CET 00:00:00 - 06/03/2009

بصراحه

بقلم / مجدي ملاك
الكل يتحدث عن زيارة الرئيس المقبلة، الكل يحاول أن يستنتج وأن يحلل وأن يتكهن عن الزيارة المقبلة، الكل يتحدث عن زيارة جمال مبارك لعديد من مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة والمقربة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الحزب الوطني يبدأ في إعداد العدة للزيارة، وزير الخارجية يكلف وفد السفارة في الولايات المتحدة بمحاولة إستخدام كل السبل المتاحة من أجل خروج زيارة الرئيس بسلام هذه المرة، خاصة أن الرئيس مبارك لم يقم بزيارة الولايات المتحدة منذ أربعة سنوات تقريباً.
والجديد القديم في تلك الأحاديث والترتيبات أن الأقباط أصبحوا جزء مهم في تلك الترتيبات، فجميع الجرائد المستقلة منها والحكومية بدأت تلوح لترتيبات مباشرة للحكومة مع أقباط المهجر من أجل عدم تظاهرهم في الخارج بما يساعد على تشويه الصورة المشوه أصلاً، ودارت معظم الكتابات حول ما إذا كان أقباط المهجر سيرضون بما يعرض عليهم من أجل عدم التظاهر وتشويه صورة الرئيس في زيارته القادمة.
وهو ما أعلن الكثير من نشطاء أقباط المهجر رفضهم لتلك المحاولات للمساومة وأن الأمر لا يجب أن يسير في إتجاه مساومة ولكن في إطار خطوات عملية تساعد على تحقيق المطالب الأساسية التي يطالب بها الأقباط منذ وقت بعيد، والجديد أيضاً في تلك الترتيبات أن أقباط المهجر لم تعد قدرتهم متوقفة فقط عند المظاهرات التي لا شك تساهم بدور كبير في إحراج النظام المصري ولكن يمكن التأكيد أن الأقباط قد تعدوا تلك المرحلة لمرحلة التأثير المباشر حيث يوجد العديد من الأقباط في الخارج الذين لهم علاقة مباشرة وقوية بإدارة الرئيس الأمريكي أوباما.

وهو ما بدأت تدركه الخارجية المصرية بقوة في الفترة الأخيرة وهو ما يتوقع المراقبون أن يقوم جمال مبارك في زيارته للولايات المتحدة بالإجتماع ببعض من هؤلاء الأقباط من أجل التحاور المباشر.
الغريب في تعامل الدولة في تلك القضية أنه بدأت تخرج تسريبات من داخل الحزب الوطني نفسه أن الحزب يفعل كل ما يستطيع، وأن هناك حسابات أخرى وتوازنات يجب مراعتها في تحقيق مطالب الأقباط، وفي الحقيقة فأن هذا الكلام لا يجب أن نقبله، لأن ظاهره حسن أما باطنه فلا يمت للحقيقة بشيء، والدولة تفعل ما تفعله ولا تكترث بأحد، وأكبر دليل على هذا الطرح، هو تعامل الحكومة المصرية مع قضية غزة التي فجرت الشارع المصري والإسلامي في جميع الدول العربية ضد مصر، ومع ذلك لم يؤثر هذا على قرار النظام السياسي بعدم فتح معبر رفح إلا للحالات الإنسانية، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب من جماعة الإخوان المسلمين إلا أن ذلك لم يجعل النظام يخضع لتلك الضغوط التي كانت عليه طوال تلك الفترة، ومن ثم محاولة ربط مطالب الأقباط بتوازنات داخلية أمر غير مقبول ولا يصح أن نقبله على الإطلاق بل يجب أن نأخذ تعامل الحكومة المصرية مع قضية غزة كمثال للإستشهاد به في أن النظام السياسي حين يرى أن هناك أمر يريده لا يضع حساب لأي إعتبارات أخرى، ولعل خروج أيمن نور بشكل مفاجيء وغير متوقع هو دليل أخر على أن النظام المصري لا يضع إعتبار لشيء سوى لمصلحته الخاصة وطالما وجد أن مصلحته في تهدئة الأقباط فعليه أن يقدم ما يثبت ذلك بشكل عملي لا من خلال الوعود التي لا تؤخر ولا تقدم.

وإذا كانت الحكومة والنظام السياسي في مصر لا يرى تأثير لأقباط المهجر بشكل عام، فلماذا إذا الخوف منهم، ومحاولة التفاوض معهم قبل زيارة الرئيس المقبلة، الحكومة وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه، واعتقد أنه حان الوقت أن يستخدم أقباط المهجر تصرفات الحكومة في الأزمات المختلفة السابقة لتفويت الفرصة على النظام السياسي بالتحجج بالتوزانات الداخلية، فالمرحلة القادمة تمثل عنق الزجاجة بما يمكن تحقيقه في السنوات القادمة، وإستخدام المهارة السياسية في المساومة والتفاوض أمر إزدادت أهميته وإن لم نستطع جميعنا أن نقدم رؤية واضحة وشاملة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها الساحة السياسية المصرية، فأعتقد أن ما تم تحقيقه خلال السنوات السابقة من مكاسب سوف يتلاشى إذا ما إستطاع النظام المصري تسكين أقباط المهجر.
الأهم الذي يجب أن نلتفت إليه وربما يفوتنا في كثير من الأحيان وحسبما ذكر الاستاذ مجدي خليل في مقال له بجريدي وطني أوضح أن مشكلة الأقباط معروفة، ولا يوجد مركز أو دولة ليس لديها ما يوصف مشاكل الأقباط بشكل دقيق، وهو أمر صحيح ولكن ما ينقصنا من وجهة نظري ليس التوصيف، ولكن إستغلال المراكز الدراسية كمركز الأستاذ مجدي خليل من أجل تقديم رؤية شاملة نكون على إستعداد لتقديمها للحكومة المصرية لتكون بمثابة دليل يسترشد به في التفاوض وبشرط أن يكون هناك شبه إتفاق على هذه الوثيقة، ومنها نستطيع أن نتقدم خطوة فيما يمكن تحقيقه.   

 

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق