث يعتبر ان هذه الأدوات من الأشياء اللازمة لممارسة الجنس مع زوجته حتي ولو كانت تكره هذه الأعمال وتعتبرها خطيئة. اليس من حقها أن تعتبر هذا شذوذ في زوجها وتتقدم ايضا بطلب الطلاق .. بعد ما حاولت مرارا وتكرارا ان تثنيه عن الإدمان .. أو عن عجزها بوقف هذا الزوج عن التفوه بهذه الألفاظ الخارجة ...؟؟

أنا اتصور ان الشذوذ الجنسي لا يقل فتكا عن باقي الشذوذ الأخري ... فهناك الكثير من حالات الشذوذ التي اوردتها مكتومة بين طيات العائلات , وكثير منهم او منهن يواجهون الصعوبات واليأس لعدم استجابة  المريض للعلاج ... أو حتي لتعاليم الكتاب !!!

كنت اتمني ان لا نفصح عن هذه الحالة جهرا , فهناك حالات تتساوي في الضخامة والمآساة النفسية مع الشذوذ وهي حالات الجنان ,  والضعف الجنسي  ... فكنت افضل ان يتم هذا سرا دون الإعلان عنه ... هذا لأن كل من يريد الطلاق سوف يتخذ من الشذوذ باباً أو مدخلا  لكي يحصل علي تصريح الطلاق ... فالذي فكر في الطلاق لا يستحي أن يتصنع ويدعي بأنه شاذ جنسيا حتي  يتم الطلاق ... أو ربما لا يستحي ان يتهم الآخر بالشذوذ ... وهذه إتهامات لا تحتاج إلي شهود او حتي كشوفات أو يصعب اثباتها او نفيها ...  صحيح ان الممارسة الشاذة اثم وخطيئة لكن قرأت في احدي المواقع ان 75 % من الشواذ إستمروا في حياتهم الزوجية بعد العلاج الذي لا يدوم طويلا , فعلينا اولا أن نقوم بتقويمهم وإصلاحهم وعلاجهم قبل اعطائهم كتاب طلاق لعلهم يشفون من هذا المرض .

اتمني ان يُسجل هذا البند مع بنود القانون لكن بطريقة خاصة انا أجهلها لأنني لست خبيرا في المصطلحات القانونية والكتابية معا , كل ما أقصده لكي يكون هذا المُبرر في أضيق الحدود ... فمهما خرج القانون كاملا فسوف تظل بعض المشاكل قائمة , وسوف تظهر مشاكل أخري نحن لا نعرفها حاليا ... كان بالأولي أن يخرج القانون طبقا بما هو مكتوب في الكتاب المقدس وهو لا طلاق إلا لعلة الزنا . أما الحالات الباقية مثل عدم تقبل الزوجين لبعضهما البعض ... أو في حالات المرض المفاجيء ... او نتيجة تدني الأخلاقيات , وغيرها من المبررات الشيطانية فهي تُترك لكل شخص طبقا لضميره , فربما يجد في الطرق الشيطانية حلولا له ... المهم ان يحل مشكلته بعيدا عن الكنيسة وعلي مسئوليته الخاصة وعلي جماعة المؤمنين أن تداوم الصلوات من أجل هؤلاء , وأن لا تدينهم بل تقبلهم , وأن لا تقيم لهم المشانق ... فهذا من شان الله وحده . 

اتعشم ان لا يكون السماح بتطليق الشواذ ... هو بداية فتح ابواب أخري لا نستطيع سدها .... حتي انه يأتي الوقت في المستقبل ويكون هو بمثابة المسمار الأخير في نعش قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين فما نزال في معركة مع الآفاعي حتي آخر الايام ... لكن لنا رجاء في المسيح لأنه اعطانا اسلحة الدفاع واسلحة الغلبة عليه بموته الكفاري علي الصليب .... وأعظم سلاح تركه الرب لنا للنصرة هو سلاح المحبة .... فبالمحبة سوف تجعلنا نستغني عن كل هذه اللوائح التي تنظم الأحوال الشخصية .... فالمحبة هي لائحتنا الوحيدة ....!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٨ صوت عدد التعليقات: ٤٢ تعليق