CET 00:00:00 - 27/07/2010

مساحة رأي

بقلم : عبدالخالق حسين
علَّق عدد غير قليل من القراء الكرام على مقالي الأخير الموسوم: (هل حقاً المالكي هو مرشح إيران؟)، كما ونُشِر مقالان، أحدهما للسيد رياض البغدادي على موقع (عراق نت) حاول فيه تفنيد ما جاء في مقالي، وتهجم على السيد المالكي ومن يرتبط به، ودافع بحماس عن إيران والسيد عمار الحكيم ومن يرتبط بهما، والآخر للسيد أمير الأسدي العراقي، رئيس تحرير صحيفة عروس الأهوار، بعنوان: " الى عبد الخالق حسين .. نعم المالكي أيراني ونص" (الرابط في الهامش)*.  كل هذا حق مشروع، وصحي، ودليل على حيوية السجال بين العراقيين للخروج من الأزمة الحالية، ولكن الملاحظ أن جل الأخوة المعلقين (وليس كلهم)، هم ضد ترشيح السيد المالكي لدورة ثانية لرئاسة الحكومة، ودون أن يرشحوا لنا البديل الأفضل، إن وجد!!!

قبل مناقشة مداخلات الأخوة القراء على مقالي المشار إليه، أود أن أقول أنه من المؤسف جداً أن وصلت عملية تشكيل الحكومة إلى هذا المأزق والتعقيد بحيث أعطي لأعداء الديمقراطية في الداخل والخارج ذريعة للقول بأن القيادات السياسية العراقية لم تبلغ بعد سن الرشد السياسي لممارسة الديمقراطية، وأن الشعب العراقي غير مؤهل لحكم نفسه بنفسه، ولا يلائمه غير حكم الاستبداد!. وهذه هي الرسالة التي أرادت الأنظمة المستبدة في المنطقة إيصالها إلى شعوبها بأن حكمهم الجائر هو الأفضل.

مناقشة بعض التعليقات
يسأل الإعلامي الصديق سمير طبلة في الحوار المتمدن: ماذا قدّمت حكومة السيد المالكي للشعب العراقي، خلال أكثر من أربع سنوات من عمرها؟ وهل صحيح إن كل طاقم طائرة السيد المالكي الخاصة إيراني؟
فعلى سؤاله الأول، أحيله إلى التقرير المنشور على موقع دولة القانون بعنوان: (ما حققه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي خلال الأربع سنوات الماضية. بالأرقام والتفاصيل) الرابط** في هامش المقال.
أما سؤاله الثاني، فإني استغربت من السيد سمير، وأربأ به وهو إعلامي متميِّز، أن يعتمد على الإشاعات في مناقشاته السياسية، فهذه في رأيي مجرد إشاعة ضمن قائمة طويلة من الاتهامات المبنية على الإشاعات المغرضة التي يبثها الخصوم السياسيين ضد بعضهم البعض. لذا أهيب بالأخ السيد سمير أن نتوخى الموضوعية في الحوار، ولست مستعداً لتضييع الوقت في مناقشة عقيمة لتفنيد إشاعات لا يقبلها العقل السليم.

أما السيد سلمان هاشم فيتكلم بلغة الواثق من أقواله، أجتزئ بعضاً مما جاء في تعليقاته العديدة، فقال: "كن على ثقة يا كاتب المقال وأنا عشت مع المالكي ومجموعته وعرفتهم عن كذب (ربما يقصد عن كثب) إن المالكي عمل مع المخابرات الإيرانية لسنوات في الأهواز وله علاقة مشبوهة بالمخابرات الإيرانية وفيلق القدس والسفير الإيراني الجديد في العراق هو واحد من الذين ارتبط بهم ..كما إن المالكي كان يتقاضى راتبه من السفارة الإيرانية في سورية حين انتقل لها من الأهواز ثم إلى كردستان العراق ثم إلى دمشق." انتهى.
أترك الحكم لنباهة القراء أن يحكموا بأنفسهم على هذه الاتهامات، وإن كانت هذه المعلومات صحيحة، فلا بد وأن ناقلها السيد سلمان هاشم كان يعمل مع المالكي في العمالة والتجسس لإيران، كما يدعي!!.
أما عن تأسيس حزب الدعوة فيقول السيد هاشم: "كل الرجال الذين عقدوا الاجتماع التأسيسي في بيت الحكيم في كربلاء كانوا إيرانيين وقد دفعهم إلى ذلك شاه إيران ومن وراءه المخابرات الأمريكية والهدف هو تشكيل طابورا خامسا ضد حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم." انتهى.
والحمد لله، يحمل السيد هاشم موقفاً إيجابياً من الزعيم الوطني المغدور... ولكن ما أعرفه أن بيت الحكيم كان ومازال في النجف وليس في كربلاء، ويبدو أن السيد هاشم كان أحد المؤسسين لحزب الدعوة!!.
وينفي القارئ السيد جاسم الزيرجاوى دعم الشاه لحزب الدعوة، ويؤيده في ذلك الكاتب السيد على عجيل منهل الذي قال: نتفق مع الأستاذ جاسم الزيرجاوى بان "الشاه لا علاقة له بتأسيس حزب الدعوة في العراق وهو من الأحزاب التاريخية المناضلة ضد الحكم السابق."
والسيد سلمان هاشم لم يتخلص من النفس الطائفي عندما يذكر المجرم البعثي المعروف ناظم كزار بقوله: "ناظم كزار وهو من التبعية الإيرانية"، وهو العزف على الوتر الطائفي النشاز الذي يمارسه البعثيون الطائفيون. فالذي نعرفه عن ناظم كزار أنه من العشائر العربية الجنوبية، ولكن رغم جرائمه الشنيعة بحق الشيعة وغير الشيعة من العراقيين، وخدماته القذرة لحزب البعث المقبور، إلا إنه لم يسلم من تهمة التبعية الإيرانية لا لشيء إلا لأنه من خلفية شيعية!!

أما الكاتب السيد رياض البغدادي، فقد نشر مقالاً على موقع عراق نت، بعنوان: "المالكي ... وأوهام قلم الأصيل!" بدأه بعتاب، وأدب جم مصطنع كتمهيد لما بعده من أقوال لا يفهمها إلا الكاتب نفسه، لم يكن بودي التطرق إليه، ولكن رأيت من المفيد أن أنقل نماذج من أقواله للقراء ليحكموا بأنفسهم، في دفاعه المستميت عن إيران، فيقول لا فظ فوه: "... أنصحكم يا سيد عبد الخالق أن (لا تبغبغوا) ما تردده ببغاوات الإعلام ألبعثي فالعراقي اليوم يكن للإيرانيين كل الاحترام والتقدير ولا يشوب سمعة الإيرانيين في العراق أي شائبة بعد أن تيقنا جميعا أنهم ليسوا بمجوس ولا هم يحزنون." كما لم يتردد الكاتب في اتهامي بـ"العنصرية العروبية" بسبب انتقادي للتدخل الإيراني في الشأن العراقي.
لا أريد هنا التعليق على لغة "البغبغة" إذ لا أجيد هذه الصنعة والحمد لله. ثم يستميت الكاتب في دفاعه عن السيد عمار الحكيم والمجلس الإسلامي الأعلى فيقول: ["منطقكم هذا يذكرني بالعرعور الذي يتشبث بمقولة الرسول (ص) التي قال فيها "من دخل بيت أبو سفيان فهم آمن " ليبرر الشيخ العرعور كل الجرائم السفيانية التي أصابت البلاد والعباد لان بداياتها آمنه بنص الرسول (ص) !!"]
مرة أخرى أقول لا أدري ما علاقة "البغبغة البعثية" و"العرعرة السفيانية" بمقالي، فأنا لم أسمع بالشيخ عرعور من قبل، ولا أعرف كيف أحل هذه الشفرات، ولا أريد أن أعرفها وقانا الله منها!!

ويضيف السيد الكاتب: "لا يخفى عليكم يا أستاذ عبد الخلق أن السيد عمار الحكيم تستقبله الملوك والرؤساء في قطـر والبحـرين والإمارات والأردن والسـعودية وسـورية وغيرها من البلـدان، فما الـذي يغيضكم في علاقـاتـه المتميـزة مـع إيران؟!" انتهى.
أود أن أقول للأخ الكاتب، أن استقبال هؤلاء الملوك والرؤساء للحكيم ليس مدعاة للتباهي والتفاخر، ولا يزيدون السيد عمار شرفاً، فهؤلاء استقبلوا السيد مقتدى الصدر أيضاً، وما استقبالهم للثنائي الحكيم والصدر إلا بعد أن رأوا في كل منهما حصان طروادة لزعزعة وحدة العراقيين وأمنهم، وما رفضهم لاستقبال المالكي إلى لأنهم وجدوا فيه زعيماً عراقياً أصيلاً حريصاً على وحدة العراق ومصلحة شعبه ويريد العراق للعراقيين، إذ كما علق القارئ الكريم السيد مازن صلاح على مقالي في هذا الخصوص: "بنزاهة ونظافة يد المالكي والدليل كره العربان و دول الجوار له.....أما المضحك فهو اتهام الحكومة بالفساد وكأن الآخرين لا يشكلون غالبية وزرائها".

ولا غرابة في استماتة السيد الكاتب عن إيران، لأن تنظيم المجلس الإسلامي الأعلى (كما التيار الصدري) هو صناعة إيرانية وهو امتداد إيران في العراق، ولذلك عندما جاء دور المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم لرئاسة مجلس الحكم، صرح بأن على العراق أن يدفع مائة مليار دولار لإيران عن تعويضات الحروب الصدامية، وبذلك أثبت المرحوم أنه أكثر حرصاً على المصالح الإيرانية منها على المصالح العراقية، في الوقت الذي كانت تطالب أمريكا الدول الدائنة بإلغاء أو تخفيف ديونها على العراق.

بالمناسبة، علمت أخيراً من مصدر مطلع، أن وزير الكهرباء الفاشل كان من حصة المجلس الإسلامي الأعلى، وقد فُرِضَ على الحكومة فرضاً، ولما فشل في أدائه ألقى السيد الحكيم فشله على كاهل المالكي. هذه الحقيقة هي الأخرى باتت معروفة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق