CET 00:00:00 - 22/07/2010

مساحة رأي

بقلم : صفوت روبيل بسطا
تابعت بكل اسي وحزن حادث غرق المركب التي كانت تقلها بعض بناتنا من كنيسة مارمينا بالعمرانية في رحلة قصيرة عبر نيل مصر الي كنيسة العذراء مريم بالمعادي بنات او قل اطفال في عمر الزهور كلهن براءة ونقاء في رحلة تبع الكنيسة ذهبن وقلوبهن متفتحة للحياة كالورود علي الاغصان وهن لا يعلمن انهن سيقعن فريسة لخطر كبير يضرب وبكل قوة في مصر الا وهو الاهمال وفساد الذمم وبعد دقائق وعلي بعد ثمانية امتار فقط من حديقة النيل تترنح بهن المركب المشئومة وتتحول ضحكاتهن التي كانت تملا الدنيا منذ قليل الي فزع ورعب وصراخ وغرقت بهن ياولداه في نيل مصر الذي كان يوما مصدرا للحياة تحول الي مصدرا للموت مثل اشياء كثيرة كانت جميلة بك يامصر تحولت بفعل فاعل الي خراب وكان ياما كان!
 
هذا الحادث البشع وغيره من الحوادث اليومية المتكررة وفي كل مكان علي ارض المحروسة يكشف كم الاهمال الرهيب التي تعيشه مصرنا الغالية في كل مناحي الحياة ومن كل المسئولين من الغفير للوزير وبعد ما تقع الكارثة نسمع فقط الشعارات والتبريرات والامن مستتب وكله تمام يافندم وفاصل لنتواصل في حادث اخر!

طبعا هذا الحادث لم ياخذ الاهتمام الاعلامي المصري النزيه جدا !لان هؤلاء الغرقي مسيحيات ولا تجوز عليهن الرحمة! انه ليس اهمال وبس ولكنه اهمال مرتبط بفساد الذمم الذي استشري في نفوس البشر فكل واحد اصبح عبد للجنيه المصري التعبان جدا وفي سبيل الحصول عليه عنده استعداد ليس ان يبيع ذمته فقط ولكن علي استعداد ان يبيع نفسه ايضا فهذا المراكبي الذي تسبب في هذا الحادث الاليم مثله مثل الالاف من المصريين الذين باعوا ذمتهم من اجل بعض الجنيهات القليلات ولا تفرق معه او معهم ارواح الناس ولا مصيرهؤلاء الاطفال الابرياء الذين وثقوا به وصدقوا كلامه وركبوا معه واول ما لاحظوا ان المركب صغيرة ولا تستوعبهن جميعا طلبوا منه ان ينقلهم علي مرتين ولكن جشعه وطمعه اصر ان يحشرهن في نقلة واحدة حتي يتسني له ان يجمع اكبر قدر من المال وكمان خوفا ان الباقيات يركبن مركب اخري منافسة يعني وكمان انانية وغير رضا لما قسمه له الله وهذا حال الكثيرين في مصرنا العزيزة وهذا هو حال اغلبية السائقين في مصر سواء كان بري او بحري الكل يبحث كيف يخطف ويجري فتجد سواق الميكروباص مثلا يحمل عربته دائما باكبر قدر من الركاب حتي يجعلهم مثل علبة السردين كما يقال وبرضه علشان كام جنيه زيادة وطبعا لا احد يسال عن المسئولين عن كل هذه الحوادث فده مولد وصاحبه غايب وغايب جدا وسلملي علي صاحب المولد ان وجدته!

واقربها مثال امس واول امس حدوث حادثين متتاليين وهما سقوط مقطورة نقل من اعلي الدائري بالبساتين علي طريق الاوتوستراد علي عربتان وخلفت ورائها 7 من قتلي ومصابين والحادث الاخر حادث مصر اسكندرية الصحراوي الذي تسبب في مصرع 8 من الابرياء وتعددت الاسباب ولكن في النهاية سنجد المتسبب الاكبر في هذه الحوادث هو الاهمال وفساد الذمم لدي البشر قد كتب علي بلدنا مصر الغالية ان تغرق في بحر من الاهمال والفساد الذممي لا اعتقد ان توجد دولة اخري علي سطح الكرة الارضية ان تكون وصلت الي تلك الحالة او هذا المستوي من الاهمال والفساد في كل المجالات وعلي كل المستويات نقطة اخيرة - اهمس بها في اذن خدامنا المسئولين عن الرحلات الكنسية هل يعقل يا اخوتي ان تخرج رحلة كنسية وكلها من البنات الصغيرات سنا التي لم تتجاوز اكبرهن سن العشرين عاما الا يوجد اب كاهن او خادم واثنين علي الاقل يكونون مسئولين عن رحلة مثل هذه كلها من البنات حتي ولو من الاولاد هذا ايضا يندرج تحت بند الاهمال الذي طال الكل واين اولياء الامور من كل ذلك ولا الواحد ما صدق يرمي الحمل كله علي الكنيسة ولا يتابع كل واحد تحركات بنته وكل الرحلة عن طريق الموبايل الا يوجد واحد من هؤلاء استشعر الخطر علي البنات وهن وحدهن ثم بعد ما تقع الفاس في الراس نصرخ ونصرخ -ان القلب ليعتصر الما وهو يتخيل هذا الموقف البشع الذي حدث لهؤلاء البنات الابرياء والله يكون في عون زويهن ويعطيهم الصبر والايمان والتعزية من عنده واحده والرب يسوع ياخذهن معه كعذاري حكيمات في فردوس النعيم ويعوضهن عن الظلم والاهمال والفساد من بني البشر الانجيل قال لنا كونوا بسطاء كالحمام وحكماء كالحيات ولكن من الواضح اننا لم نفعل هذه ولا تلك يا ليتنا نستفيد من اخطائنا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق