CET 00:00:00 - 02/08/2010

مساحة رأي

بقلم : عساسي عبدالحميد
كلما شدد النظام الإيراني من لهجته اتجاه من يراهم يناصبونه العداء في طموحاته الإقليمية ومراميه الإستراتيجية وحقه في امتلاك التكنولوجيا النووية كلما تحركت الدبلوماسية القطرية في محاولة منها لدرء خطر محتمل على عشيرة و ديرة آل ثاني ولو كان هذا الخطر على بعد نصف قرن أو أكثر، وما زيارة الأمير حمد الأخيرة للبنان وخاصة الجنوب حيث يتمركز حزب الله الشيعي التابع لإيران إلا دليل قاطع على نوع المغازلة وخطب الود الذي تبديه الدوحة اتجاه طهران،

وهذه الأيام تعمل آلة الإعلام التابعة للنظام الإيراني بتزكية وتوجيه من جناح الصقور وبرعاية خاصة من المرشد الروحي لجمهورية الإسلام \"علي خامينائي\" على الترويج لقرب ظهور المنتظر، وظهور سيد الزمان والمكان حسب مراجع الحوزة سيكون مقرونا بسطوع نجم إيران واستفرادها بالمنطقة وعندما نقول استفرادها بالمنطقة يعني استعادة مفاتيح الكعبة من يد سارقيها ((معروفون من هم)) وطرد اليهود من بيت المقدس واستعادة الساحل الغربي للخليج الفارسي والإشراف على تدبير المراقد والصحون الحيدرية بالعراق(...)

وكلما أشار رجل دين في طهران إلى ضرورة إلحاق جزيرة البحرين بحظيرة الوطن الأم كلما أرسلت الدوحة إشارة عن طريق قناة الجزيرة تنوه فيها بدور إيران الإقليمي الوازن، وكلما قام الجيش الإيراني بمناورة عسكرية كبرى تحمل اسم الزهراء أو عاشوراء بمياه الخليج وعلى مرمى حجر من عواصمه وعلى مرأى من البوارج الأمريكية إلا ويبعث الديوان الأميري ببرقية تهنئة بمناسبة ما يذكر فيها حكام طهران بعلاقات الأخوة والجيرة الطيبة التي تجمع الشعبين الإيراني والقطري ورغبة الدوحة في تمتين أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين لما فيه خير المنطقة والأمة الإسلامية،

و أمير قطر الذكي بدأ يزن كل كلمة أو نظرة أو حركة تصدر منه قد تغضب الإيرانيين بعد زلة لسانه الشهيرة، فمنذ أربع سنوات وأثناء زيارة له لطهران سمى الأمير حمد الخليج التي تطل عليه ست دول عربية هي العراق الكويت البحرين قطر الإمارات العربية عمان السعودية مقابل دولة ايران الفارسية، سمى الشيخ حمد هذا الخليج بالعربي فأعطاه حينها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد درسا لن ينساه واصفا إياه بالجاهل بعلم التاريخ والجغرافيا، تلك الليلة لم يذق فيها حمد طعم النوم وهو في زيارة رسمية لطهران،

فالدبلوماسية القطرية تتحرك على أساس تجنيب قطر مخاطر الهلاك إن حدثت مواجهة في المستقبل بين أمريكا وإسرائيل والسعودية من جهة وإيران من جهة ثانية فإذا وقعت الواقعة فربما يراعي حكام طهران مواقف الدوحة، فهاهو أميرها يتكفل بأيتام حزب الله الشيعي و يعيد تعمير قرية بنت جـبـيـل التي كانت فيما قبل معقلا لجيش \"أنطوان لحد\" وقام بتحريرها رجال المقاومة، وها هو يتبرع من ماله الخاص لصالح الجمعيات المنضوية تحت لواء حزب الله وحركة أمل ويثني على سيد المقاومة بعبارات الإطراء والمديح، وقبل هذا واكبت قناة الجزيرة القطرية حرب تموز 2006 بحرفية ومسؤولية وبشكل جعل المشاهد العربي متتبعا للقناة ومتعاطفا مع المقاومة اللبنانية و قناة الشيخ حمد....

هناك أخبار قد تكون صائبة تتحدث عن رجل دين أربعيني بمدينة قم الإيرانية له نفس مواصفات المهدي المنتظر ورع قوام صوام بهي الطلعة جميل الصورة خطيب ذو جاذبية ويجري الآن الإعداد لتقديمه لشعب إيران اليائس والمثقل بغلاء المعيشة، فالخطاب الديني سيستغل لا محالة لتوجيه الإيرانيين لنصرة آل البيت في الحرب المقدسة القادمة التي سيسحق فيها الإيرانيون أحفاد اليزيد وعملاء وأزلام الشيطان الأكبر، والخبراء العسكريون الإيرانيون موقنون تمام اليقين أن الجيش الإيراني باستطاعته الوصول للساحل الغربي من الخليج في مدة لا تتجاوز ساعة واحدة وقادر على قتل و أسر كل الجنود الأمريكيين المتواجدين بالخليج ولهذا تستعد واشنطن الآن على سحب جنودها من العراق وباقي بلدان الجوار تفاديا للمحرقة الكبرى و أن إيران قادرة على إمطار الكيان الإسرائيلي والهاشمي بعشرات الآلاف من الصواريخ في دقائق ،

الانسحاب الأمريكي بدأ الحديث عنه حتى قبل تشكيل الحكومة العراقية، ففي السابق كانت واشنطن لا تتحدث عن الانسحاب إلا بعد تشكيل حكومة قادرة على مسك زمام الأمور،وستفضل ضرب المواقع الإيرانية عن بعد، أي انطلاقا من حاملات الطائرات المتواجدة بالمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وستكون بلدان الخليج بقيادة السعودية خندقا متقدما لهذه الحرب وستتحول إسرائيل طبعا إلى قاعدة حربية ينطلق منها سلاح الجو الإسرائيلي لضرب المواقع الإيرانية العسكرية والمدنية، حكام الخليج بمن فيهم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يتوقعون الأسوأ وهم على أهبة الاستعداد للفرار بطائراتهم الخاصة عندما يبدأ الزحف الإيراني اتجاه عواصمهم و حواضرهم، فهل سيشفع لأمير قطر مواقفه الحاتمية وإكرامياته السخية للبنان وشيعة لبنان ؟؟
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق