CET 00:00:00 - 19/07/2010

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
يتعرض المصريين عامة عن دون قصد أو تعمد لمخاطر غير عادية بسبب فقدانهم لحس الأمن والأمان قبل الإقدام على أي عمل، والسبب أن الإنسان في مصر لا يشعر بقيمته لعدة أسباب؛ أهمها معاملة النظام للمواطن المصري معاملة دون أدنى حد لمعاملة البشر.

تعلمنا في الغرب أن الإنسان يجب أن يُدرب جيدًا على استخدام الآلة أو المُعدة قبل قيامه بمهام وظيفته، والسبب أولاً هو تأمين حياة المستخدم قبل أي شيىء؛ لأن حياة الإنسان أغلي ما في الوجود، وثانيًا.. حتى لا يهدر المواد أو ينتج إنتاجًا غير مطابق للجودة المطلوبة.

وأثناء كتابتي لهذا المقال الذي أعطتني فكرته مصيبة غرق البنات القبطيات في نهر النيل أثناء نزهة نيلية، اضطررت أن أقوم بسرعة بتوجيه أحد العاملين من المهاجرين المصريين الجدد لخطورة استخدام المبيد الحشري بالقرب من الطعام أو الأدوات التي نستخدمها في إعداد الطعام، وفعلاً لم يقم باستخدام المبيد الحشري، وشرحت له كيف نتعامل مع الذباب دون تعريض المأكولات للتلوث بالمبيد الحشري، والذي يمثل خطرًا أكبر من الذباب.

وشرحت له التالي، في شهور الصيف القليلة جدًا، ومع ارتفاع درجة الحرارة يكثر الذباب، وهو بالطبع ليس نقمة على العالم بل الذباب جزء من التناغم العام للطبيعة، فالذباب له فائدة في دورة الحياة لا يمكن أن يُستغنى عنه، وإلا لما وُجد في الطبيعة من الأساس.

فالذباب غذاء للطيور والزواحف وبعض الحيوانات الصغيرة والأسماك، والذباب أيضًا جزء من قوة الطبيعة على تجديد نفسها والتخلص من النفايات، ولذلك يتغذى الذباب على النفايات وبالتالي يوجد بكثرة في مراكز تجميع القمامة.

ولكن الذباب غير مرغوب فيه داخل المنشآت عامة وخاصة كانت؛ لأنه من ضمن حشرات أخرى تنقل الأمراض المعدية والبكتريا للإنسان؛ فلذلك تحرص المستشفيات والمطاعم على نظافتها المستمرة والتخلص من النفايات أولاً بأول.

ولكن الذباب يدخل إلى هذه المنشآت مع دخولنا من خلال الأبواب، خطورة ذبابة تقف على جزء من الطعام المكشوف -ومع أن الطعام المكشوف غير مسموح به أساسًا- ولكن في لحظة إعداده قد يحل على قطعة صغيرة تنقل العدوى إلى الإنسان.

ومن مسئولية أي مطعم أن يحافظ علي صحة زبائنه، وأكدت عليه أن يتأكد أولاً من أنه لا يوجد طعام مكشوف أو أن هناك مَن يقوم بإعداد طعام بالقرب منه.

أما الذباب فعلينا أن نتأكد من عمل مصيدة الذباب الإليكترونية، وأن الماكينة تقوم بعملها وما هي إلا لحظات حتى تُصعق الذبابة دون تلوث للأطعمة أو الجو المحيط.
فسألني.. إذن ما فائدة المبيد الحشري؟؟ وإن كنا لا نستطيع استخدامه فما سبب وجوده؟؟

فقلت له أننا نستخدمه في الحمامات قبل أن نفتح الأبواب للزبائن، وفي المساء بعد التنظيف حتى نضمن أن لا يكون هناك أي حشرات، و أيضًا نستخدمه في غرفة تجميع القمامة حتى لا تكون مصدرًا لجذب الذباب.

نعود مرة أخرى إلى السبب الحقيقي لكتابة هذه السطور؛ وهو حادث غرق البنات وغيره من الحوادث المؤسفة التي يصادف أن يكون ضحيتها أبرياء في طريقهم إلي نزهة.

بغض النظر عن أن الحادث الذي راح ضحيته بنات مسيحيات وبغض النظر أن الرحلة نُظمت عن طريق الكنيسة؛ اللوم الأول والأخير يقع على السلطة المهملة في متابعة شؤون الأمان والمتانة والتراخيص في تلك المركبات، سواء قوارب أو حافلات أو قطارات أو عبارات أو طائرات أو سيارات نقل الركاب العامة أو الخاصة.

من بعض تعليقات القراء في صحيفة "الأقباط متحدون" أن أصابع الاتهام السريعة ذهبت إلى أنه حادث طائفي أو حادث تسببت فيه الكنيسة أو الأب الكاهن أو المشرفة، ولم يلتفت المعلقين إلى التفاصيل؛ حتى وإن كانت ضئيلة فهي تشير إلى إهمال جسيم بدأ من المرسى الغير صالح للاستخدام؛ إلى القارب نفسه المتهالك الغير صالح للإبحار، وبالطبع ستضحكون إن قلت ما هو الترخيص الذي يسمح لمَن يبحر بهذا القارب أن يبحر به وهو بهذه الحالة؟ وما هي خبرته؟؟ لأن مثل هذه الأسئلة ستكون مصدر استهزاء من العارفين بأحوال مصر وطريقة الحياة في مصر، ولكن يا سادتي.. الفقر وقلة الإمكانيات لا تعني إطلاقـًا أننا نستهتر إلى هذه الدرجة بأرواح أبنائنا أو بأرواحنا جميعـًا، هذا الاستهتار مثله مثل الانتحار.

في مصر لا يوجد أي حس للصيانة وأهميتها؛ نبني المبني وننسى أي صيانة له، كوبري 6 أكتوبر كارثة من الكوارث في انتظار حدوثها، منذ أن بناه المقاولون العرب لم نسمع عن مشروع صيانة جديد له، هذا كان منذ 30 عامًا تقريبًا أو أكثر.

في النهاية قال لي الأخ بعد توجيهه: "حضرتك كل مرة توجهني فيها تقول فيها بلاش طريقة المصريين دي في التعامل مع الأمور الخطيرة.. هو حضرتك مش مصري"؟ فقلت له: "أنا مصري بس اتعالجت".

بالمناسبة هل تعرفون أن نسبة كبيرة جدًا من المصريين المهاجرين يصابون إصابة خطيرة أثناء استخدامهم للأدوات الكهربائيه اليدوية أو أدوات المباني؟؟ والسبب هو الفهلوة في استخدامها وعدم قراءة التحذيرات في كتاب الاستخدام قبل الشروع في استخدامها، أكثرها شيوعـًا قطع عقلة إصبع أو إصبع بالكامل بمنشار كهربائي أثناء القيام بعمل إضافات بأنفسهم  في البدروم لتوفير العاملة المدربة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق