CET 00:00:00 - 31/07/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب
حزب الوفد العريق الذى أسسه زعيم الأمة "سعد باشا زغلول"، ورفاقه: "مصطفى النحاس"، و"مكرم عبيد"، قاد "مصر" فى فترة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، وهى أعظم فترات الحرية والديمقراطية والليبرالية فى تاريح "مصر" على مر العصور، وهو حزب كنت أعتبره أقرب الأحزاب المصرية إلى قلوب المسيحيين بـ"مصر"، وهو الحزب الوحيد الذى ظل لفترة طويلة يضم بين كبار قياداته عدد كبير من المسيحيين، فسكرتير عام الحزب ظل لفترة طويلة مسيحى.

 ولكن منذ تولى الدكتور "السيد البدوى" رئاسة الحزب، والذى اعتقد الكثيرون أن الحزب سيشهد خلال رئاسته للحزب ازدهار، وتقدم، ومنافسة، ولكن للأسف..تعرّض الحزب لإنتكاسة كبرى، وخاصة بعد ضم عناصر للحزب غير وفدية. فقد أعلنت الدكتورة "سعاد صالح" فور انضمامها للحزب إنه لا يجوز لمسيحى تولى رئاسة البلاد (نفس فكر الإخوان)، وإن تراجعت بعد ذلك عن هذا الكلام نتيجة لضغوط من جانب بعض قيادات الحزب، ولكن هذا هو فكرها الذى تؤمن به وستدافع عنه وستطبقه إذا تولت لجنة من لجان الحزب.

 ثم تلى ذلك رفع التاريخ القبطى من تروسية جريدة الحزب، ثم رفع الصليب من داخل لوجو حزب الوفد فى المساعدات المرسلة للفلسطينيين؛ حفاظًا على مشاعر الإخوة الفلسطنين!! هذا عذر أقبح من ذنب، فماذا سيضير الفلسطنين لو وُضع الصليب داخل الهلال؟!

ثم كان مسك الختام إعلان الدكتور "السيد البدوى"- رئيس الحزب-  عن نيته إلغاء معاهدة السلام القائمة بين "مصر" و"إسرئيل" فى حالة إنتخابه رئيسًا للجمهورية، بل يرحب بقيام حرب بين البلدين، وأن الشعب المصرى أصبح قادر على هزيمة "إسرائيل"!!

فحزب الوفد- فى  رأيي- وللأسف الشديد، يعيش أسوأ فتراته منذ إنشاءه، وفى ردة على مبادئه وأفكاره  التى عمل بها منذ إنشائه. فلم يعد هناك فرق كبير بين الإخوان المسلمين وحزب الوفد، فالجميع يسعى لفكرة الدولة الإسلامية، حتى إن كان على أنقاض وحساب الدولة المصرية.

 فحزب الوفد يسعى لضم كل الأطياف بين طياته، وهى معادلة معكوسة. فالمفترض أن يكون لحزب الوفد مبادىء وأفكار ومن يؤمن بهذه المبادىء والأفكار ينضم لحزب الوفد، ولكن الحادث الآن هو العكس، فالحزب يُعلن عن مبادئه بناءًا على مبادىء أعضائه الجدد،  فالدكتورة "سعاد صالح" أعلنت عن مبادئ وأفكار حزب الوفد بناءًا على أفكارها وليس أفكار الحزب العريق الذى يندثر للأسف.

فلم يعد فى "مصر" من يسعى لتغيير الأفكار الخاطئة، وإنما يحاول الجميع ركوب الموجة- حتى لو كانت الموجة ستغرق البلد- فبدلاً من أن يسعى حزب الوفد إلى  إحياء الفكر الوطنى المصرى، وتعظيم الهوية المصرية، يتفوق على الإخوان المسلمين أنفسهم فى إحياء فكرة الدولة الإسلامية، وطمس معالم الدولة المصرية.  

فبدلاً من أن يقترح الدكتور "السيد البدوى" رئيس حزب الوفد بعض الأفكار لحل مشاكل البطالة، والغلاء، وتدنى الخدمات الصحية، وارتفاع الأسعار، وتطوير التعليم، وتوفير كوب ماء نظيف، وتوفير مياه الرى للفلاحين، وإنتشار الرشاوى على نطاق واسع، ومحاربة الموهوبين والمبدعين والمخترعين، نجده يقترح إلغاء معاهدة السلام،  وجر البلاد إلى حرب فى وقت لا تحتمل البلاد مثل هذا الهراء، ونحمد الله أن الدكتور "السيد البدوى" لم يكن- ولن يكون- رئيسًا للجمهورية،  وكلما استمعت إلى تصريحات رؤساء الأحزاب وقادة جماعة الإخوان المسلمين، دعوت إلى الله أن يمد فى عمر الرئيس "مبارك" ويمتعه بالصحة؛ حتى لا يأتى يوم يكون أحد الباحثين عن الشهرة، وركوب الموجة، والتمجيد من جانب الإسلاميين والقوميين، رئيسًا لهذا البلد الذى لولا الصلاة من أجله فى الكنائس والأديرة لكان حاله مثل "الصومال".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق