CET 16:23:56 - 27/07/2010

مساحة رأي

بقلم:رأفت فهيم جندى
لا أزعم أن لدى الحقيقة، ولكن هذا هو ترتيب أفكارى، ولو ثبت غيرها فأنا أعتذر.
اختفت "تاسونى كاميليا"، وهى زوجة كاهن بـ"دير مواس" محافظة "المنيا" لمدة ستة أيام، وبعد تظاهر عارم للأقباط تم تسليمها لأهلها، وفى ييان للكنيسة لم يُعلّق الأنبا "أغابيوس" على أسباب غيابها، ولكنه علّق فقط على طريقة إرجاعها، ولكن تسرب للصحافة بعدها أنها كانت لدى احدى قريباتها، فتعددت التحليلات بعدها بين من طلب عقاب رجال الكنيسة لهذه الضجة، وبين من أكد اختطافها.
 ولقد تحرى أهلها عنها عند كل الأقرباء والمعارف فلا ندرى أى قريبة هذه كانت فى معزل عن العالم، متجاهلة كل هذا الضجيج

كانت "كاميليا" خادمة نشيطة، مشهود لها فى الكنيسة. ليلة اختفاءها قامت بالحديث مع زوجها وابنها على التليفون لكونهما فى مدينة أخرى وقتها، وقالت لزوجها القس "تداؤس": إنها ستذهب للمبيت مع أهلها الذين يبعدون مئات الأمتار عن بيتها، ولكنها اضطرت للذهاب بـ "توك توك" لأن الطريق كان مغلقًا، وكان عليها أن تسلك طريقًا آخرًا طويلا. واختفت بعد هذا
تقاعس الأمن، وسوّف فى البحث عنها لمدة خمسة أيام، وبعد تصريحهم بالعثور عليها تراجعوا فى تسلميها لهم، بل حاول الأمن بكل الطرق عرقلة تجمهر الأقباط وخروجهم للإعتصام فى "القاهرة"، ولم يقم الأمن باستجواب جدى فى من ُشكك فيهم باختطافها؛ حيث أنها كانت تعمل مدرسة وهناك من كان يتعقبها من الإسلاميين.
جرت اتصالات بين قداسة البابا "شنودة" من "امريكا" مع جهات حكومية مصرية حول هذا الآمر، وأشارت بعدها هذه الجهات التى عثرت عليها أنها ستتوجه بها للقاهرة، وهذا بالطبع لكى ما لا يتم الكشف عن مكان خطفها، لم يتم إبلاغ أهلها بمكان تسليمها لهم فى "القاهرة"، ولكن تم توجيههم فى الشوارع عن طريق التليفون لكى يظل مكان تسليمها مخفيًا حتى اللحظة الأخيرة. لم تعلن الكنيسة للشعب المتظاهر خبر رجوع تاسونى بعد تسلمها وحتى دخلت العربة التى تقلها للمكان الأمين التابع للكنيسة، مما يدل على قلة الثقة فى انتهاء الأمور حتى بعد تسلمها. هل يستقيم كل هذا مع إدعاء إنها كانت عند احدى قريباتها؟!
 ولكنها محاولات هلامية من جهات إعلامية.

أيضًا تسرب للصحافة أنها قد سحبت 43 ألف جنيه، وإنها قدّمت طلب أجازة من عملها لمدة أسبوعان مما يعطى الإنطباع لدى البعض أنها قد دبرت هروبها، ولكن هذا بالتأكيد إثبات آخر أن هذه الكلام  فبركة للتعمية، لأن التى تترك طفلاً عمره سنتان ونصف، وزوجها، وأهلها لا يستقيم معه أنها كانت مهتمة جدًا بمصير العمل لكى تقدم أجازة، وكيف كانت ستعود لعملها بعد أسبوعين وهى تنوى الهرب؟! وعن سحب النقود فهو بالتأكيد تم قسرًا ممن اختطفوها، وممن ساعدوهم من رجال الأمن

وعن إشارة الأنبا "أغابيوس" بأنها "ملعوب لها فى عقلها، واتعملها غسيل مخ"، فهو إشارة بأن مختطفيها قد أعطوها عقارات مهلوسة بعد اختطافها،  ولهذا قال أيضا: إنها يلزمها فترة استجمام، هذا بجانب الصدمة النفسية الرهيبة التى تعرضت لها باختطفاها، واستبقاءها حوالى ستة أيام، وربما لن تشفى من آثارها طول العمر.

أشار الأنبا "أغابيوس" أيضًا فى محاولة منه لإنتقاء الكلمات إلى أن جهات حكومية سلمتها لهم مما ينفى أن الأمن أو مباحث أمن الدولة هى التى قامت بهذا، بالرغم من شكره لهم فى ذيل القائمة، ويقينا أن هذه الجهة اشترطت قبلها أن لا يتم الإفصاح أنها قد ُخطفت، وبالطبع وقع الكل على هذا لكى يتسلموها، ولقد دس الأنبا "أغابيوس" فى حديثه تعبير "عودة الأبن الضال" لإرضاء هذه الجهات

والكل يعلم أن مباحث أمن الدولة يتلقون نصيبهم من الجماعات الإسلامية التى تمولها دول الخليج، والتى تدفع بسخاء عند خطف شخصية قبطية بارزة. والإستنتاج هنا أن رئاسة الجمهورية كانت متداخلة فى هذا الأمر،  وأيضًا المخابرات العامة التى شكرها نيافة الأنبا "أغابيوس" فى أول القائمة، وتم تسليمها رغما عن "مباحث أمل (قمل) الدولة"، ولا يفوتنا هنا أن نطالب أيضًا بعودة باقى القبطيات المختطفات؛ لأن تاسونى "كاميليا" ليست بأفضل منهن.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق