CET 00:07:03 - 06/08/2010

مساحة رأي

 بقلم: حنا حنا المحامى 

 أولاً: أشكر إدارة الموقع على نشر مقالى السابق "...أعيت من يداويها" 
 وإنى لم أتابع المقال، أو التعليقات على المقال فى حينها لأسباب تخرج كليةً عن إرادتى. وحين قرأت التعليقات بعد أن أُزيل  المقال فى "الحفظ والصون"، تسنى لى طبعًا أن أقرأ التعليقات، ووجدت أنه يتعين الرد على اثنين على الأقل؛ لأنه من الواضح أن أصحابهما من شركاء الوطن المسلمين، ومن ثم يتعين إلقاء الضوء على بعض الحقائق.  وكذلك من الأنسب أن أعلق على باقى التعليقات.
 
 أهم تلك التعليقات هو التعليق رقم (1)، والذى يقول فيه: "هل أمرك كتابك بالإستهزاء بالمحافظ، ووصفه بالحمق والجهل والغباء؟"
 
سيدى الفاضل: أود أولاً أن أشرح لك كيف أن السيد المحافظ يفكّر ويتصرف.
مبنى الكنيسة القديم عبارة عن كنيسة، ومركز للخدمات، ومراحيض للرجال والنساء طبعًا. اشترط السيد المحافظ كتابةً مع نيافة الأنبا "أغابيوس" بإزالة المبنى القديم.  ولإتمام هذه الإزاله ينص العقد على إزالة جزء من السور لا يقل عن عشرة أمتار حتى يشاهد الجمهور مدى تقدم أعمال الإزالة. نعم.. إن السيد المحافظ يشارك الجمهور فى ممسئوليته عن هدم بناء كنيسه.  
 
سيدى الفاضل: هل ترى أن فى هذا الشرط المجحف سلوك سوى وقويم؟ هل المحافظ صاحب السلطة العليا والأولى فى المحافظة يريد أن يشارك الجمهور فى الإزالة؟ وطبعًا المراد بالجمهور هم المسلمون. معنى ذلك أن على المسلمين أن يراقبوا تنفيذ عملية الهدم. سيدى...أنا لا أفترض أنك على مستوى رفيع من الثقافه،  ولكن ألا ترى أن مثل هذا السلوك أو التصرف يحض المسلمين على التعصب وعدم النظر إلى إخوانهم فى الوطن نظرة مساواة؟  معنى ذلك أن الإخوة المسلمين لن يتعاملوا مع المسيحيين معاملة المساواة، ومن ثم تزكى روح الفرقة والتعنت بين المسلمين والمسيحيين، الأمر الذى ينمى بذور الإنقسام والتفرقة بين عنصرى الأمة أو بين أبناء الوطن الواحد.  
 
وإنى أفترض أن السيد المُعلّق على جانب من الثقافة،  ومن ثم...ألا ترى معى أن مثل هذا السلوك من محافظ يحض على الإنقسام وتفتيت وحدة الموطن؟  ألا ترى معى أن مثل هذا المسئول الذى يعمل على انقسام وتفتيت وحدة الوطن مستغلاًَ فى ذلك مركزه وسلطته، يكون جديرًا بهذه السلطة وذلك المركز؟ 
 
سيدى ... اشترط السيد المحافظ أن تُزال كافة المبانى القديمة بما فيها دورات المياة.  وقبل السيد المحافظ أن يصلى بنو وطنه- وهو المسئول عنهم وعن سلامتهم- فى خيمه فى هذا القيظ من أشهر الصيف اللافحة. هل ترى أن من العوامل الإنسانية أن يصلى شريحة من الوطن فى قيظ حارق صيفًا وبرد قارس شتاءً وبدون دورات المياه؟  هلى مثل هذا المحافظ الذى أقسم أنه يؤدى رسالته بالإمانة والشرف يراعى الأمانة الملقاة على عاتقه، والتى أولها أن يساوى بين المواطنين جميعًا، لا فرق بينهم بسبب الدين أو اللون أو الجنس؟
 
سيدى الفاضل...قالوا قديمًا، وبالبلدى: "اللى بيحترم بيحترم نفسه".  وإنى لم أنسب إى شئ فى مقالى خارجًا عن الواقع الأليم الذى يخلو من أى حكمة أو أى عدل.  إن مثل هذا المحافظ يا سيدى يسئ إلى الإسلام قبل أن يسئ إلى الدولة التى تأتمنه على الشعب، وعلى الأمانة الموكولة إليه. 
 
سيدى الفاضل... إذا كان كتابنا المقدس يأمرنا أن نطيع أولى الأمر، فليس معنى ذلك أبدًا أن يُتخذ من تسامح المسيحيين، وكونهم يجنحون للسلم والسلام مطية لإضطهادهم والإساءة إليهم، بذلك نكون قد خرجنا إلى حيز آخر وهو حيز الأخلاق.
 
أما عن كتابى المقدس، فقد أمرنى أن أطيع الله أكثر من الناس. و"الناس" وردت فى الكتاب المقدس عبارة مطلقة خالية من أى شرط أو مركز. ولما كان السيد المحافظ من الناس، فلا يجب طاعته أكثر من الله بأى حال من الأحوال.  والمُلاحظ أن السيد المحافظ يفرض شروط إذعان مجحفة تخلو من أى احترام، أو تقدير لأى مكانة دينية، أو اعتبارات أخلاقية. لذلك ألا ترى معى أنه وضع نفسه فى ذلك الموقف؟ 
 
كذلك  يا سيدى قالوا قديمًا بالبلدى: "اللى بيحترم بيحترم نفسه"،  سيدى...هل من يقوم بالتفرقة، ومن يستغل سلطته للإساءة إلى بنى وطنه يكون محترمًا وجب طاعته؟  سيدى... أترك لك الإجابة.
 
 أخيرًا وليس آخرًا أطلب إليك أن تتثقف من باب العلم فقط، وتقرأ بعضًا من الكتاب المقدس حتى لا تقع فيما وقعت فيه من خطأ.  والله يوفقك وإيانا.
 
المعلق رقم (2):  يقول "لماذا لم يوجد صليب فى عهد المسيح، ولم نسمع أن المسيح لبس صليب أو أحد تلاميذه".
 
سيدى المُعلِّق، الصليب بدأ رمزًا للمسيحية بعد أن صُلب السيد المسيح، ومن ثم لم يكن الصليب معروفًا قبل عملية الصلب.  أما لماذا لم يعرفه التلاميذ فهذا خطأ بيّن.  "بطرس الرسول" كان التلميذ المُقرَّب من السيد المسيح، بعد صعود المسيح قام هو وباقى التلاميذ بالبشارة،  اُضطهد "بطرس" الرسول من الرومان الوثنيين، وقرروا صلبه، وحين بدأوا فى صلبه قال لهم: "لا يجوز أن أُصلب رأسى إلى أعلى مثل سيدى، ولكن أُصلب منكس الرأس إلى أسفل، ورجلاى إلى أعلى".  مرة أخرى ياسيدى المشكلة تكمن فى عدم المعرفة،  أما قيمة الصلب والصليب فقد أبرزتها ببساطة ووضوح فى مقال إلى الإخوة المسلمين، وسأرسله إلى إدارة الموقع إذا أرادوا نشره.  هنا يمكنك أن نلقى بعضًا من الثقافة على المسيحية حتى لا تقع فى خطأ وقع فيه السيد المحافظ.
 
باقى التعليقات:  عزيزى الدكتور "جاك عطالله"... قرأت تعليقك بإمعان، ولنا لقاء قريب إن شاء الله.
 
عزيزى "ابن النعمة": مقالك مفعم بالحب والحكمة اللذان لا يعرفهما إلا المسيحيون الأصلاء.
 
عزيزى المُعلّق رقم (3) أقدِّر غيرتك وشرح وجهة النظر المسيحية التى لا يفهمها من لا يريد أن يفهم.  أما من يريدون الفهم والمعرفة فقد قال الكتاب "المقدس" "فتشوا الكتب"، فهل يعقلون؟
 
 أخيرًا، نرجو من الله أن يفتح بصيرة كل من يريد المعرفة بعيدًا عن روح التعصب والكراهية.
على الأقل من أجل الوطن الغالى..."مصر" أما حياتهم الأبدية فهم فقط المسئولون عنها.
 
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق