CET 00:00:00 - 25/04/2009

مساحة رأي

بقلم: عادل عطية
منذ أوصى الله آدم أن يأكل من جميع شجر الجنة إلا شجرة واحدة وحيدة، والشجرة المحرّمة صارت الرمز الأبدي لطمع الإنسان وجشعه، رغم تحذيره: بالموت -الأدبي والمعنوي-!
وهكذا ورث البعض منا: مقوّمات الجشع المؤدي إلى موت إنسانية الإنسان!
وفي ظل وطنية الاغتناء على حساب الآخرين، وشعارالمتاجرين بقوت الناس: "ارفع سعرك يا أخي، فقد مضى عهد القناعة"!.. لن أتحدث عن الأسعار الخيالية خلال الأيام القليلة الماضيات، فكل الاسعار لكل شيء -في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية- في هبوط وتدني إلا في المحروسة، فهي في ارتفاع متزايد، أو هي ثابتة على آخر سعر مؤلم.. وكأننا خارج نطاق هذا العالم، أو أن أسعارنا ذات كرامة تسويقية خاصة!

ولكني أتحدث عن الذين يشاركون في الاحتفاء بالأزمة الإقتصادية المسكونية، في مدينتي الصغيرة، على طريقتهم الخاصة:
ففي مدينة بنها، حيث يستخدم سكانها سيارات: "السوزوكي" في التنقل بين أحيائها، كانت التعريفة موحدة من أول الخط إلى نهايته، ولكن سائقى "السوزوكي"، ابتكروا طريقة شيطانية لتفيذ جشعهم، فقاموا بتقسيم الخط إلى مسافات وكل مسافة بنفس التعريفة، وعلى الذين يريدون الانتقال من أول الخط إلى آخره، أن يدفعوا ثلاث أمثال ما كان يدفعونه قبل عهد الجشع المعاصر!
أنهم لا يقبلون نقل الراكب من أول المسافة إلى طرفها دفعة واحدة، بل ينادون بأنهم سينتهون إلى المسافة الفلانية، فإذا نزل الركاب، نادوا على المسافة التالية، وهكذا حتى المسافة الأخيرة!

والبعض الآخر -بالاتفاق مع زملائه- يجعلك تنزل من سيارته لتصعد إلى سيارة أخرى.. وعلى الراكب أن يكون في صعود وهبوط من سيارة لأخرى في بورصة السائقين الإستغلالية إلى أن يصل إلى محطته النهائية!
وإذا حاولت مناقشتهم فيما يعتنقونه من جشع باهظ، يجيبونك بوقاحة الشر عندما يعلن عن ذاته: وهل أجبرنا أحد على ذلك؟!.. وكأنهم تركوا للركاب الخيار المناسب لهم، وليس سوى دفع التعريفة المضاعفة، وهم صاغرون!
إن هؤلاء الجشعين لا يخافون الله!
ولا يخافون الحكومة!
ولا يخافون الناس!
ولا بد أن يكون هناك رادع قاس لهم ولأمثالهم ممن يشاركونهم القطاف من ثمار شجرة الأنانية الرديئة، يجعل هؤلاء الجشعين أقدر الناس على استيعاب الدرس الأمثل في القناعة، والربح الحلال!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق