الأقباط يواصلون إعتصام الغضب إحتجاجًا على التقصير الأمني
أثار اختفاء زوجة كاهن كنيسة "مار جرجس " بدير مواس في مصر سلسلة مظاهرات واحتجاجات، وسط تضارب في المعلومات حول إختفائها. وفيما يقول البعض انها اختطفت من قبل جماعة إسلامية في ما كانت تستعد لزيارة منزل اهلها، تؤكد مصادر مقربة من التحقيق انها خرجت بارادتها.
يواصل العشرات من الأقباط اعتصامهم في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على استمرار اختفاء زوجة قس ، يعتقد أقباط أنها "اختطفت " أثناء توجهها الى منزل والدها ليلة الأحد الماضي ، بينما تؤكد التحريات الأمنية أنها خرجت بمحض إرادتها من منزل الزوجية.
في وقت تواصل الأجهزة الأمنية جهودها المكثفة لكشف لغز الاختفاء الغامض للسيدة "كاميليا شحاتة زاخر "25 عاما وإعادتها الى زوجها "تداوس سمعان" كاهن كنيسة "مار جرجس " بدير مواس ، في محافظة المنيا جنوب القاهرة.
ودعا المشاركون في الاعتصام المفتوح الأسر القبطية التي اختفت بناتها الى الانضمام إليهم ، ووعدوا بمواصلة اعتصامهم لحين عثور أجهزة الأمن على السيدة " المختطفة ".
وقال القس مرقص راعي كنيسة دير مواس ان أجهزة الأمن وعدت بإعادة السيدة في غضون 48 ساعة إلا ان ذلك لم يحدث ، متهما إياها بالتقصير . وأعرب عن خشيته ان يكون مصيرها نفس مصير العشرات من الفتيات اللواتي اختفين ولم يعثر عليهن حتى الآن.
وكان تادوس سمعان قد فوجئ لدى عودته الى منزله يوم الاثنين 19 تموز- يوليو ، بعدم وجود زوجته منذ الليلة السابقة ، ووفقا لرواية تداوس ، آخر مرة تحدث إلى زوجته كانت في الساعة 21:15 مساء الأحد و أخبرته أنها كانت في المنزل وفي طريقها الى منزل والدها ، بيد انها لم تذهب الى هناك ونفى أهلها ان تكون ذهبت إليهم.
وتروج مجموعات قبطية لمعلومات على شبكة الانترنت تفيد بأن جماعة إسلامية "دفعت الملايين من أجل الحصول على زوجة هذا الكاهن ، وأن الأمر فى غاية من الصعوبة أن يتصرف فيه أمن الدولة في المنيا بمفرده ، وأن التفاوض مع تلك الجماعة هو أمر ضروري من أجل عودة تلك السيدة "، وذلك وفقا لموقع اقباط دوت كوم الذي لم يحدد هوية هذه الجماعة ولا المبلغ بالضبط.
ونسب الموقع لمصادر استنكارها من سلبية بعض النواب بمجلس الشعب والشورى وترويجهم لشائعات بأن السيدة كاميليا " ذهبت بإرادتها وأنها سيئة السلوك "، معتبرا ان الواقعة تدخل ضمن "الاسلمة القسرية "للفتيات القبطيات.
واكد مصدر كنسي ان الزوجة " إنسانة ملتزمة جدا قبل الزواج من أبونا ، وإنها خادمة متميزة داخل الكنيسة، وتقود عددا كبيرا من الاجتماعات التي تحرص عليها بشكل كبير، وانه من المستحيل أن تذهب كاميليا بمفردها، نحن نعرفها ونعرف سلوكها جيدا ".
لكن هذه الرواية تتعارض مع رواية الأمن وأخرى لأهالي وجيران الأسرة القبطية.
فقد أشارت التحريات الأولية، وفقا لمصدر امني، ان زوجة راعي الكنيسة تركت منزل الزوجية بمحض إرادتها ، ولم تختطف ولا توجد شبهه جنائية . وتناقلت مصادر إن "زوجة الكاهن سحبت 35 ألف جنيه من مكتب البريد وجميع مقتنياتها وحصلت على إجازة ١٥ يوماً من المدرسة، وتركت طفلها وعمره عامين، لدى أسرتها، بسبب خلافات زوجية".
ولم يتهم الزوج وأسرتها اي احد بالوقوف وراء الواقعة، وان كان والدها قد لفت في أقواله الى وجود توتر بينها وبين زميل بالمدرسة التي تعمل بها وسبق ان تقدمت بطلب للتحويل من المدرسة الا ان طلبها قوبل بالرفض.
ولفت بعض الاهالي و الجيران لأسرة الكاهن بان علاقتهما الزوجية ليست على ما يرام، مشيرين الى وجود خلافات أسرية متكررة وكان الزوج يضرب زوجته ، وربما يكون هذا السبب وراء اختفائها.
وقد أثار الاختفاء الغامض للسيدة مظاهرات واحتجاجات واعتصام في مطرانية دير مواس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث تظاهر أمس الأول ألفا قبطي احتجاجاً علي اختفاء زوجة القس ، ما أعاد الى الأذهان قضية 'وفاء قسطنطين' التي أشهرت إسلامها في العام 2004 ولكن أرغمت على العودة مرة أخرى إلى الكنيسة وتم اخفاؤها منذ هذا الحين وحتى اليوم. |