محكمة هولندية أجبرته على إخفاء "الصليب"
أقرت محكمة الاستئناف في أمستردام حكماً سابقاً لصالح شركة المواصلات البلدية في العاصمة الهولندية، ويسمح الحكم للشركة بأن تمنع العاملين في وسائل النقل التابعة لها من ارتداء الصليب بشكل ظاهر للعيان.
وجاء الحكم في قضية رفعها قاطع التذاكر عزت عزيز (مايكل عزيز)، وهو مواطن هولندي من أصل مصري، بعد أن تم إيقافه مؤقتاً عن العمل في العام الماضي بسبب رفضه خلع قلادة تحمل صليباً في أوقات العمل الرسمي.
من جهته توجّه عزيز إلى محكمة القضاء الهولندي، معتبراً أنه ليس من العدل ولا من الإنصاف أن يمنعه أحد من ارتداء قلادة تحمل رمزاً دينياً أثناء العمل، بينما تسمح الشركة في نفس الوقت للعاملات المسلمات بارتداء غطاء الرأس. ما اعتبره عزيز تميزاً على أساس الدين والمعتقد، قائلاً إن غطاء الرأس هو رمز ديني أيضاً.
مقابلة صحافية مع مايكل عزيز
وفي مقابلة صحافية مع المواطن الهولندي عزيز أكد قائلاً "لم ينظر القاضي (الابتدائي) إلى مسألة المعاملة المتساوية تجاه ديانتين في شركة واحدة، بل اكتفى بالنظر إلى حق رب العمل في وضع قواعد العمل الرسمي".
وعن مجريات المحكمة قال: هذا لم يكن موضوع شكواي أنا لا أتحدث عن القلادة وحدها بل أتحدث عن الصليب, فهناك عاملون من ديانتين أخريين في الشركة، فلماذا يسمح لأتباع إحدى الديانتين، في إشارة إلى المسلمين، بكل شيء، ولا يسمح بشيء لأتباع الديانة الأخرى (المسيحية), لذلك قررت استئناف الحكم لأنني حقيقة الأمر غير مقتنع برأي المحكمة".
في متناول الصحافة الغربية
وفي لقاء مع الصحافة الغربية حاول عزيز أن يبين وجهة نظره من الموضوع في الدفاع عن حقه حيث قال: لدينا في الديانة المسحية حق ارتداء الصليب فوق القلب وعلى القلب ولا يكون إلا في هذا المحل لأننا يجب أن نظهر هويتنا واعتقادنا بالمسيح, لن أعتمد على المحامين أو المحاكم بعد أن أذهلني حكم القاضي بخلع القلادة التي تحتوي على صليب سأتوجه إلى الجمعيات الإنسانية كي أبث شكواي ولينظر بها من يعرف قيمة ما أتحدث عنه.
وتابع عزيز: الصليب يظهر حب المسيح, القاضي لم ينظر إلى هذه النقطة ونظر إلى اللوائح الخاصة بالشركة، ولم ينظر إلى الصليب على أنه إظهار للعقيدة الحقيقية.
واستطرد قائلاً: "سألجأ إلى جهات أخرى ولن أفصح عنها الآن لكن في نيتي أن أصعّد القضية إلى البرلمان الهولندي للنظر في قضيتي التي تعبر عن انتمائي ولا تخرق قواعد الشركة التي أعمل معها".
رأي المحكمة
لكن بحسب رأي المحكمة فليس هناك أي تمييز، فالقضية تتعلق بتعليمات موحّدة بخصوص المظهر الخارجي، إذ يُمنع الجميع من ارتداء القلادة فوق بدلة العمل الرسمي.
يُذكر أن شركة المواصلات البلدية في أمستردام تستند إلى قاعدة عامة تطبقها على جميع المنتسبين إليها وهي: لا يُسمح بارتداء القلائد بشكل ظاهر فوق الزي الرسمي لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.
أما غطاء الرأس الذي ترتديه بعض الموظفات المسلمات فلا يتعارض مع قواعد الشركة، بشرط أن يظهر عليه شعار الشركة. وتقول الشركة المملوكة لبلدية أمستردام إنه بوسع السيد عزت عزيز أن يعبر عن انتمائه الديني من خلال خاتم في إصبعه أو قرط يوضع في الأذنين يحمل علامة الصليب.
لستُ في بلد ديمقراطي
واختتم المواطن مايكل عزيز حديثه باستنكار قائلاً: "هولندا بلد ديمقراطي. إنه أمر غير منطقي أن يسمح بالتعبير عن الانتماء إلى ديانة معينة دون غيرها. أشعر بأنني أغلي من الداخل.. يبدو أنني لا أعيش في بلد ديمقراطي، بل في أحد بلدان العالم الثالث التي يعاني الناس فيها الظلم والتعسف".
ومن الجدير بالذكر أن عزيز سيضطر إلى إخفاء الصليب تحت القميص، فهو لا يريد أن يخسر عمله الذي لا يستطيع الآن العثور على غيره لقوله: "أنا رجل كبير في السن وعمري تجاوز 57 عاماً, ولا أعرف ماذا أفعل لو تركت هذه الوظيفة". |