بقلم : جوزيف جرجس
الحوار المنطقى العقلانى مع أخوتنا فى الوطن من المسلمين هو الحل الوحيد لكل ما يحدث. لهذا كتبت المقالة السابقة كرد على تعليقان من أخوه مصريين طالبوا منا ان نحتكم للعقل. لقد وصلنى منهما رد على ما كتبت. ان هذا النوع من الحوار هو سابيلنا الوحيد للوصول الى ارضية مشتركة ليفهم كل منا الاخر. أنا على يقين ان حل مشاكل التفرقة والتعصب ليس فقط ضد المسيحيين فقط ولكن ايضا ضد الاقليات الدينية الاخرى كالبهايين مثلا لن يكون الا على ايدى المصريين من المسلمين والمسيحيين.ولكن هذا لن يكون بترديد الاغانى الوطنية والتغنى بالوحدة الوطنية المفتقدة على ارض الواقع وانما بالمصارحة والتعريف بالمشكلة وابعادها. فكيف لنا ان نحل مشكلة ونحن لا نعرف حجمها ولا ابعادها. لابد على المسيحيين ان يعرضوا على أخوتهم المسلمين المعاناة التى يعانوها على ايدى أخوانهم فى الوطن من المسلمين.عرض المعاناة يجب ان يكون بعقلانية بدون تهويل وايضا بدون تهوين. يجب أيضا ان يكون عندنا صبر. لان الاخ المصرى المسلم الذى يسمع بمثل هذا الكلام لاول مرة أو لم يقابل هوشخصيا فى حياتة شئ مثل هذا لن يصدق فى اللبداية ما نعرضه عليه. لكنى متاكد باستخدام العقل والمنطق والسعى الدائم لاقامة مثل هذا الحوار اننا سنصل الى قلوب وعقول الكثيرين.
اولا اود ان أتوجه بالشكر للمهندس أحمد عبد الفتاح والمهندس هيثم والى على مبادرتهم وعلى الرد على ما كتبت فى المقالة السابقة . لن أستطيع هنا سرد التعليقان رقم 8 و 9 لطولهما ولكنكم تستطيعوا قراتهما هنا أنقرهنا
ان الشريحة المجتمعية التى ينتمى لها الاثنين هى أمل مصر كلها واملنا نحن أيضا. فهما على مستوى عالى من التعليم والاهم من ذلك أيضا انهما على أستعداد لأعمال العقل والتفكير المنطقى. ليس هذا فقط بل انهما لديهما الشجاعة لتخطى الحاجز الفاصل لاقامة حوار مع من هم مختلفون معهم فى الرأى والدين. لهذا يستحق الأخيين الكريمين منا كل تقدير واحترام.
أعزائى رغم هذا انا اعلم ان طريق الحوار طويل وصعب. فارجوا من القراء من الطرفين ان يهيؤا نفسهم على هذا. ولا ينتظروا نتائج أجابية سريعة.
سأتناول هنا أجزاء من التعليقان للرد عليها.
أولالقد أسعدنى جدا مخاطبت م/أحمد لى بالاخ. فهذا يسعدنى ويشرفنى. لكن ان نكون أخوة لا يمنع ان نتصارح وان أقص عليك ما يعانية أخوتك من المسيحيين فى بلدهم ليس فقط على ايدى الحكومة ولكن أيضا على ايدى اخوتهم فى الوطن من المسلمين للاسف.
فى البداية ان المقالة السابقة كانت تدور حول نقطة واحدة جوهرية. وهى كيف يتم تزويج قاصر وتغير ديانتها دون موافقة ولى أمرها رغم تجريم القانون لهذا. ليس هذا فقط بل يتسارع كل من الامن والشرطة والحكومة لمساندة من قاموا بهذا العمل الاجرامى.
للاسف فى التعليقين لم أجد اى رد منطقى على هذه النقطة. رغم ان السؤال كان مباشر وواضح وورد أكثر من مرة فى المقالة. كذللك رغم انى حذرت من الادعاء بان الفتيات ذهبن برضاهن. لان القانون لا يصنع فرق عما اذا كان الفتاة القاصر ذهبت برضاها ام لا. كذلك سألت أيضا لماذا اذا حدث هذا مع فتاة مسلمة يتم معاقبة المأذون الذى قام بتزويج القاصر. ويتم معاقبة من غرر بها. ام أذا كانت الفتاة مسيحية فيتم تغير دينها ولا يراها أهلها بعد.
كلا التعليقين اعترضا على سردى للقصة التى حاولت فيها ان أجعل أخى المسلم يتخيل معى ماذا لو حدت هذا مع أبنته القاصر. هل سيقول ايضا انها ذهبت برضها؟؟؟؟ أرجوا من م/أحمد و م/هيثم ان يسأل كل منهم نفسه ويحاول ان يجاوب بصدق لنفسه أولا ثم لنا. هل لو أختفت أبنته القاصر ذات 15 عاما ثم قالت له الشرطه بنتك ذهبت برضاها. هل سيقول الف مبروك وكله تمام طالما ذهبت برضاها خلاص. هل سيترك أبنته ذات 15 عاما. ام انه سيفعل كل ما فى وسعه لاسترداد أبنته. خاصة ان القانون فى صفه لان القانون يجرم هذا.
ان الهدف من القصة كان ان يشعر المسلم والمسلمة بمدى الألم الذى تشعر به العائلة بعد أختفاء ابنتها. ولكى يحاولوا ان يضعوا أنفسهم فى مكان هذة الاسرة. مع هذا دعنا من القصة. لقد ورد بالمقالة حقائق ووقائع مجردة طالبت منهم الرد عليها ولم أجد منهما سوى التهرب من الرد وعرض قصص واتهامات بدون اى دليل سوى انها متشرة بين المسلمين. بل طالب م/ هيثم بعرض واقائع مجردة رغم ان المقالة كانت بها العديد من الوقائع المجردة. هنا أعرض عليكم هذة الوقائع والحقائق المجردة فى نقاط محددة لعل تكون هذة المرة اوضح مما سبق واتمنى ان يحاول كل منكم ان يجد رد واجابة اولا لنفسه قبل ان يجدها لنا.
1ـ القانون المصرى يجرم التغرير بأنثى قاصر. هذة حقيقة مجردة
2ـ القانون المصرى لم يضع فرق بين قاصر مسلمة وقاصر مسيحية. هذه حقيقة مجردة
3ـ القانون المصرى يجرم هذا حتى اذا كانت البنت ذهبت برضاها. هذة ايضا حقيقة مجردة
4ـ الفتيات المسيحيات القاصرات المختفيات هن حقيقة مجردة
5ـ يتم تغير ديانتهن وتزويجهن رغم انهن قاصرات ورغم مخالفة هذا للقانون هذا حقيقة مجردة.
6ـ أسر الفتيات لا يستطعوا ارجاع بناتهن رغم ان القانون فى صفهم.
7ـ كرستين وماريان كانتا قاصرت 15و 17 سنة وذهبتا برضاهن. هذة ايضا حقيقة مجردة
هذة حقائق اتمنى ان تحاولوا ايجاد أجابة عليها وتكون مقنعة لكم انتم اولا ثم لنا أيضا.
أن تعليقكما كان بهما الكثير من الاتهامات التى اعلم انها منشره بين جذء ليس بقليل من المسلمين رغم عدم منطقيتها وعدم صحتها أيضا. رغم ذلك علينا نحن المسيحيين ان نعترف بوجودها وان ان نعمل على تصحيحها. هذة الادعاءات ستنتهى ايضا من ذاتها اذا حاول أخوتنا من المسلمين التعرف بأنفسهم على حقيقة المعاناة التى يتعرض لها المسيحيين. وذلك بأن يبدأوا فى الاستقسار من زملائهم فى العمل وجيرانهم من المسيحيين عن حقيقة هذة الاحداث.
فى الحقيقة انا اعذركم لان الاعلام والمجتمع والحكومة يحاولون تعضيد مثل هذة الاتهامات. سأقص عليكم مثال.
فى محافظة الاقصر قام محافظ الاقصر بأصدار قرار بهدم كنيسة لانها عائق فى طريق مشروع تقوم المحافظة بتنفيذة. هذا شئ عادى ولا يوجد به اى مشكلة أذا ما تم تعويض الكنيسة بمكان أخر والاهم بتصريح بناء لان هذا شى صعب جدا و يستغرق احيانا عشرات السنوات أذا تم بالمرة. لكن ما حدث هو انه قبل ان ينتهى الاتفاق ارسلت المحافظة بغته وبدون انذار سابق قوة حاصرة الشوارع الؤدية للكنيسة وجاءت معدات الهدم. وبدات فى الهدم بدون اى انذار سابق. وبدون الاتفاق على تعويض ولا على المكان الذى ستبنى به الكنيسة البديلة. ليس هذا فقط بل تم هدم منزل راعى الكنيسة تم سحب زوجة القسيس على سلالم البيت وضرب القسيس على وجهة. كذلك تم هدم حضانة تابعة للكنيسة. بعد أخراج الاطفال والمربيات منها. وسط وصوت بكاء الاطفال من الرعب لما يحدث. لقرأت التفاصيل انقر هنا. هذا رغم مخالفتة للقانون ورغم الاهانة والبهدلة والاعتداء على حرمة منزل القسيس ألا انه هناك ما هو ابشع منه. عندما تم نشر الخبر فى الانترنت وارسال القسيس لتظلمات وشكاوى لما حدث لزوجته وله من اهانة وضرب واعتداء على حرمة بيته دون انذار سابق. خرج محافظ الاقصر فى برنامج تليفزيونى على الملئ وقال:
ماذا يريد المسيحيين لقد قمنا بهدم مسجدين ولم يثور المسلمين هكذا مثل ما يفعل المسيحيين! ولكن السيد المحافظ لم يذكر:
ـ المحافظ لم يذكر انه تم اصدار قرار ببناء مسجدين اخريين والبدء فى بنائهم فى مكان مجاور وعلى مساحة اكبرمن سابقتها وتم الاتفاق على ميعاد الهدم وتم كل شئ برضى جميع الاطراف.
ـ المحافظ لم يذكر ان الكنيسة لم تحصل حتى ذلك الوقت ولا اعلم عما اذا كان حتى الان على تعويض ولا على تصريح لبناء كنيسة بديلة.
ـ المحافظ لم يذكرالاعتداء على القسيس وزوجتة بالضرب والاهانة
ـ المحافظ لم يذكر انة تم هدم اكثر مما كان مقرر فمنزل القسيس لم يكن فى خطة الهدم
ـ المحافظ لم يذكر ان الهدم كان بدون انذار سابق ولم يعطى الكاهن وادارة الكنيسة اى فرصة لانقاذ محتوايات الابنية التى تم هدمها.
لو انا مكان أخى مسلم سوف اصدق المحافظ وأتهم المسيحيين بالتهويل وانهم يريدوا ان يأخذوا اكثر من حقهم ولن اصدقهم بعد فيما يقولون! لهذا انا اعذركم. لهذا نكتب هنا فى هذا الموقع عما يحدث بدون تهويل ولكن بدون تهوين ايضا يجب عليكم ان تتعرفوا على ما يحدث. قد لا تصدقوا الان لكن اذا كانت لديكم الرغبة الصادقة فى التعرف على حقيقية الامر فداوموا على المتابعة أسالوا بأنفسكم معارفكم من المسيحيين. أعطوهم الامان فى ان يتحدثوا لكم بكل صراحة . تقربوا اليهم واطلبوا بصدق منهم ان يقصوا عليكم ما يعانية المسيحيين فى وطنهم. هل فعلتوا هذا حتى الان؟ كم عدد المسيحيين الذين سألتوهم حتى الان عن حقيقة ما يعانوا انا لا طلب منكم ان تصدقوا كل ما اكتب من اول مرة ولا انتظر هذا ايضا. انا اطلب منكم فقط اعمال العقل والمنطق وان تبحثوا عن الحقيقة بانفسكم.
انقر هنا لمذيد من المعلومات بالصوت والصورة يمكن الضمير والقلب والعقل مش هقول يبدأوا يصدقوا لكن اقول يبدأوا يبحثوا عن الحقيقة..
هناك حادثة اخرى اريد ان اقصها عليكم فقط كمثال لعدد كبير من الحالات المماثلة.
فى بمها محافظة الجيزة يوم 11.05.2007 خرج حوالى 500 مسلم فى ايديهم جراكن البنزين وقاموا فى اشعال النار فى بيوت ومحالات المسيحيين فى القرية. هل تم عقاب اى انسان على ما حدث لا لقد اجبر المسيححين بعد ذلك على اقامة جلسة صلح وتم الضغط على المسيحيين للتنازل عن كل المحاضر المقدمة منهم فى المقابل يتعهد كبار اهل القرية بعدم تكرار هذا. لم يعاقب جانى واحد على حرق وتدمير المنازل والمحالات. لم يحصل المسيحيين على اى تعويض. هنا يمكنكم قرأت تفاصيل الحادث من مصدرين مختلفين والتطلاع على الصور الى توثق هذا الحادث. وايضا غيرها من الاحداث. انقر هنا
هنا الحادث من منظمة حقوقية محايدة انقر هنا
مع كل هذا فهناك امثلة مشرفة من أخوة مسلمين أبوا ان يغلقوا اعينهم وأذانهم و تعرفوا على الحقيقة بأنفسه ليس هذا فقط بل بدأوا يتخذوا خطوات أيجابية للدفاع عن المسيحيين اخوتهم فى الوطن الواحد. أذكر هنا مثلا المسلمين والمسيحيين الذين انشئوا جمعية معا ضد التمييز الدينى وهم يقوموا بزيارات ميدانية لمواقع الاحداث الطائفية ويخرجوا تقارير محايدة. اذكر ايضا الدكتور سالم سلام رئيس قسم طب الاطفال بجامعة المنيا الذى قدم أستقالة مسببه بعد ان فشلت كل محاولاته لمساعدة د. ميرا ماهر رءوف ضد تعسف أدارة الجامعة ضدها. كذلك اذكر الموتمر الوطنى ضد التميز الدينى الذى ينظمة مصريين مسلمين ومسيحيين على ارض مصر هذة امثلة مشرفة أفتخر بها وتعطينى الامل فى المستقبل. لكن مازالت هذة الامثلة محدودة جدا لا ستطيع تغير فكر مجتمع بأثرة. وهذا ما نحاول هنا فى هذا الموقع عن طريق أقامة الحوار العقلانى المنطقى ومحاولة تحفيذ الاخوة المسلمين الى محاولة التعرف على ابعاد المشكلة.
أن الحل ليس بالتهوين وترديد كلام الود والمصالحة مع بقاء الوضع على ما هو علية. لا الحل هو ان أصدمك بما يحدث ولكن بكل حب وبدون عنف وبيد ممدودة بالمحبة والرغبة فى النسيان والتسامح على كل ما حدث بشرط ان نبداء فى التغير. وبداية التغير تكون بالتعرف على ما يجب تغيرة والاعتراف ان هناك شئ ما لبد من تغيرة. ان سلاحنا الوحيد هى الكلمة العاقلة المنطقية. بالطبع هناك معاناة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين. ولكن نحن هنا نتحدث عن المعاناة الاضافية التى لا تتوقف عند تعسف وتفرقة واهانة ولكن تصل الى الحرق والسلب والقتل والتغرير بالقاصرات وهذا دون ادنى عقاب. نشكر الله ان القتل والسلب وحرق المنازل والمحال التجارية لم تصل فى انشارها الى مستوى الظاهرة العامة. لكنها موجودة وللاسف هى فى ذيادة وليست فى انحدار.
عزيزى انتم المشكلة وانتم ايضا حلها فنحن نشكوا منكم ولكم. يسعدنى ردكم واستمراركم فى البحث عن الحقيقة و فى الحوار. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|