بقلم: مدحت قلادة
غاندي قصة كفاح معروفة للجميع، كافح بالسلم ضد الظلم والطغيان... ضد استعمار لم تشرق الشمس عن مستعمراته في العالم أجمع، كافح غاندي بأسلوب سلمي لم يرفع سلاح قط، وكانت الآم غاندي ليست من الاستعمار فقط بل من المتطرفين من بني جلدته.. وأخيراً اُغتيل على يد واحداً منهم.
غاندي المصري لم يحمل سلاح قط متبعا قول سيده " طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء اللله يدعون "، كان منادياً بكلمات الحب والسلام للجميع، حب عملي ليس من خلال أقوال بل أفعال للمسنين والمقيدين بأمراض جسدية مضحياً بوقته لأبناء وطنه دون تفرقة فى شكل او لون او دين حب باذل من صحته وعلمه وفكره لأبناء مصر وأبناء منطقته بشبرا... رشح نفسه للعضوية في مجلس الشعب في سبعينيات القرن الماضي عن دائرة شبرا وهبة الله فن الخطابة فكان خطيباً وطنيا متفوهاً لكل المصريين مسلمين وأقباط، فأسس جمعية الكرمة الخيرية للمكفوفين والمسنين بميزانية 8 جنيهات فقط فى ذلك الوقت " الان لعلها
وصلت اكثر من مليون"، وصدر له ما يقرب من أربعين كتاباً ونال وسام من سيدة مصر الاولى فى ذاك الوقت جيهان السادات فى الانجاز الاجتماعى كما نال شرف سجنه في أحداث سبتمبر عام 1981 التي من جراها جازت الجمعيات الإسلامية الرئيس المؤمن جزاء سينيمار.
قصة نضاله مثل رائع في حب الوطن شارك في أربعينيات القرن الماضي كعضو في حزب مصر الفتاة "الذي كان ينادي باستقلال مصر واعتمادها على نفسها" وكان الساعد الأيمن لأحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة فكان يُلقي خطبه في التجمعات المسيحية والإسلامية منادياً بضرورة اعتماد المصريين على أنفسهم، ورشح نفسه في انتخابات مجلس الشعب عام 71 فنجح رغم أن منافسه كان وزير سابق ليس من أبناء شبرا، مختلفاً عن عقيدته.
كافح فى نضال سلمى ضد اصحاب الفكر المتطرف راغبى تمزيق الجسد المصرى " الذين فتحت لهم أجهزة الإعلام المصرية أحضانها أسبوعياً!! لزرع الكراهية والحقد والتفرقة بين أبناء الوطن محاولين النيل من العقيدة المسيحية بطرق ملتوية وبجهل مفضوح و ضحالة فكر وسوء نية .
إن غاندي المصري هو القمص بولس باسيلي " فؤاد بك باسيلى- قيل رسامته كاهن " هو نفسه الخطيب المفوه... الأسد في دفاعه عن عقيدته أمام من حاول النيل منها... الذي طلب من التلفزيون المصري إعطاءه فرصة للدفاع عن العقيدة المسيحية ضد الموتورين بفكر متخلف... لم يوافق التلفزيون المصري.. ومن عجب العجاب أن تمويل التليفزيون المصرى ووزارة الاعلام من مشاركة الأقباط في فى دفع الضرائب، ومن الغريب أن تعطي فرصة للنيل من عقيدة الأقباط من أموالهم!! -هذه هي مقاييس العدل على ارض المحروسة بدما استباح التطرف نخاع مصر-..
فى دفاع سلمى عن عقيدته لم يجد بُداً افضل من طبع ثلاثة كاسيتات للرد على الجهلة أصحاب فكرة أن الأقباط يعبدون ثلاثة آلهة، او زواج السيد المسيح من خمسة نساء او عشرة... أتذكر أن الكاسيتات الثلاثة الذين سجلهم فى ثلاثة عظات للدفاع عن العقيدة المسيحية اصبحواعلامة مسجلة لكل بيت مسيحي فكان والدي شخصياً رحمه الله يطبعها ويعطيها لكل أخ مسلم صديق له ليدرك بنفسه مدى جهل شيوخ الفتنه، وأتذكر والدي عندما كان يجلس مساء كل يوم بشرفة منزلنا ويضع كاسيت تلو الآخر ليستمع له لساعات متأخرة في انسجام عجيب... ربما ليسمعه لأحد المتطرفين فيدرك مدى خطأه. رحل عن عالمنا الفاني يوم 19 يوليو من هذا العام أب فاضل ومميز وخطيب مفوه ووطني من طراز نادر، أب كاهن احب مصر للنهاية... خطيب لمصرى اصيل... مؤمن بضرورة حب مصر، واعتماد مصر على ذاتها، نشر الحب من خلال أعماله للمكفوفين والمرضى وذوي العاهات مسلمين وأقباط، رجل رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً روحياً ووطنياً وتعليمياً حوالي أربعون كتابا نمتلئ بهم من الروحانية والوطنية.
أبينا الغالي لقد رحلت عنا بعد رحلة كفاح برهنت على حب للوطن وللكنيسة كنت رمزا للوطنية الحقة وامينا فى انتماءك لمصر وترابها الغالى.
ففي دفاعكم عن الكنيسة انطبق عليكم قول الشاعر (أيها الجاهل رويداً... قلِّب التاريخ تفهم.. كل قبطي وديع.. إنما في الحق ضيغم...) كنتم ضيغم ثائراً ضد الظلم وكنت وطنياً فصيحاً وكنت علامة لكل من سمعك كنت امينا فى القليل فادخل لفرح سيدك.
أذكرنا في صلاتكم أمام العرش الإلهي.
تلميذ تتلمذ على كلماتكم .
Medhat00_klada@hotmail.com |