CET 00:00:00 - 04/08/2010

مساحة رأي

بقلم: ماري عبده
فتحت احدى الجرائد و وجدت خبر عجيب ... مسلمين المنيا خرجوا فى مظاهرة سلمية تعبيرا منهم على رفضهم لقرارات محافظ المنيا المتعسفة ضد المسيحين و يطالبون المحافظ بالسماح للمسيحين ببناء كنيستهم بعد ان نفذو وعدهم و هدموا الكنيسة القديمة
و تعجبت جدا من هذا الخبر و ظنيت انة خبر كاذب ..لكن اتضح ان الخبر سليم فعلا و وجدتة يذاع فى جميع الاذاعات
 
و ليس هذا فقط بل وجدت شيخ الأزهر يصدر قرار بأن التغرير بالقبطيات بهدف اسلمتهن يجعل اسلامهن باطل و انة تعهد ان يبحث فى اتهامات الأقباط عن وجود مخطط لأسلمة القبطيات  بعد ان كثر الكلام بهذا الشأن و بعد و عودة عدة فتيات يروين انة تم احتجازهن فى شقق للضغط عليهن لأشهار اسلامهن  و شكوة بعض الاهالى من فرار بناتهن بعد اغوائهن من الزواج من مسلمين و اسلامهم بهدف الزواج  و ليس بهدف الدين و انة سوف  ينظر لهذة الاتهامات  ليس بعين النافي لكن بعين الباحث عن الحقيقة و اذا تأكدت اتهامات الأقباط سوف تعاقب هذة الجماعات لانها تسيء الى الاسلام و تشوة سمعتة اكثر من رسوم الدنمارك التى أثارت الأمة الاسلامية بكاملها
 
و اتحدت اجهزة الدولة مع المسلمين للتحقيق فى الامر 
و ما ان فتحت قناة اغابي و سي تي في  وجدت الكنيسة تطلب من الدولة  ان تفتش الاديرة و الكنائس لأنها لا يمكن ان تحتجز اى سيدة دون ارادتها فى اى دير  ولا يمكن ان تجبر اى شخص يريد ترك المسيحية على البقاء مسيحى لان هذا ضد المباديء المسيحية
 و لتبريء الكنيسة ساحتها من تلك الاتهامات  تسمح للدولة تفتيش جميع الكنائس و الأديرة  و ترفض هذة الاتهامات التى تشوة حقيقة الامور و بالفعل فتحت ابوابها للتفتيش
و لم يجدوا ا نساء محتجزات فى الاديرة ولا اسلحة و لا حجرات للتعذيب !!!!! كما يشيع البعض
 
و ظهرت السيدات موضع الحديث  على القنوات الدينية القبطية و روين قصتهن كاملة ليعرف الجميع حقيقة الامور 
و بعدها سمعت ان البابا دعى للأزهر لألقاء عظة من عظاتة مرة كل شهر  تعبيرا من الأزهر عن أحترامهم للمسيحين بصرف النظر عن الأختلافات فى المعتقدات بين المسيحية و الأسلام
 
و  فى المقابل طلب البابا من شيخ الأزهر ان يأتى و يلقى خطبة فى الكاتدرائية المرقسية  اسبوعيا تعبيرا منة على امتنانة و أحترامة لجميع المسلمين
 
و اذ بخبر اخر مفاجيء ان المصلين فى أحد الجوامع ثاروا على الأمام لانة يسب المسيحين فى خطبة الجمعة و رفضوا ان يسمعوا تلك الأسات التى توجة عبر مكبرات الصوت و يسمعها كل مسيحى يسكن بجوار الجامع و مارا من الشارع
لان هذا يجعل المسلم لا يستطيع النظر فى عيني جارة المسيحى الذى سمع شيخ الجامع يسبة و يصفة بالضال و يسب ايمانة و يصفة بالكافر
 
و اذا بالمسيحين فى المقابل يرفضون القنوات الفضائية  التى تسيء الى الأسلام و يثورون عليها لأنهم كما يرفضون ذلك على أنفسهم يرفضونة على الأخرين و يرفضون ان يسمعوا من يجرح المسلمين فى دينهم لان جرح الأنسان فى دينة و ايمانة جرح تفوق الامة اى جرح اخر
 
و فى المقابل يثور المسلمون على القنوات الفضائية التى تبث سمومها  و تحرض على التعصب  ليس التدين و تهين العقيدة المسيحية.... لأن ايمان كل فرد حرية شخصية و لا يصح ان يجرح المسلم اخية المسيحى بمثل هذة الطريقة لأن هذة الأهانات تسيء للأسلام كما تسيء للمسيحية  ....لأن سب و أهانة الاخر لا يرفع من شأن اى طرف بل على العكس
 
و اذا بالأقباط يطلبون من أقباط المهجر التوقف عن تدخلهم  لأنهم يحيون وسط أحبائهم
الذين يخافون عليهم اكثر من جميع منظمات حقوق الانسان  و لانهم اخذو جميع حقوقهم فى محبة المسلمين التى غمرتهم
 
لا يهم قانون دور عبادة موحد ....لا يهم تعين مسيحين فى مناصب تناسب عددهم .....لا نريد برلمان قبطى و لا دفاع اقباط المهجر ...كل هذة الطلبات تلاشت و اضمحلت امام هذة المحبة المفقودة التى عثرنا عليها و غمرتنا و اصبحت أغلى ما نملك
 
كانت هذة الأخبار عجيبة و صادمة و عند سماعها شعرت برجفة عنيفة تهز كيانى و وجت نفسي أضحك و دموعي تسيل من عينى  فى لحظة واحدة
 
و شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل .... سعادة  تفوق اى سعادة شعرت بها طول حياتى
 جميع الكلمات تعجز عن التعبير عن ما شعرت بة بعد سماع تلك الاخبار
 بعد ان فاق المسلمين و المسيحين على ان محبتهم لبعض أقوى من اى خلاف  و اكبر من جميع الأحداث
 
و جلست فى الشرفة  أرتشف القوة كعادتى كل صباح و اذا بي اري الشارع بشكل اخر مختلف تماما عن ما اعتدت ان أراة دائما !!!!!!  برغم انة هو نفس الشارع  بنفس ازدحامة و نفس رصيفة المكسور و نفس المارة و البائعين و الجيران
 
لكنى وجدت كل شيء اجمل و صورتة  مشرقة مبهجة !!!!  لم استاء من صوت جاري العال الذى ينادى على البواب كل صباح لياتى لة بالجريدة و لم انزعج من صوت الات النفير التى كانت تصم اذانى كل صباح
 
لم اعد أستاء من الضجيج و الزحام و التلوث ولا حتى غلاء المعيشة
أصبحت أحتمل كل ذلك لان داخلى امتلىء بالمحبة و الشعرو بالأمان
و اذ بي اشعر بيد توقظنى و تنبهنى ان استيقظ .......فتحت عيناى و نظرت حولى و ادركت ان كل ذلك كان حلم !!!!!!!! يا لة من حلم بدل كيانى 
 
أستيقظت ومازال أثر هذا الحلم الرائع  يسيطر على قلبي و روحى... و داخلى ذلك الأحساس الذى غمرنى بالسعادة و الرضا
 
و اخذت فنجان القوة و خرجت للشرفة  و فى لحظة تلاشى  ذلك الاحساس  الرائع و اذا بي انزعج من الضجيج و التلوث و الزحام مرة اخري ..لان داخلى خاوى لا يشعر بتلك المحبة الرائعة ولا بهذا الأمان الذى يجعلنى أحتمل من اجلة كل شيء
 
 يشتكى الجميع من قسوة الحياة و صعوبتها .... و ربما  الحقيقة ان الحياة ليس بهذة  القسوة ولا الصعوبة  التى نتخيلها و لكن نحن من نجعلها قاسية  صعبة مرهقة  ... بعقولنا المتحجرة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق