CET 00:00:00 - 25/04/2009

المصري افندي

بقلم: مجدي ملاك
في تعديل لبرنامجهم الحزبي الذي طرح في السنوات الأخيرة أصر الإخوان على موقفهم من الأقباط في عدم إمكان توليهم السُلطة والحكم داخل مصر، وهو إصرار لا يمكن تفهمه على الإطلاق ولا يمكن قبوله في نفس الوقت.

كنّا نعتقد أن مراجعة الإخوان سوف تشمل إعادة النظر في تلك القضية التي تنفي صفة المواطنة عن الأقباط وتجعلهم في مصاف الأجانب داخل بلادهم وفي موقف متناقض لذلك الأمر نرى أن قيادي إخواني في الخارج وهو كمال الهلباوي في تصريح له اليوم بالمصري اليوم رفض الفكر الإخواني الخاص برفضهم تولي الأقباط الحكم داخل مصر، وقال حسبما جاء في الجريدة أن إخوان مصر أخطئوا بإصرارهم على استبعاد المرأة والقبطي من رئاسة الدولة.
ورفض الدكتور كمال الهلباوي المتحدث باسم إخوان أوروبا سابقاً استبعاد المرأة والقبطي من رئاسة الدولة، وقال إن مصر ليست الولاية الإسلامية العظمى لذلك لا مانع من أن تتولى امرأة الرئاسة في مصر باعتبار أنها إقليم وليست دولة خلافة، مضيفاً: التاريخ به كثير من الأمثلة التي حكمت فيها نساء دولاً وظهرن أفضل من الرجال، طالب الهلباوي إخوان مصر بضرورة تعديل برنامجهم، بحيث يسمح بتولي القبطي رئاسة مصر قائلاً: "إن الأقباط مواطنون ولهم حقوق يجب عدم إغفالها".

الملفت في تلك التصريحات التي نشرت اليوم أنها صادرة من واحد من قيادات الإخوان السابقة في الخارج، والملفت أيضاً أن توجهات الإخوان المسلمين أنفسهم ليست واحدة وربما تعتمد على الزمان والمكان والظرف، فأغلبية الإخوان الذين يرتبطون بعلاقات مصالح قوية مع الدولة الإيرانية هم أكثر المرددين لتلك الأقاويل وهم أكثر الرافضين لتولي الأقباط لأي من المناصب العليا وليست رئاسة الدولة فقط، وهم بذلك يزرعون ويعمقون الهوية الموجودة داخل المجتمع المصري بين كل من الطرفين لأن مثل تلك التصريحات حتى ولو لم تكن صادرة من الدولة الرسمية إلا أنها تساعد بشكل كبير على تدني النظرة للقبطي في عدم قدرته وعدم جواز توليه تلك المناصب.

إذاًَ نحن لا يجب أن نلتفت إلى الإخوان المسلمين ولا يجب أن نعول على ما يقولونه، فهم لا يمثلون لنا شيئاً حتى نضع له اعتبار في الحكم هل نتولى نحن الأقباط مناصب عليا ومنصب الرئاسة أم لا، ولا يمكن أن يكون برنامجهم الحزبي قائم على تمييز ديني، والمفترض إن لا يقوم حزبهم من الأساسي لأنه يتناقض مع الدستور الذي يساوي بين كافة المواطنين ويمنع التمييز بينهم على أساس الدين أو اللون أو العرق.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق