CET 00:00:00 - 08/08/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: مرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
"انظر، فليس هناك من طبقة غير محكومة، أما العاِلم فقط فهو الذي يحكم نفسه".. هذا قول لأحد الحكماء يدلل على أن المصريين القدماء اهتموا بالتعليم والبحث العلمى والمعرفة إلى الدرجة التى جعلته الطريق الوحيد للوصول إلى أعلى درجات التقدم والرقى، وهناك العديد من المصادر التى تثبت أهمية التعليم عند قدماء المصريين، منها ما كتبه الكُتّاب الإغريق والرومان، مثل "هيرودوت"، الذي زار "مصر" فى أيام حكم الفرس، و"أفلاطون"، و"ديودور الصقلي"، وغيرهم كثيرين. ومنها ما خلّفته لنا النقوش الموجودة على الآثار المصرية، على رغم من صعوبة بحثها ودراستها.

مصادر التربية والتعليم فى مصر القديمة
وعن هذا  يُحدِّثنا الأستاذ الدكتور "عبد الحليم نور الدين"- أستاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، ومستشار مكتبة الإسكندرية- قائلاً: هناك كان للتعليم الاهمية الاولى في مصر القديمةالعديد من مصادر التربية والتعليم فى "مصر" القديمة، منها تراجم الأفراد، والتى يُستدل منها على معلومات قيمة تتصل بالنظام المدرسي، ومراحل الدراسة، وحياة التلاميذ. كما يوجد نصائح الشيوخ والحكماء وتعاليمهم، مثل تعاليم ونصائح "بتاح-حتـب وكاجمني" في الدولة القديمة، ووصية الملك "أمنمحات"- مؤسس الأسرة الثانية عشرة لابنه "سنوسرت الأول "، أما الكتب المنسوخة فتصور مناهج الدراسة وموادها، وطرق التدريس، ووسائل التأديب متل "كتـاب كمـت "، والذى عثر عليه من عصر الدولة الوسطى، وهو من أوائل الكتب المدرسية التى تضم أصول التربية والتعليم ومبادئ المعرفة، هذا إلى جانب العديد من المصادر الأخرى مثل التراث الأدبى من قصص شعبية وغير شعبية، والتى يُستدل منها على أهمية الثقافة والتعليم، هذا بالإضافة إلى البرديات، ومنها بردية "ريند"  الرياضية،  والتى توجد بالمتحف البريطاني، والتى تؤكد على أن المصرى القديم اهتم بتعليم النشء عمليات الحساب وجمع الضرائب والهندسة. والبرديات الطبية التى تحتوى على مادة تعليمية عن العديد من الأمراض، وطرق تشخيصها، وعلاجها.

التعليم لتحسين حالة الفرد الإجتماعية والإقتصادية
وأشار الأستاذ الدكتور "عبد الحليم نور الدين" إلى أنه فى "مصر" القديمة كان التعليم فى البيوت شائعًا جدًا، حيث كان الآباء يعلّمون أولادهم، ويدربونهم على إتقان مهنتهم، أما الملوك فقد استعانوا فى تعليم أبنائهم وبناتهم بمؤدبين مختصين،  ثم تطور الأمر، وبدأ النبلاء والملوك يعلمون أولادهم فى فصول، كما كان للمصالح وإدارات الحكومة مدارسها الخاصة، أما المعابد ففُتحت بها مدارس عرفت باسم "بيت الحياة"، ولم يتلق التعليم المدرسي سوى الصبيان المزمع تعيينهم كهنة، أو في المناصب الإدارية المدنية؛ وذلك لتوفير الموظفين اللازمين لأعمال الدولة، بالإضافة إلى تحسين حالة الفرد الإجتماعية والإقتصادية.

توافر جميع مقومات الحركة العلمية التعليم هو القيمة الوحيدة للرقى والتقدم
وأكد "نور الدين" أنه قد توافرت فى "مصر" القديمة جميع مقومات الحركة العلمية من اختراع الكتابة، والتعليم، واكتساب المعارف في الآداب وفي فروع العلم المختلفة. وليس هناك من شاهد على مدى إزدهار الحركة العلمية في "مصر" أكثر من تلك الإبداعات والآثار التي تركها المصري القديم على أرض "مصر"، مشيرًا إلى أن ما نعرفه عن المدارس ودور الكتب ومراكز البحث العلمي، يكفى للتدليل على مدى إزدهار الحركة التعليمية، وعلى مدى تقدم المصريين في العلوم مثل علم الأرض، والكيمياء، والفلك، والطب، والحساب، والهندسة، والعمارة.

قدماء المصريين أول من عرفوا المكتبات
وذكر "نور الدين" أن القدماء المصريين عرفوا المكتبات، وأطلقوا عليها عدة أسماء، منها: "دار الكتب"، و"دار الكتب المقدسة"، و"إدارة الكتابة"، و"ديوان الكتابة"، وهذه الأماكن معنية بحفظ الكتب والإطلاع عليها، كما عرفوا "الأرشـيف"، و "دار الوثـائـق"، ومنها ما كان مُلحقًا بالقصر الملكي، وهو ما يؤكد أن "مصر" عرفت المكتبات قبل اليونانيين، وإلى جانب دور الكتب التي كانت تتضمنها المعابد كانت هناك "دار الحياة"، والتي كانت بمثابة مركز للبحث العلمي يجري فيها البحث في مجالات العلوم الدينية والدنيوية مثل الفلك، والطب، والعقاقير، والهندسة، وغيرها.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق