CET 09:03:28 - 28/07/2010

أخبار عالمية

c.n.n

أظهرت الاختبارات أن حوالي 3٪ من سكان العاصمة برن ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و64 سنة يتعاطون الشّمّة بمعدل إصبع واحد من الكوكايين في
أثارت دراسة أجرتها جامعة برن الدهشة حين أظهرت بأن مياه الصرف الصحي في المدن السويسرية تحتوي على نسبة عالية من الكوكايين.
وبالرجوع إلى العديد من الدراسات التي تناولت موضوع استهلاك الكوكايين في سويسرا، فإنها مع كونها تقديرات تقريبية تفتقر إلى الدقة، لأنها مبنية في الأساس على كميات الكوكايين التي تصادرها أو تضبطها الشرطة وعلى استطلاعات الرأي عن طريق الاستبيانات المجهولة، إلا أنها أكدت حدوث طفرة في استهلاك الكوكايين في سويسرا خلال السنوات الخمس الأخيرة.

كميات متزايدة من الكوكايين في المياه السويسرية!وتذكر أحدث التقديرات أن ما بين 25 ألف و60 ألف سويسري وسويسرية يتناولون الكوكايين يوميا.
واليوم، أتاح المشروع الرائد الذي أجري العام الماضي على يد طالب كيمياء في جامعة برن المزيد من البيانات الموثوقة. واللافت للنظر أن هذا الطالب، واسمه كريستوف ماتيو، قرر إعداد أطروحته في موضوع تحليل مياه الصرف الصحي في عدة مدن سويسرية كبيرة وهي زيورخ وجنيف وبرن وبازل ولوتسرن.
وبحسب رودولف برينيزن، الأستاذ في علم الصيدلة في جامعة برن الذي أشرف على إعداد الرسالة، فإن: "نتائج هذه الدراسة، التي من المفروض أن تنشر قبل نهاية هذا العام، تبيّن بأن طريقة الكشف عن الأوبئة دقيقة جدا في الكشف عن الكوكايين".

دقة متناهية
وتعتمد عملية الكشف عن الكوكايين على جهازي قياس أحدهما في غاية التطور والتعقيد موجود لدى مختبر حماية المياه والتربة بكانتون برن، ثم يتم أخذ عينات مختلفة من مياه الصرف كل واحدة منها بحجم نصف لتر، ويتم تحليلها لمعرفة نسبة احتوائها على الكوكايين.
ولا شك أن عمليات التحليل تحتاج إلى أصحابها من أهل الخبرة والاختصاص، ولذلك عَهدت الدراسة بهذه المهمة إلى طاقم المهندسين المسؤولين عن معالجة مياه الصرف الصحي في الكانتونات المختارة.
ومن جانبه، أشار البروفيسور برينيزن قائلا: "لدينا أجهزة تتمتع بدقة وضبط متناهيين، ولها قدرة الكشف عن الجزيئات الموجودة في حيّز لا يتجاوز واحد على مليار (1 نانو غرام) من اللتر"، قبل أن يضيف: "يتم إخضاع العينات أولا وقبل كل شيء للعديد من عمليات التصفية والاستخلاص قبل أن يتم فحصها بواسطة الأجهزة وطاقم الاختصاص". وأوعز إلى أنه: "سبق لبعض البلدان مثل إسبانيا وايطاليا وألمانيا أن قامت بدراسات مماثلة، لكن الدراسة التي أجرتها جامعة برن هي بلا شك الأكثر دقة حتى الآن".

ذهول وحيرة
وأعرب مُعِد الدراسة الطالب كريستوف ماتيو، أنه هو نفسه فوجئ بالنتائج التي ظهرت وبكميات الكوكايين التي اكتشفت في العينات. وألمح إلى عقبة كئود واجهته لم يكن يتوقعها، عسّرت عليه مهمته، وهي العثور على عينة للمقارنة خالية من آثار الكوكايين.
ومن الغريب أن جميع عينات الاختبار والأماكن التي قصدها كانت ملوثة بالكوكايين، لكنه وللحظ وجد ضالته في محطة صغيرة لتنقية المياه بالقرب من بحيرة تون في كانتون برن!

ذروة الاستهلاك
وأظهرت الاختبارات التي أجريت خلال الاثني عشر شهرا من الدراسة، أن 3٪ من سكان العاصمة برن (140 ألف نسمة)، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 64، يتعاطون "شمّة" - اصبعا واحدا – أي حوالي 0,1 غرام من الكوكايين في اليوم.
ومصداقا لمقولة "مخدرات ترفيهية" التي اشتهرت على لسان الكثيرين، في إشارة إلى تناولها بغرض التلهي والتسلّي، فإن استهلاكها يبلغ ذروته خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي الأعياد كما في المناسبات والأفراح.
ولذلك، لوحظ في زيورخ، بلوغ مادة "البنزويليكونين" (Benzoylecgonin)" - التي تتكاثر في البول نتيجة تحلل الكوكايين - أوجها خلال المهرجان الغنائي "زيورخ ستريت باراد" الذي يعقد في شهر أغسطس من كل عام. وقد رصد الباحثون وجود 3 ميكروغرام من هذه المادة لكل لتر من مياه الصرف الصحي.

استمرار الأبحاث
ولا يريد لرودولف برينيزن أن يقف بالبحث عند هذا الحد، وليس ذلك في وارد مختبر حماية المياه والتربة بكانتون برن، فالجميع عازمون على توسيع نطاق الدراسة لتشمل طيف المواد السامة الأخرى الموجودة في مياه الصرف الصحي في سويسرا.
وبالمناسبة، باشر العلماء برمي شباكهم لاصطياد نحو 20 مادة سامة أخرى، من بينها المورفين والأمفيتامينات، باعتبارها، مع رزمة مواد هرمونية رصدتها مختبرات جامعية أخرى، تستحوذ بشكل خاص على اهتمام البروفيسور برينيزن.
مثل هذه المواد، كما يوضح برينيزن: "موجودة وبتركيز عالي ضمن محتويات منتجات الوقاية من الشمس التي تستخدم على نطاق واسع من غالبية الناس، في حين أن آثارها الجانبية لا تزال مجهولة، ولا يُعرف حتى الآن إن كان وجود هذه المواد في المياه يشكل خطرا - على المدى البعيد - على الإنسان أو البيئة".

غيض من فيض
المعلوم أن مياه الصرف الصحي بعد أن تتم معالجتها وتصفيتها بواسطة المحطات المتوزعة في أنحاء البلاد، حتى لو كانت على مستوى تقني عالي، فإن الكثير من هذه المواد يبقى عالقا بالمياه التي يكون مصيرها إما المياه الجوفية أو المياه التي فوق سطح الأرض، كالبحيرات مثلا.
ويشرح البروفيسور، مؤكدا بأنه ليس في نيته ترويع الناس، ويقول: "في نهاية المطاف، سيستهلك المواطنون هذه المواد من جديد، عن طريق ما يتناولونه من غذاء، كالسمك على سبيل المثال".
وهذا يعني، أن التحاليل التقليدية، التي تجريها مختبرات الكانتونات والخاصة بالكشف عن البكتيريا والنفايات الكيميائية، لا تكشفت سوى غيض من فيض أو نقطة في بحر مما يتعلق بنوعية المياه السويسرية.
ويبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه الاختبارات والتحاليل كافية لكشف أسرار وسبر أغوار ماء الصنابير الذي يصل إلى بيوتنا والذي نتناوله ونستخدمه برغبة وممنونية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع