كتب: أبو العز توفيق- خاص الأقباط متحدون
مركز ومدينة "البلينا" من المدن الأثرية بـ"سوهاج"، مسقط رأس الملك "مينا" موحد القطرين، إنها مدينة قديمة جدًا غنية بالآثار الفرعونية المغمورة تحت الأرض. كان اسمها فى العصر الرومانى "ابصاى"، ثم حل محلها مدينة "ايجو ابيدوس" المشهورة باسم "العرابة".
وتمتاز "البلينا" بشهرة واسعة فى مجال السياحة، حيث تضم منطقة "عرابة ابيدوس" التى يوجد بها معبد فرعونى قديم من أجمل المعابد المصرية، كما أنها من أهم المدن المقدسة فى "مصر"، حيث كان لها النصيب الأكبر فى أسطورة "ايزيس، وأزوريس، وحورس"، وتضم قائمة تاريخية هامة بها أسماء الملوك الذين سبقو الملك "سيتى الأول" اعتبارًا من أول الملك "مينا"، وعددهم (76) ملكًا.
قد يظن المرء، نتيجة لما سبق من ذكر أهمية المدينة التاريخية والسياحية، أنها تحتل مركز الأولوية فى اهتمام الحكومة بها، وتلبية جميع احتياجاتها، إلا أن الأمر ليس كذلك:
"نجع الكسرة" بـ"البلينا" بلا ماء ولا كهرباء
فى البداية، قال "أحمد حسان"- موظف: إنه يسكن فى منطقة "الكسرة" بقرية "البورة" بـ"البلينا"، حيث توجد كارثة على حد قوله، وهى أن المسئولين يرفضون تركيب مياه الشرب، والكهرباء لهم؛ بحجة أنهم يسكنون فى أملاك الرى، مشيرًا إلى أن المسئولين يقومون بتوصيل المياه والكهرباء لمن يدفع رشاوى، فى ظلام الليل على حد تعبيره، وأنهم يهددونهم قائلين بالموت عطشًا وبالطرد من السكن، برغم انهم يدفعون ايجارًا للدولة عن هذا السكن.
وأكد "حمام محمد"- موظف- أن أسلاك الكهرباء تمر فوق منازلهم، ومواسير المياه تمر من تحت أعتابهم، إلا انهم محرومون من أبسط حقوقهم، مشيرًا إلى أن بيوتهم فى كارثة ولا يشعر بهم أحد من المسئولين، وانهم يعانون من كل ألوان القهر والظلم، ويتسولزن المياه وهم فى بلد النيل، ويستذكر أولادهم دروسهم على اللمبة الجاز أو الشمعة وهم فى بلد السد العالى، وأضاف: معناش فلوس ندفع رشاوى للمسئولين، نموت من العطش؟ حسبى الله ونعمل وكيل".
مياة الشرب غير صالحة
وقال "سامح أشرف"- مدرس: إنهم يعانون فى "البلينا" من مشكلة بمياة الشرب، حيث أن بها نسبة ملوحة عالية جدًا، وغير صالحة للإستعمال الآدمى، مؤكدًا أن بعض محطات المياة لديهم قديمة ومتهالكة وغير نظيفة، الامر الذى تسبب فى إصابة العديد من سكان "البلينا" بمرض الفشل الكلوى، وغيرها من الأمراض...
انعدام الرقابة التموينية
وأوضح "حمدى عبد الرحيم"- موظف – عدم وجود رقابة تموينية على المخابز، حيث تعمل ساعتين فقط فى اليوم، كما أنهم يلاحظون تهريب الدقيق والخبز المدعم أمام مفتشى التموين وبيعه فى السوق السوداء، كما أن الخبز الذى يأخذونه غير صالح للإستعمال الآدمي.
قصر ثقافة "البلينا"
وعن قصر ثقافة "البلينا" أشار "عبد الفتاح سالم"- موظف-أنه كان قديما جدا وتم هدمه فى عام 2004م؛ لإقامة آخر جديد، مؤكدًا أن البناء لم يتم حتى الآن، وقد تحول مكان القصر إلى مقلب للقمامة والقاذورات ومأوى للحيونات النافقة!! متمنيًا إقامة هذا الصرح لأهميته البالغة.
المدارس آيلة للسقوط
وقالت "نجوى نجيب"- مدرسة: إن مشاكل التعليم فى البلينا كثيرة جدًا ومنها الادارة التعليمية ذاتها، المؤجرة منذ سنوات، ومتهالكة، وايلة للسقوط، مؤكدًةً أنه تم تخصيص قطعة أرض بمساحة (650) مترًا بمنطقة الساحل منذ أكثر من خمس سنوات، وقد تم عمل الجلسات اللازمة، وتم تسليمه للهيئة. إلا أن المشكلة الآن تكمن فى وجود كابل كهربائى تبلغ تكلفة رفعه (145) ألف جنيه، وبند الهيئة لا يسمح!!
وأشارت "نجوى" أيضًا إلى وجود مدارس كثيرة متهالكة وآيلة للسقوط، وإلى وجود كثير من الفصول الخشبية.
مشاكل الصرف الصحي
وختامًا تحدّث "قدرى عبد الحليم"- موظف- عن مشكلة الصرف الصحى، بإعتبارها أخطر المشاكل التى يعانى منها أهالى "البلينا"- فى رأيه- حيث أنهم يقومون الآن بسحب مياة الصرف الصحى من البيارات الموجودة بين العمارات الغارقة فى مياة الصرف الصحى، الأمر الذى يؤدى إلى تآكل جدران مساكن الأهالى، بالإضافة إلى الأمراض الناتجة عن تلك المياه...
وتساءل "عبد الحليم": إلى متى الإهمال الذى نعانى منه من قبل المسئولين؟!! |