CET 00:00:00 - 21/07/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
يزداد العلم في كل يوم تقدمًا ملحوظـًا، ويكشف لنا عن أشياء جديدة لم نكن نعرفها عن أنفسنا أو عن العالم من حولنا، ومن هذه الاكتشافات التي قرأت عنها أن قامت مجموعة من الباحثين باكتشاف أن المخ يستقبل بعض المواد الغذائية عن طريق الدم، وبارتفاع وانخفاض هذه المواد في المخ ترتفع وتنخفض معنويات الإنسان بنفس المقدار ، وينصح هؤلاء الباحثين الناس الذين يعانون من الخمول والتراخي أن يقلل من أكل المواد النشوية، أما الأفراد الذين يعانون من التوتر وسرعة الغضب فعليهم أن يقللوا من أكل المواد البروتينة.

وهنا لا أخفيكم سرًا بأنني أحسست بكمّ الرفاهية التي تعيش فيها هذه الشعوب، فهم يبحثون في معنوياتهم التي سوف تتأثر بالغذاء، وينصحون شعوبهم بما يأكلونه للوصول بهم إلى أفضل الحالات النفسية والذهنية لهم، وفي نفس الوقت هناك شعوب أخرى الكثير من أفرادها يموتون جوعًا.

وهناك شعوب أخرى يتوفر لها الطعام ولكنه للأسف غير صالح للاستخدام الآدمي؛ لعدة أسباب منها انتهاء مدة الصلاحية لبعض المواد الغذائية، ومع ذلك يتم استيرادها من الخارج بأسعار زهيدة، ويجني هؤلاء من ورائها أرباحًا طائلة، أو أن تكون مغشوشة بكافة أنواع الغش؛ مثل اللبن الذي تضاف إليه بودرة السيراميك، أو "الفورمالين" لحفظه لفترات طويلة دون مراعاة تأثير هذا على صحة الشعب الغلبان.

أما اللحوم فحدث ولا حرج من حمى قلاعية لجنون بقر، لديدان يفوق طولها السبعة سنتيمترات من أجل زيادة القيمة البروتينة للحوم، وحتى الطيور يا حرام.. الأنفلونزا لم ترحمها وقضت عليها وعلى مَن يقترب منها، أما الأسماك المسكينة فتلوث النيل دمرها وخرجت لنا بحم مسمم، أما المزروعات فاستطعنا أن نقوم بطريقة حديثة لم يقم بها العالم من قبل في التغلب على مشكلة المياه، وهي الري بمياه الصرف الصحي الغير معالج.

ولعلكم تدركون الآن كمّ المراض التي من المفترض أن يعاني منها هذا الشعب الذي يفتقد للحد الأدنى من الأمان؛ في الطعام الذي يُباع إليه بأسعار مبالغ فيها جدًا، وليته يحصل في مقابل ذلك –لن أقول على طعام يراعي معنويانه ونفسيته– بل على طعام يراعي صحته، وكما يقولون "أن  العقل السليم في الجسم السليم"، ولكن للأسف الجسم أصابه العلل، والعقل أصابه الخبل.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق