CET 00:00:00 - 01/08/2010

حوارات وتحقيقات

* الأنبا "مرقس": الإعلام يتجاوز حدوده أحيانًا، ويسئ للكنيسة قبل أن يتحرى الموضوع بدقة..
* "هشام عبد الغفار": تناول الإعلام لقضايا الأقباط يجب يكون  بحساسية؛  لوجود تراكمات بالماضي، والإعلام وحده غير مسئول عن مناقشة القضية لأنها أكثر تعقيدًا.
* "هاني لبيب": الإعلام لا يلعب دورًا إيجابيًا في مناقشة قضايا الأقباط.
* "إكرام لمعي": المتطرفون من المسلمين، والمسيحين، ووسائل الإعلام الباحثة عن الإثارة هم سبب الأزمة.

تحقيق : حكمت حنا- خاص الأقباط متحدون

يرى البعض أن وسائل الإعلام المصرية في تناولها للقضايا القبطية، كادت أن تقترب من إشتعال الأزمة بين المسلمين والمسيحيين بدلاً من معالجتها، فقديمًا كانت قضايا الأقباط يصعب الإقتراب منها، وبالتالي لم يكن هناك معرفة بها؛ لعدم تسليط الضوء عليها، وتجاهلها، أما اليوم ومع تسليط الضوء عليها، اقتربت إلى مرحلة تشبه تكريس معنى الطائفية،  وبالتالي تأزيم الأزمة..فهل من الأفضل عدم الإقتراب منها، وعدم مناقشتها؟ أم أن هناك عوامل أخرى مع الإعلام  تزيد من صعوبة معالجة هذه القضايا، وتشترك مع الإعلام في سوء المعالجة؟

دور الإعلام تنويري
من جانبه علّق الأنبا "مرقس"- المتحدث الإعلامي للكنيسة المصرية الأرثوذكسية على هذه الإشكالية بقوله: إن الأمر متوقف على طبيعة الإعلام نفسه، فهناك إعلام طائفي، وإعلام يتخذ موقف مع أو ضد القضية  في الوقت الذي يجب فيه أن يكون دوره تنويري للناس، لكنه أحيانا يتجاوز حدوده ويسئ للكنيسة..

ودلل الأنبا "مرقس" على ذلك بموضوع زوجة كاهن "دير مواس"، مؤكدًا أنه كان بسيطًا للغاية لولا تصعيد الإعلام له، وعدم تحريه الدقة،  وتسرعهم في إعلان مثل هذه الأمور سبّب في حدوث أزمة، مشيرًا إلى أن وضع عنوان "اختفاء زوجة كاهن" أثار تساؤلات، وهذا ما يبتغيه الإعلام دون النظر للمشكلة التي أحدثها، وكان عليه أن يتحرى الدقة والموضوعية في المعالجة.

الكشف عن الأزمات قد يصنع أزمة
وأوضح  الدكتور "هشام عبد الغفار"- أستاذ مساعد الصحافة بجامعة حلوان- أنه عندما توجد أزمة داخل المجتمع- بصرف النظر عن نوعها طائفية أو غيرها من الأزمات- أحيانًا يمثِّل الكشف عنها صنع أزمة، مؤكدًا أن هذا يذكره بقصة عن زوج كان صديقه يقول له: إن زوجته تخونه، فقتل صديقه قائلاً له: إنه كان يفضل العيش في جنة الزوجية على أن يكتشف هذه الحقيقة. وأنه يعتقد أن الإعلام يمثل هذا الصديق.

وقال "عبد الغفار": إنهم يريد من الإعلام ألا يكشف الأزمات، بل أن ندفن رؤسنا في الرمال، وإنه يريد من الإعلام في مختلف الأزمات أن يزيد تماسك القناع الذي يرتديه المجتمع، مضيفًا: نحن لا نريد أن نرى عوراتنا أو مشكلاتنا، فدور الإعلام تعمية عن هذه الأزمات.

علاج الأزمة الطائفية يتطلب ثورة جديدة
وأكد "عبد الغفار" أن تناول الإعلام لقضايا الأقباط يجب أن يكون بحساسية شديدة؛ لأن هناك تراكمات، حيث أنه لا يعالج مشكلة، لكنه يعالج تراكمات مشاكل على مدار (50) سنة، عمر ثورة يوليو، موضحًا أن الإعلام يستطيع أن يلقي الضوء على هذه الأزمة الطائفية، لكنه لا يستطيع أن يعالجها؛ لأن علاجها يتطلب ثورة جديدة، تُقر عقدًا إجتماعيًا جديدًا بين المواطنيين، يبتعد تمامًا عن الفرز الطائفي، ويمكن أن نسميها ثورة داخل ثورة يوليو.

وتساءل "عبد الغفار": ما فائدة الإعلام إذا كان المناخ الإجتماعي لا يستجيب فيصبح دوره سلبيًا؟ مشيرًا إلى أن المشكلة الطائفية أكثر تعقيدًا من أن نُلقي على الإعلام وحده، فهناك تدخلات دولية، والإعلام يحاول فك طلاسم شائعات تُنشر عن الأزمات الطائفية.

أنواع وسائل الإعلام فيما يتعلق بتناولها للقضايا القبطية
أما  الكاتب والباحث "هاني لبيب" فقد رأى أن هناك ثلاثة أنواع من وسائل الإعلام  في تناولها للقضايا القبطية:
- نوع من الصحف يكتب عن الموضوع بحساسية شديدة، ويكتب دون تحري الدقة، وبلا معلومات.

- ونوع ثان اسماه الصحافة السوداء، والتي تغالي في الموضوع، وتُحدث توترًا طائفيًا، وتصل إلى حد التضليل في المعالجة الصحفية للقضية.

- ونوع ثالث يتناول القضية بموضوعية ومعلومات حقيقية، ويطرح كافة وجهات النظر في سبيل حل المشكلة  دون إساءة.

وأوضح "لبيب" أنه بشكل عام لا يلعب دورًا ايجابيًا في قضايا الأقباط،  فقضية إلزام الكنيسة بالزواج الثاني، لعب الإعلام دورًا خطيرًا، وصوّر الكنيسة على أنها دولة داخل الدولة، وأحدث تداخل بين الديني والمدني؛ حيث أن الموضو ع يتعلق بالدين، الأمر الذى تسبب فى الأزمة.

الإعلام والموضوعية
ومن ناحيته قال الدكتور "إكرام لمعي"- رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية: أن التعميم خطأ؛ حيث أن الإعلام ليس كله سيئ، بل هناك بعض من الصحف تتحرى الدقة- وهذه أقلية- لكن الأغلبية لأصحاب فضائيات تبحث عن الإثارة، وتأتي بالمشاهير لمناقشة القضية، وهذا الإعلام الذى يجري وراء الإثارة لا يهمه الموضوعية، وغير أمين أو محترف؛  لأنه من المفترض أن يقدّم الرأى والرأى الآخر بموضوعية.

سبب الأزمة
وأكد "لمعى": أن الإعلام عندما يثير هذه القضايا بهذا الشكل، يكون غير حريص على "مصر"، وسلامها الإجتماعي. مشيرًا أنه لا مانع من المناقشات والحوارات والإعتراف يوجود مشكلة، ولكن بموضوعية، وأمانة، وإستنارة، وفهم، موضحًا أن المتطرفين من المسيحيين والمسلمين من ناحية، والقائمين على وسائل الإعلام التي تسعى للإثارة من جهة أخرى، هم  سبب الأزمة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق