بقلم : أماني موسى
على غرار فيلم "في بيتنا رجل" جاءنا في زيارة مباغتة وفجائية ولولبية أيضًا رجل لزيارتنا وهو من أحد الأقارب المقربين القريبين!!
ومن المتعارف عليه في الأعراف الدولية والمحلية أن الزيارات بتكون بميعاد سابق لكي تتأهل الأسرة المستقبلة من ضيافة الأسرة المستهبلة (أقصد القادمة يعني)...
ولكن في مصر إحنا دايمًا رافعين شعار "نحن نختلف عن الآخرون"، يعني مفيش اتصالات ولا استعدادات.... خصوصًا بعد ما غليت فواتير التليفونات، وهتفاجأ –مفاجأة سعيدة طبعًا- بأن جرس الشقة بيخبط والباب بيرن، وأنت تجري بلهفة وشوق وحنين تفتح الباب تلاقي جوز بنت خالة مرات عمك اللي مشفتهوش من سنين.
وبعدها تبدأ الموسيقى التصويرية الحزينة في رصد هذا الحدث المهم وذلك اللقاء العظيم بعد غياب سنين واللي بنهايته بيتحول للقاء أليم، ثم يعقبها موسيقى رومانسية هادئة للاستقبال ومليئة بخيرات الله من حاجة ساقعة وسخنة ومفيش مانع من شوية أكل على ما قُسم.
ولكن سرعان ما تبدأ موسيقى الأكشن بعد أن تتعالى الأصوات بالحديث والمناقشات حول كل الأمور الباطنة والظاهرة، ويبدأ الأولاد القطاقيط اللي كانوا قاعدين من شوية هما والكرسي واحد في فك الحزام واللعب والجري والتنطيط!! وأنت يا ولداه بتبقى هاين عليك تزمر وتقول تيت تيت، بس ولا يهمك خليك متماسك ومتتهورش ولا تعورش حد منهم.
ولو ربنا كرمك وسمعت أصوات انكسارات أو انفجارات كأنك في العراق، أو كوبايات بتتكسر ولا تلفزيون بينفجر ولا يهمك، اثبت يا بطل وحافظ على الابتسامة من هنا لهناك.
المشكلة بقى أنك ممكن تلاقي الأب والأم بيواجهوا كل دة بابتسامة هادية لابنهم الملاك قائلين: عيب كدة يا ولد كفاية شقاوة... وبعدها تلاقي الابن التاني قعد على رجلك وغرقك ميه، وأنت مش عارف التسريب دة منين؟! وتلاقي الأم بتضحك بغلاسة وتقول: مبروك عليك هتتكسي قريب!
وبعدها بقى عشان تكمل حلقة الغلاسة على أصولها تلاقي الولد بيعمل عمليات إخراج من فوق ومن تحت، وهي بتكركر من هول المشهد الكوميدي والأب بيقول: تف على عمو يا حبيبي...
عادي برضه... اثبت يا معلم، ديتها تغسل وشك بشوية ميه وديتول وكله يرجع زي الأول وأحسن.
الساعة الآن العاشرة مساءً بتوقيت المحروسة.... تقصد إه يمشوا بقى ويخلوا عندهم دم؟؟
أبدًا دول قاعدين لغاية ما تقترب إشارات ظبط الوقت من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وحركات بقى أنك تتاوب أو المدام تقفل في عينيها، دي بقت حركات قديمة ومفقوسة...
الحل الوحيد أنك يكون عندك نظر وتقدم العشا، وساعتها هيحلفوا بكل الحلفانات أنهم واكلين قبل ما يجوا الساعة 7 الصبح!!
وتتلموا كلكوا حوالين ترابيزة واحدة في أوضة واحدة شاعرين بالأرف الواحد، وتبدأ حلقة الأكل بجميع أنواع الحلفانات، والاهي لازم تاكل... مد إيدك ودوق من دي، أبدًا والاهي ما يحصل مش هتقوم إلا لما تخلص الحلة اللي قدامك... وهكذا دواليك حتى تصاب بالصداع من كثرة المضغ والكلام.
ومش هقولك بقى على حركات الأولاد الملايكة اللي مش هيرموا فضلات على السجادة الغالية ولا هيقوموا بألعاب نارية عالأكل ولا حركات استفزازية.
وفي نهاية الزيارة السعيدة دي تحاول توصل لهم أن يا بخت من زار وخف، وأن التزاماتك في الشغل كتيرة وبتحب جدًا أوي خالص أنك تنام بدري، ومع ذلك هما مستمرين ودن من طين والتانية من عجيبن زي ما بيقولوا....
هنا بقى أنا أنصحك نصحية أخوية خالصة لوجه الله أنك تديهم مفتاح الشقة وتستودعهم الله وتروح تنام في بيت المغتربين اللي جنبك في أخر الشارع عالشمال.
عزيزي القارئ: تعيش وتزور، وأنت تعيش وتستقبل يا بطل. |