الدكتور "شوكت زكى":
- لماذا لم نجد يوماًً وزيرًا للدفاع، أو للداخلية، أو الخارجية، أو العدل "قبطي"؟!!
- الإعلام الحكومى مهرج فى زمن أصبح السيرك فيه بمثابة سجن.
- لولا غياب الحريات، ما ظهرت جماعات إسلامية متطرفة.
- "خالد سعيد" رمز لكرامة المصرى, وعلى الشعب أن يعى خطورة تزوير الإنتخابات.
كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
أكد الدكتور "شوكت زكى"- أستاذ العلوم السياسية- أن "مصر" تعانى من أزمة حقيقية على الجميع أن يعترف بها، موضحًا أن غياب معنى المواطنة بين المصريين أدى إلى انتشار ثقافة الوساطة والتمييز فى كافة أشكال الحياة، وهو ما نبحث له عن حلول. مضيفًا أنه إذا أردنا أن نعيش فى دولة مدنية تحترم عقيدة الآخر، وتكفل له حرية الرأى والفكر والتعبير، فإنه لابد أولاً من تفعيل مبادىء المواطنة والإنتماء، مشددًا على أن تلك المبادىء ليست حصصًا فى مدرسة ابتدائية، لكنها أمثلة واقعية نشترك جميعًا فى تحقيقها.
الصراع حول الهوية
وأشار "شوكت" إلى أن ما نعيشه اليوم في "مصر" يضرب أسس التعايش في الصميم، ويؤدي إلى تغييرات هيكلية في الجماعة الوطنية المصرية، مؤكدًا أننا وصلنا إلى مرحلة متطورة بالفعل وخطيرة. وأن هناك شرخًا حقيقيًا في الإنتماء العام، وخلافًا حقيقيًا بل وصراعا حول الهوية، أو صراع هويات ما بين هويتنا الإسلامية العربية، وهويتنا المصرية وانفصالها عن الهوية العربية..
سيادة الإنتماءات الفرعية على الإنتماء العام
وأضاف "شوكت": إذا كنا مختلفين بشكل حاد حول هويتنا وعلاقتنا بالمحيط الذي نحيا به، فكيف نتأكد من قدرتنا على تأكيد انتمائنا العام؟!! موضحًا أنه فى العقود الثلاثة الأخيرة، أصبح البحث عن الإنتماءات الفرعية، وعلى رأسها الجماعات الدينية، هو السائد بل أقوى من الإنتماء العام.
سقف الحرية وأصحاب نظرية "وانا مالي"
وتساءل "زكى": لماذا علينا أن نحدد لأنفسنا سقف حريتنا؟ ولماذا نترك للحكومة هذا الشأن وهو يخصنا؟! معربًا عن استيائه من أصحاب نظرية "وأنا مالى"، الذين – حسبما يرى "زكى" – أصبحوا يمثلون قطاعًا عريضا من الشعب المصرى. وقال: "الحكومة تحاول دائمًا أن تحدد للمواطن خط سيره ومصيره, وإلا فلماذا لم نجد يومًا وزيرًا للدفاع أو للداخلية أو الخارجية أو العدل "قبطى", موضحًا أن القضية ليست مسلم أو مسيحى, القضية هى اختيار سياسة تقحمك فى صراعات طويلة ليستفيد غيرك.
تعثر مسيرة المواطنة فى "مصر"
وقال "زكى": إنه لولا غياب الحريات ما ظهرت جماعات إسلامية متطرفة، موضحًا أن مسيرة المواطنة متعثرة في "مصر"، وإنها ازدادت حدة بعد ثورة يوليو 1952؛ لأنه رغم المشروع الاجتماعي للثورة، فإنها لم تستوعب المصريين سياسيًا، وبالنسبة للأقباط عاد الحديث عن نظام الملل الذي لم تعرفه الخبرة المصرية- حتى في ظل الدولة العثمانية- فخرجت فكرة تعيين (10) أعضاء في مجلس الشعب، وقد اعتدنا على أن يتم اختيارهم من الأقباط.
"خالد سعيد" مثال للمواطن المصري الذى يرفض الهوان
وردًا على سؤال حول قضية "خالد سعيد"، وعلاقة المواطن بالشرطة فى "مصر"، قال "شوكت": إنه من الخطأ أن يخرج علينا أحدهم ليصب نفاقه على شخص المرحوم "خالد سعيد", آخرون وصفوه بشهيد البانجو لأنهم أبواق للحكومة، لا تعى عن أى شىء تتحدث، وماذا تقول, ولا شك أن "خالد سعيد" هو مثال رائع للمواطن المصرى الذى يرفض الهوان ويطالب بحقوقه، ويستنكر التمييز. مضيفًا أن الأخطر فى هذه القضية هو أن نجد أمثلة أخرى لـ"خالد سعيد" تنتهى بنفس النهاية المؤلمة، متساءلا "لحد امتى نضحى عشان حريتنا؟".
مسرحية هزلية!!
ورأى "زكى" أنه على المواطنين أن يدركوا خطورة المشاركة فى انتخابات مزورة، مبديًا ارتياحه لموقف مقاطعة الإنتخابات، مؤكدًا أن القضية ما هى إلا مسرحية هزلية.
وتجدر الإشارة إلى أن ندوة كتاب "أوجاع وطن يتألم"- الذى صدر عن دار المكتبة الدولية ببيروت، لمؤلفه الدكتور "شوكت زكى"- قد شهدت مناقشات وأسئلة جريئة، مما جعل المؤلف يدلل بجرأة وحماس الشباب الموجود فى الندوة، على أهمية إعطاء الشباب فرصة للتعبير عن أفكارهم المحترمة والجريئة فى آن واحد. |