بقلم: أنور عصمت السادات
تعود نسمات الخير من جديد؛ فقد أقبل علينا "شهر رمضان" المعظم بخيره ويمنه وبركاته، ودائمـًا أدعو بأن يكون شهر خير ونماء، فيه صلاح لما فسد وتثبيت لما اختل وتعديل لما ناله الاعوجاج من أحوال المسلمين، لذا فإنني أرى أن الفرصة تبدو سانحة أمام الجميع ليتصفح كل منا أعماله؛ فإن وجد خيرًا فليشكر، وإن وجد غير ذلك فليعقد النية بأن يصير حاله للأفضل، وأن يتسامح الجميع.. حكومةً وشعبـًا؛ مسلمين وأقباطـًا؛ أباءًا وأبناءًا.
كما أتمنى أن تعم المودة فيحب الجار جاره، ويحس البعض بما يؤلم البعض، ويشعر المسؤولون بالفقراء ومحدودي الدخل، ويحاولوا التخفيف عن كاهل الأسر المصرية؛ ليواجهوا أعباء الحياة ويتواصلوا مع الشعب، خاصة الشباب.. ليعرفوا آرائه ومقترحاته بدلاً من أن يتجه أحدهم للإدمان أو الانحراف، وإيجاد فرص عمل للحد من البطالة ومشكلاتها، بما يؤمن حياة كريمة للشعب بأكمله.
كما أرجو أن يكون هذا الشهر خصيصًا مغنمـًا للطاعات والقرآن والعودة لتعاليم الدين الإسلامي وسلوكياته.
كما أرجو أن يتقن الجميع عمله، التاجر في متجره والصانع في مصنعه، المعلم في مدرسته والطبيب في عيادته أو مستشفاه، العالِم في معمله والمهندس في أبنيته وتصميماته من أجل نهضة ورقيها.
نهايةً... إن كنا قد أصبحنا أمة افتقدت الأعمال العظيمة التي تصنع مجدها وصارت تخترع الحجج الواهية لتتلهى بها؛ فإنني ما زلت ألتمس يقظة لضمير القائمين على أمن ورقي هذا البلد؛ فينحوا الأهواء والمصالح الشخصية، وكذلك الوساطة والمحسوبية جانبـًا بما يدعم العدالة وتكافؤ الفرص، فتُمحى الطبقية وتبعاتها ونشهد معـًا إصلاحـًا يعقبه تنمية؛ فلن يتغير أبدًا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
وكل عام وأنتم بخير. |