مخاوف من أن ينبذ جسم أوسكر العملية ترافق طلته الجديدة
ظهر أوسكار الشاب الاسبانيّ الى العلن بوجهه الجديد بعد ان اجريت له عملية زرع وجه كامل. وقد اعرب اوسكر عن سعادته معربا عن امتنانه للمستشفى والطاقم الطبي وجميع المتبرعين، فيما توقع الطاقم الطبي أن يتمكن الشاب من استعادة الحركة الكاملة في غضون مدة تتراوح ما بين 12 و 18 شهراً وسط مخاوف من ان ينبذ جسمه الاعضاء المنقولة.
بعد كل ما أثير من أقاويل، وبعد ردة الفعل الواسعة التي شهدتها العديد من الأوساط الطبية حول العالم، حين نجح أطباء إسبان في إجراء أول عملية زرع وجه كامل لمواطن اسباني، اهتمت اليوم وسائل الإعلام بتغطية الظهور الأول لهذا المواطن الذي يدعى أوسكار، ويبلغ من العمر 31 عاماً، عقب نجاح العملية، وذلك خلال مؤتمر صحافي تقدم فيه بالشكر للطاقم الطبي الذي أجرى له العملية في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي.
وقد اهتمت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بتخصيص تقرير مطول لإبراز هذا الظهور العلني لأول شخص يخضع لتلك الجراحة الرائدة، ونقلت في مستهل حديثها عن العاملين بمستشفى "ديهيبرون"، التي أجريت بها العملية غير المسبوقة، قولهم إن أوسكار، الذي يعمل مزارعا ً، سيحتاج لفترة تتراوح ما بين عام وعام ونصف من العلاج البدني - وتوقعوا له أن يتمكن من استرداد 90 % من الوظائف الخاصة بوجهه.
وكان أوسكار قد تعرض لحادث إطلاق نار قبل خمس سنوات، أدى إلى تشوه ملامح وجهه بصورة فظيعة، وجعله غير قادر على التنفس أو تناول الطعام بنفسه. وفي الكلمة التي ألقاها اليوم أمام العديد من وسائل الإعلام، قال أوسكار :" أنا في غاية السعادة لتواجدي هنا وأود أن أعرب عن امتناني للمستشفى والطاقم الطبي وجميع المتبرعين في أسبانيا، وبخاصة أسرة الرجل الذي استقبلت وجهه". وفي غضون ذلك، أشار الأطباء إلى أن الوجه الجديد لا يشبه ذلك الخاص بالمتبرع، الذي لم يتم الإفصاح عن هويته.
أما شقيقة أوسكار، التي لم يُكشَف عن هويتها خلال المؤتمر، فقالت :" نحن سعداء وراضون جدا ً، كما أننا في غاية الامتنان للمستشفى، لأنه قادر الآن على بدء حياته الجديدة. فهو يتطلع للقيام مجدداً بالأمور الصغيرة العادية في الحياة، تلك الأمور التي نقوم بها يومياً دون أن نواجه أية متاعب، مثل السير في الشارع دون أن ينظر إليه الناس خمس مرات. كما أنه يريد الجلوس مع أفراد أسرته وتناول الطعام معهم. وبخصوص الجراحة، أرى أنه يشعر بارتياح بشأن وجهه، ويشعر بأن حالته جيدة جدا ً. وهو يريد العودة الآن لمزاولة هوايتي القنص وصيد الأسماك، كما كان يحلو له من قبل".
أوسكار بعد إجرائه العملية
جدير بالذكر أن أوسكار سبق له أن خضع من قبل لتسع عمليات جراحية، بغية إصلاح التشوهات التي لحقت بوجهه عقب الإصابة التي طالته بسبب طلق ناري خلال إحدى مرات القنص، لكن جميعها باءت بالفشل. لكنه دخل التاريخ الطبي من أوسع أبوابه في آذار/ مارس من العام الجاري، بعد أن أصبح أول شخص في العالم يخضع لعملية زرع وجه كامل. وفي تلك العملية التي أجريت في العشرين من شهر آذار/ مارس الماضي، خضع أوسكار لعملية زرع جلد وعضلات الوجه، والأنف، والشفتين، والفك العلوي، وجميع الأسنان، والحنك، وعظام الخد، والفك، وكذلك النظام الدمعي.
وقد شارك في تلك العملية التي استمرت على مدار 24 ساعة 30 جرَّاحا ً، وأطباء تخدير، وممرضين، وخبراء طبيين آخرين في مستشفى "ديهيبرون" ببرشلونة. وقد تضمن الإجراء الجراحي المُعقد على جراحة تجميل وجراحة مجهرية لإصلاح الأوعية الدموية. هذا وقد بات بمقدور أوسكار الآن أن يُحرِّك حواجبه وجفونه العلوية، رغم أنه مازال غير قادر على إغلاق عينيه. وبمقدوره أيضا ً تحريك فكه وعضلات خدوده. كما أنه يسير على حمية غذائية معتدلة لمدة شهر واحد، وبإمكانه تناول السوائل. وقد بدأ التحدث منذ شهرين. ويخضع الآن لعلاج خاص بالنطق، وعلاج طبيعي، وكذلك علاج في الوجه لمساعدته على استعادة الحركة الكاملة في عضلات وجهه.
ورغم توقع الطاقم الطبي أن يتمكن أوسكار من استعادة الحركة الكاملة في غضون مدة تتراوح ما بين 12 و 18 شهراً، إلا أن جسده رفض نقل الأعضاء المنقولة إلى وجهه الجديد مرتين بصورة حادة منذ الانتهاء من الجراحة، مرة بعد مرور أربعة أسابيع، ومرة في الفترة ما بين الشهر الثاني والثالث لإجراء العملية. وبالرغم من تلك المشكلات، إلا أن الأطباء المعالجين يقولون إن أوسكار قوي بما فيه الكفاية من الناحية النفسية كي يعود إلى منزله. وأضاف الطاقم الطبي في بيان :" لقد قَبِل وجهه الجديد بدون أي صعوبة، وبعد مرور بضعة أيام قليلة على العملية، كان قادرا ً بالفعل على رؤية ردود أفعاله والتعرف على نفسه". في ما قال دكتور جوان باريت، رئيس قسم جراحة التجميل والجروح في المستشفى :" لقد كان شجاعا ً للغاية بأن يتخذ قراره بمواجهة الجميع اليوم لأنه رجل هادئ يريد أن يعيش حياة طبيعية".
وفي ختام حديثها، تلفت الصحيفة إلى أن أكثر ما يثير القلق الآن هو أن جسم أوسكار قد ينبذ العملية. وهو ما سيضطره إلى استخدام أدوية قوية تُعرف بالأدوية المثبطة للمناعة بقية حياته، ويواجه نتيجة لذلك أخطار متزايدة للإصابة بمرض السرطان. في الوقت الذي قد تتسبب فيه تلك الأدوية أيضا ً في الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري. |