بقلم : عبدالخالق حسين ومما يجدر ذكره أن بعض الكيانات السياسية الكبيرة لها دعم خارجي من دول الجوار، فالكتلة "العراقية" بقيادة الدكتور أياد علاوي مدعومة من قبل سوريا، والسعودية ودول خليجية أخرى. و"الإئتلاف الوطني العراقي" بقيادة السيد عمار الحكيم، والذي يضم المجلس الإسلامي الأعلى، والتيار الصدري وآخرين، مدعوم من قبل إيران. أما إئتلاف "دولة القانون" بزعامة السيد نوري المالكي، فكما يبدو، بلا دعم خارجي، لا من إيران ولا من غيرها، كما وبات معروفاً وصريحاً عداء سوريا والسعودية لشخص المالكي. كذلك نعرف أن حزب الدعوة الذي ينتمي إليه السيد المالكي، قد قطع علاقته بإيران عندما غادرها في الثمانينات من القرن الماضي، ولجأت قيادته إلى لندن ودمشق للتخلص من النفوذ الإيراني. ولذلك فما نعرفه، أن المالكي ليس تابعاً لإيران كما يدعي البعض. وفي خضم هذا الوضع المشوش والمضبب، نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية، المعروفة بدعمها للدكتور علاوي، تقريراً ذكرت فيه تصريحاً نسبته إلى مصدر في ائتلاف الحكيم، قوله: أن "إيران مصرة على بقاء المالكي رغم اعتراض الجميع". (الشرق الأوسط، 22/7/2010). والغرض هنا لتشويه سمعة المالكي وليس حباً به وإظهاره وكأنه رجل إيران المفضل!!. وكالعادة في مثل هذه الحالات، أدَّعى مراسل الصحيفة أن المصدر "رفض الكشف عن اسمه" وهذا الادعاء صار وسيلة سهلة ورخيصة يتعكز عليها كتاب التقارير لتمرير ما يشاءون. لذلك، وفي هذه الحالة، على القارئ اللبيب أن يستخدم نباهته وقدرته على التحليل ليميِّز بين الغث والسمين. فإن صح هذا التصريح بأنه من مصدر في ائتلاف الحكيم، فهذا من باب (التهمة تفيد وإن كانت باطلة)، أو كما يقول إخواننا المصريون: (ضربني وبكى، سبقني واشتكى)، إذ كما بينا أعلاه، أن الغرض من بث هكذا شائعات هو إبعاد فكرة انحياز إيران لكتلة الحكيم وتشويه سمعة المالكي. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أنصار الحكيم بدؤوا يدركون أن سمعة إيران في العراق قد انحدرت إلى الحضيض وذلك بسبب تدخلها الفظ في الشأن العراقي، وليس آخرها احتلال بئر الفكة النفطية الحدودية. فإذا كانت إيران حقاً منحازة إلى المالكي فلماذا أقدمت على هذا العمل العدواني الشنيع على العراق والذي كان غرضه الأساسي هو إحراج المالكي وإظهاره بمظهر الضعف أمام منافسيه. والحقيقة كان الغرض من ذلك العدوان هو ابتزاز المالكي لأنه رفض قبل الانتخابات الانضمام إلى الإتلاف الوطني الذي تؤيده إيران. كما وقاد السيد عمار الحكيم هذه الأيام حملة إعلامية شرسة ضد المالكي، في تصريح له لا يخلو من ديماغوجية مفضوحة، ومداهنة للشارع العراقي، جاء فيه: "أن الخدمات سيئة رغم الميزانية الضخمة للحكومة الراهنة بين العامين 2006 و2010 وقيمتها 300 مليار دولار". وتساءل: "أين صرفت هذه المبالغ؟ من المسؤول عن هذا الإنفاق؟... متى سنشهد الاستقالة من مسؤولين اخفقوا في أداء مهامهم وواجباتهم؟". هناك اعتراضان على تصريحات السيد الحكيم، الأول: إذا كانت عائدات الدولة من النفط 171 مليار دولار، زائداً نحو 9 مليار (5%) من مصادر أخرى، فالمجموع يساوي 180 مليار دولار، فمن أين جاءت الحكومة بالمبلغ الإضافي وقدره 120 مليار دولار الذي بددته حكومة المالكي؟ ومن كل ما تقدم، نستنتج أن تصريحات السيد الحكيم، وما قاله الناطق من إئتلافه بأن إيران مصرة على بقاء المالكي في رئاسة الوزارة دليل على ما يلي: والجدير بالذكر أن تنظيم السيد عمار الحكيم (المجلس الإسلامي الأعلى) وتنظيم مقتدى الصدر، هما صناعة إيرانية وبتمويل إيراني "من المال الحلال"، ولولا الدعم الإيراني لهما لما كان لهما هذا النفوذ. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |