CET 00:00:00 - 09/08/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
 برغم التصريحات القاطعة التي يطلقها الحزب الوطني الديمقراطي في مصر، وخاصة من قياداته العليا، وبرغم رفض الدكتور "فتحي سرور" -رئيس مجلس الشعب- رفضًا باتـًا وقاطعـًا لنظام "الكوتة" لتمثيل الأقباط في المجالس النيابية والتشريعية، على اعتبار أن نظام الكوتة من وجهة نظر الحزب ورئيس مجلس الشعب يكرس التمييز الطائفي بين أبناء المجتمع المصري، إلا أن الحزب الوطني لم يوْجد للآن بديلاً يسمح بترشيح الأقباط، وضمان نجاحهم في المجالس النيابية والتشريعية والمحلية!!

 وهذه مفارقة عجيبة أن ينادي حزب كبير كالحزب الوطني ومسؤول كبير بالبرلمان المصري وهو الدكتور "سرور" برفض نظام الكوتة، دون أن يقولوا للعالم وللشعب المصري عن البديل المناسب!!

 ففي ظل الواضع الراهن فالأقباط محاصرون ومهمشون سياسيـًا وبدعم حكومي؛ لأن الحزب الذي يرفض الكوتة على اعتبار أنها تكرس الطائفية والتمييز بين المصريين.. هو نفسه الحزب الذي بمارس الطائفية الشديدة ضد الأقباط في هذا الأمر، فأين البديل؟؟

 وهل مكتوب على الأقباط أن يعيشوا مهمشين وبلا وزن سياسي في وطنهم؟! وماذا يضير الحزب الوطني الحاكم من إيجاد آلية مناسبة وفعّالة تسمح بترشيح الأقباط في الانتخابات؟؟ وتضمن في ذات الوقت نجاحهم؟! خاصة وأن أقباط مصر مواطنون مصريون يجب أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنة الكاملة وغير المنقوصة.

 ومن هنا فإنني أرى أن نظام القوائم النسبية هو النظام الأنسب الذي يسمح بتمثيل الأقباط على قوائم الحزب الوطني.. ويضمن نجاحهم أيضًا، وأطالب الرئيس المصري "محمد حسني مبارك"، وقيادات حزبه بأن يتخذوا زمام المبادرة في تبني نظام القائمة النسبية في الانتخابات القادمة... هذا إن كان الحزب الوطني جادًا في الأخذ بيد أقباط مصر نحو المشاركة، وإن كان الحزب حريصًا على إعمال مادة المواطنة التي أرساها رئيس الحزب الوطني نفسه الرئيس "مبارك" في المادة الأولى من الدستور.

 وأظن أن هذه الخطوة مهما كانت نتائجها فإن إيجابياتها لمصر ستكون أكثر من سلبياتها، وستُخرج الأقباط من النفق المظلم الذي وضعهم الحزب الوطني فيه منذ أمدٍ بعيد، وسوابق الحزب تؤكد على أن الحزب الوطني الحاكم كثيرًا ما منع أقباطـًا من الترشيح في الانتخابات من المنبع، وأنه كثيرًا ما أطاح بأقباط في اللحظات الأخيرة بعدما رشحوا أنفسهم.

 وبالتالي فإن تبني الحزب الوطني الحاكم لنظام القوائم النسبية سيعتبر بداية جدية وجيدة لكي يكفر الحزب عن أخطائه السياسية تجاه أقباط مصر، وبداية جيدة أيضًا تسمح بعدم حرمان مصر من الكفاءات القبطية المهمشة، والتي ستعود مشاركتها بالنفع على مصلحة مصر كلها بشكل عام، فهل يستجيب الرئيس وقيادات حزبه لهذا المطلب؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق