قهوة النشاط

بقلم: ماجد سمير
قهوة النشاط هي القهوة النشاط هي من اختراع الراحل خالد الذكر فنان الشعب صلاح جاهين رسم بريشته عدد من الكاريكاتير لا حصر له تناول بشكل ناقد ولاذع أوضاع مختلفة من المجتمع المصري ومعاناته والمشاكل التي تواجهه، فضلاً عن سخريته اللاذعة من الكسل الذي يتميز به عدد من المصريين، وتخيلت أني قمت بزيارة قهوة النشاط في 2009 لمتابعة أحوالها بعد ما يقرب من 23 سنة من رحيل "جاهين" وماذا ستكون أرائهم حول القضايا الحالية.
توجهت فوراً إلى القهوة وجلست ووجدت الناس حالهم أختلف عن أيام قهوة النشاط الخاصة بجاهين منهم من يلعب الطاولة والدموينو ومنهم من يدردش مع بعض الأصدقاء أيام كاريكاتير قنانا الراحل كانت الكسل هو العامل الأساسي لدرجة أن الجرسون كان يقوم بمساعدة الناس على شرب الطلبات أو يقوم بنفسه برمي الزهر لأن الزبون لا موأخذة مكسل، الناس الآن أكثر حيوية ولديهم حماس شديد لكن في لعب الطاولة والدومينو.

طلبت واحد شاي باللبن مشروبي المفضل وبدأت اسمع الأحاديث المحيطة بي فوجدت على الترابيزة المجاورة لي بعض الأشخاص يتحدثون عن حزب الله فقال واحد منهم أن حسن نصر الله من المفترض أن لا يعامل كعدو فهو الوحيد الذي يواجه إسرائيل، وأن ما يحدث من مصر تجاهه مؤامرة إسرائيلية من أجل الوقيعة بينه وبين مصر، فقاطعه من زميله وقال مؤامرة إيه يا عم أنت... دة أنت ناقص تقول لي إن لو الإسماعيلي فاز بالدوري تبقى مؤامرة من إسرائيل علشان معظم المصريين أهلاوية وإسرائيل عايزة تنكد عليهم!! رد الأول يا بني ماتهزرش اللي بقول له دة صح.

ودار الحوار بينهما حول هذا الإطار، أحسست أن الأمور مهما تغيرت لن يتغير حال المصريين كثيراً المشكلة في تغلغل الاعتقاد في نظرية المؤامرة بشكل سيء جداً، فكل المشاكل التي نواجهها لا دخل لنا بها لأنها تأتي لنا من الخارج ونحن مجرد ضحايا لا ذنب لنا في تخلفنا وجهلنا وتدني مستوى الصحة والتعليم والصناعة والتجارة والتصدير لأن الغرب الكافر المشرك الذي لا يكل ولا يمل أبداً من تدبير المؤامرات علينا وعلى ثقافتنا!!
فجأة صرخ صاحب نظرية تدخل إسرائيل من أجل الوقيعة بين حسن نصر الله ومصر وقال لزميلة أنت بتقرص الزهر، فقال له الثاني دي حرفنة يا باشا واشتد النقاش وكادا أن يشتيكا لكن الله سلم.

طلبت الحساب وتركت القهوة وخاطر يزن في عقلي بشكل يشبه الدبور ربما أصبحنا أكثر نشاطاً عن زمن صلاح جاهين حسب ما صوّره لنا بالكاريكاتير ولكن حتى الآن نعاني من أزمة المؤامرة ولم يدرك الشعب أبداً في يوم أن نظرية  المؤامرة وإسقاط مشاكلنا على الآخر هي مؤامرة حكومية.
ولكن السؤال الملح الذي يحتاج جواب هل توجد علاقة بين قرص الزهر وحسن نصر الله أم أن الأمر سيكون كالعادة مؤامرة من إسرائيل للفوز بعشرة الطاولة وحرمان مصر من الفوز ببطولة الطاولة لقهوة النشاط.