CET 00:00:00 - 27/07/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

* "محمود يس": مجتمعنا قديمًا لم يكن يعرف الطائفية، وكانت خالتي "ماريا" صديقة أمي.
* التباين بين فئات الشعب إنما يأتي للتناغم حول روح الوطن الواحد.
* "سامح  عاشور": ثقافة المجتمع المصري الحالية أوجدت التميز بين المسلمين والمسيحيين، وعدم تكافؤ الفرص في قطاعات العمل، كرست الطبقية المهنية، دون النظر للمسيحي أو المسلم. 
* الشيخ "على عبد الباقي": لم نكن نسمع عن كلمة مسلم أو مسيحي  إلا منذ ثلاثة عقود.
* د."عصمت الميرغني": القبطية أصل المصرية، وهناك أيادي خفية وراء حادث "نجع حمادي"
* القمص "أرميا عدلي": الخطابات الدينية أساس الإنشقاق بين المسلمين والمسيحيين.

كتبت: حكمت حنا- خاص الأقباط متحدون 

نظمت جمعية "نور الشمس" للتنمية وحقوق الإنسان، بالتعاون مع جمعية "الشبان المسيحية"، والهيئة العامة لجمعية الشبان المسلمين، ندوة بعنوان "الوطنية" بالمركز الكاثوليكي للآباء الفرنسيسكان، وبحضور كل من: الفنان "محمود يس"، ونقيب المحامين السابق "سامح عاشور"، والشيخ "على عبد الباقي"- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ممثلاً عن شيخ الأزهر- والقمص "أرميا عدلي"- وكيل مطرانية شبرا الخيمة، ممثلاً عن الأنبا "مرقس"- أسقف شبرا الخيمة- والدكتورة "عصمت الميرغني"- أمين عام اتحاد المحامين الأفرواسيوي.

 وفي البداية، أكد الفنان "محمود يس"- الذي انصرف عقب الإنتهاء من كلمته لإرتباطه بحضور حفل مرور 50 عام على التلفزيون المصري- أن التباين والتعدد بين فئات الشعب المصري إنما يأتي للتناغم في وحدة واحدة تتوحد في قلب الوطن الواحد وروحه الواحدة، سواء بالفكرة، أو الحوار،  أوالمعنى، أوالكلمة.

المجتمع لم يكن يعرف الطائفية
وقال "يس": أتذكر حينما ولدت وعشت في إحدي أحياء "بورسعيد" التي شهدت طفولتي وأجمل أيام حياتي، كانت والدتي صديقة لخالتي "ماريا"، وكانت أيام الإحتفال بأي مناسبة تشعر بالفعل أنه لا فرق، وقد شهدت مدرسة الأقباط دراستي بالمراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية، فكان مجتمع لا يعرف طائفية،  وكنا جميعًا أبناء مدينة واحدة، مجتمع انساني نقي، وقال: كنا نعرف أننا مختلفي الديانة لكن دون حساسية، ولم يكن يؤثر ذلك على علاقتنا.

قانون المواطنة 
وتحدث "سامح عاشور"- نقيب المحامين السابق- عن قانون المواطنة الذي لم يميز بين مختلفي طوائف الوطن الواحد، مشيرًا إلى أن الثقافة العامة للمجتمع المصري في هذه الفترة هي التي عملت على إيجاد ثغرات في العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، هذه الثقافة التي زادت من التوترات الموجودة، مشيرًا إلى أنه عندما تحدث مشكلة بين مسيحي ومسلم يجتمع شيوخ الإسلام وقساوسة المسيحية، وينتهي الحوار بالتعانق، إلا أنه يوجد حتى الآن بعض المسلمين والمسيحيين لا يساكنون بعضهم أو يسلمون على بعض.

تكريس الطبقية الوظيفية، وخطى ظلامية
وقال "عاشور": إن المشكلة أيضًا تكمن في عدم تكافؤ الفرص ليس بين المسيحي والمسلم فقط، بل بسبب أبناء العاملين في المؤسسة، ما يدل على وجود خلل كبير بالمجتمع، وهناك هيئات كثيرة تطبق هذا المبدأ، مثل الهيئات القضائية، ووزارة الكهرباء، والبترول، والسياحة، والشرطة..وقد سمعت نتيجة أوائل الطب في احدى السنوات، وعرفت أنهم أبناء أساتذة بالجامعة وخارجها، مما يعني أننا نكرّس الطبقية الوظيفية، وبالتالي يسير المجتمع في خطى ظلامية. 

مصر لكل المصريين
وأكد "عاشور" أن "مصر" لكل المصريين بحكم التاريخ والجغرافيا والقانون والدستور، وأن ما يسير على المسلمين يسير على المسيحيين.
الله خلق البشر شعوبًا وقبائل

ومن جانبه أوضح الشيخ "على عبد الباقي"- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية- أن الله سبحانه خلق الكون وفي حياته تنوع في الأجناس واللون والعقيدة والغنى والفقر، وكل هذا من أجل تناغم الكون، وقد قال: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، ولو شاء لكان جعلنا أمة واحدة.

التنوع قوة
وقال "عبد الباقى": إن هذا التنوع يجب أن يعطي قوة للإنسان ولا يجب أن يكون عاملاً للتشتيت، مؤكدًا انه لم يسمع كلمة مسلم ومسيحي إلا منذ عقدين أو ثلاثة عقود، حيث كانوا يعيشون سويًا في طمأنينة دون اختلاف، موضحًا أن الله لن يحاسب الإنسان بحسب دينه،  لكن بحسب أعماله. 

وقد بدأت الدكتورة "عصمت الميرغني"- رئيس اتحاد المحامين الأفرواسيوي- حديثها قائلةً: إن خبراء الجغرافيا البشرية والمؤرخون أجمعوا أن "مصر" تملك أدوات هامة لا تملكها أي دولة، وهي أرض الكنانة.

القبطية هى أصل البلد وأصل المصريين
 وقالت "الميرغني": إن "مصر" هي الدين والوطن والحضارة والشعب، وأن قديمًا كان يُقال أن هناك قبطي مسلم وقبطي مسيحي،  فالقبطية هي أصل البلد، وأصل المصريين، مشيرةً إلى أنه كان لهم تقاليد فى الأعياد يشتركون فيها سويًا، لا فرق بين مسلم ومسيحي- مؤكدةً أنها لا تعرف ما حدث، وأن هناك أشخاص لهم مصلحة في إبراز القلاقل في هذا البلد، وتفتيته.

وأضافت "الميرغنى":  نحن لا نريد تغيير المفاهيم، لكننا نريد العودة والرجوع إلى تقاليدنا القديمة، فهناك أيادي خفية لإستغلال الفرق بين المسيحيين والمسلمين، موضحةً أنها وجدت أيادي خفية في حادث "نجع حمادي"، وأن الإسلام لا يحرض على المسيحي، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 32 مادة منبثقة من الإسلام.

المطالبة بإطلاق اسم أبونا "سرجيوس" على أحد الشوارع الهامة بـ"مصر"
كما نادت "الميرغني" بإطلاق اسم أبونا "سرجيوس" بطل وخطيب ثورة 1919 على أحد الشوارع الهامة بـ"مصر"، ليكن مثلاً بدلاً من شارع كلود بك، والذى عاش في مؤسسة الأزهر ثلاثة أشهر، معتليًا منبره يخطب بالناس للتوحد فى الصف، لا فرق بين مسلم ومسيحي، فالصراعات تأتي من اختلاف الثقافات،  ويجب أن ننتبه للخطر القادم.

المسئولية على رجال الدين الإسلامي والمسيحي
وعلى الجانب الآخر، تحدث القمص "أرميا عدلي"- وكيل مطرانية شبرا الخيمة- قائلاً: إن رجال الدين المسيحي والإسلامي، يقع على عاتقهم مسئوليات كثيرة عن أبنائهم، وعليهم دور كبير في توجيههم، موضحًا أن الخطاب الديني أساس انشقاق المسلمين والمسيحين، وأنه إذا علمنا الناس الحب والخير، سنصدّر الحب للعالم..

اليهودى مثل المسيحي والمسلم فهو إنسان له دين
كما تحدث القمص "أرميا" عن أمور يجهلها البعض، ولا يأخذها  في الإعتبار، مثل تدريس مادة الدين المسيحي الذي لا يلقى أي اهتمام، حيث يأتون بأى مدرس غير مختص ليدرس المادة،  وأنه عندما يخرج في الشوارع يسمع الخطابات العنيفة التي تدعوا وتقول: اللهم رمل نسائهم، ويتم أبنائهم...الخ.

وهنا أثار حديث القمص "أرميا" انتقادات الحضور من مشيخة الأزهر، فقام أحدهم وقال: إن المقصود بها اليهود وليس المسيحيين، فرد عليه القمص "أرميا" قائلاً: اليهودي مثل المسيحي والمسلم، فهو إنسان له دين..

التحذير من مخاطر الفتنة الطائفية
وختم القمص "أرميا" حديثه محذرًا من خطر فتنة طائفية أخرى قد لا ننجو منها، داعيًا إلى عمل مؤتمرات عن الوحدة الوطنية من شيوخ الأزهر ورجال الدين المسيحي؛ لتفيعل معنى المواطنة، وتوصيلها للشعب من خلال الخطب والمواعظ .

وانتهى الحفل بتوزيع عدد من الجوائز التذكارية للحضور،  وأعقبه فقرة أوبريت غنائي وطني بعنوان "واحد يا مصر".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢٤ تعليق