CET 00:00:00 - 07/08/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب
أعلن "محمد بديع"- المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة-  من خلال تصريح لأحد الصحف المصرية، عن نية الجماعة ترشيح عدد كبير من المسيحيين على قوائم الجماعة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، والتى ستجرى يوم 29 نوفمبر القادم، وكان للجماعة سابقة قديمة عندما رشحت المفكر القبطى "جمال أسعد" على قوائم الجماعة، وفاز لمدة دورتين متتاليتين.
 
فليس غريبًا أن تعلن الجماعة عن رغبتها ترشيح عدد كبير من المسيحيين، فالجماعة فى الفترة الأخيرة تحاول أن تتقرب من المسيحيين، وبمعنى أدق من الغرب المسيحى عن طريق مسيحيى مصر،  وخاصة بعد تخلى معظم دول العالم وخاصة "الولايات المتحدة الأمريكية" عن دعم الجماعة عكس انتخابات عام 2005، والتى أعلنت خلالها وزيرة خارجية "أمريكا" فى ذلك الوقت "كوندليزا رايس" عن استعداد "الولايات المتحدة" للتعامل مع جماعة الإخوان فى حالة وصولهم للحكم فى "مصر".

وبعد النجاح الساحق للجماعة فى المرحلة الأولى من إنتخابات عام 2005 جاء تخلى الغرب عن الجماعة بعد مواقفها المتشددة من مختلف القضايا الدولية والداخلية بـ"مصر"، وخاصة  فيما يخص دعمها المستمر لحزب الله فى "لبنان"، وحماس فى "فلسطنين"، وإلهاب الشارع المصرى فيما يخص بعض القضايا المصرية، ووقوف الجماعة المستمر لمحاولات تطوير مناهج التعليم وتنقيتها مما يدعو إلى كراهية الآخر، فأردات الجماعة أن تبيِّض وجهها من خلال دعم وترشيح عدد غير مسبوق على حد قول مرشد الجماعة.

 فكان للجماعة مبررها الوجيه، والذى يخدم الجماعة ويحقق مصالحها، دون النظر أو البحث عن مصالح المسيحيين،  ومن يُقدِم على هذه الخطوة من المرشحين المسيحيين لابد أن يدرك الجميع أنه شخص انتهازى ووصولى يريد الحصول على دعم أعضاء الجماعة حتى وإن كان على مصالح إخوانه المسيحيين.

 ومن المعروف أن الجماعة المحظورة تحظى بدعم غالبية الشعب المصرى، بمن فيهم بعض أعضاء الحزب الوطنى نفسه، وليدرك المرشح على قوائم الإخوان أن موقفها معروف للجميع من قضايا الأقباط، وجاء على لسان اثنان من قياداتها الأوَّل، وهو "مهدى عاكف"- المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين- والذى قال: "طظ فى مصر إذا اختلفت مصالح مصر مع أى دولة عربية، وإنه يرحِّب بمسلم ماليزى يحكم "مصر"، ولا يرحِّب بمصرى مسيحي. والثانى هو رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة بمجلس الشعب، والذى قال: إن المسيحيين ليس لهم الحق فى ظل الدولة الإسلامية فى بناء كنائس جديدة فى المدن الجديدة، وعدم ترميم الكنائس القائمة، وما يتهدم من كنائس لا يجب إعادة بنائه، وإنه لا يجوز لمسيحى تولى مركز قيادى وأن يكون مرؤوسوه من المسلمين. فهذا ما أُعلن وما خفى كان أعظم.

 إن كانت الجماعة وهى ترغب فى كسب ود المسيحيين تقول ذلك، فما بالنا بما سيكون بعد وصولهم للحكم- لا قدّر الله- إذا وصلوا للحكم، ولا أعلم إن كان المسيحيون الراغبون فى الترشح على قوائم الجماعة لا يعلمون ذلك، بالطبع هم من المثقفين، والمتابعين للأحداث السياسية،  ويعلمون ذلك جيدًا.

 فالراغبون فى الترشح لمجلس الشعب، أمامهم أكثر من (30) حزبًا سياسيًا شرعيًا، لهم الحق فى الترشح على قوائم أحد هذه الأحزاب،  وأحزاب المعارضة تبحث عن مرشحين جادين فى الترشح.

أما إن كان هؤلاء المرشحون من الباحثين عن مصالحهم الشخصية، فلابد أن يكون لجميع المسيحيين موقفًا منهم، وعدم دعمهم بأى شكل..

 أنا أتعجب، كيف يرفع مرشح مسيحى لافتة "الإسلام هو الحل"؟! فإن فى هذا تحقير من شأن المسيحية والمسيحيين، فأتمنى من جميع الراغبين فى الترشح على قوائم الجماعة المحظورة إعادة النظر فى ذلك؛ حرصًا على مصالح إخوانه المسيحيين، وليشاهدوا البرامج الذى يظهر فيها المرشح القبطى الوحيد الذى ترشّح على قوائم الجماعة، كيف أصبح؟ وكيف أصبحت آرائه التى تتشدد مع المسيحيين بشكل يفوق بعض المتشددين المسلمين؟!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق