عقد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، الاثنين مؤتمرا صحفيا مطوَّلا قدَّم خلاله ما اعتبرها قرائن تشير إلى تورُّط إسرائيل باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في سيارة مفخخة عام 2005.
فقبل أن يجيب على أسئلة الصحفيين في المؤتمر المباشر الذي نُقل الاثنين عبر دارة تلفزيونية، قدم نصر الله عرضا استمر لأكثر من ساعتين ونصف وشمل مشاهد ولقطات فيديو عديدة لما قال عنه تصويرا من قبل طائرات استطلاع إسرائيلية للطرقات والمسارات التي كان يسلكها موكب الحريري وشخصيات لبنانية أخرى، بالإضافة إلى أماكن سكناهم وتواجدهم في أمكنة وأزمنة مختلفة ومن زوايا وجهات متنوعة.
أماكن تواجد الحريري
وركزت اللقطات على تصوير قصور الحريري في قريطم واستراحته في منطقة فقرا الاصطيافية، بالإضافة إلى قصر الحكومة في بيروت ومقر سكن أفراد أسرة الحريري في صيدا، ومنطقة فندق سان جورج التي وقع فيها حادث اغتيال الحريري.
وقال نصر الله إن اللقطات التي حصل عليها عناصر وكوادر حزبه عبر تمكنهم من اعتراض بث طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أثناء رصدها للأجواء اللبنانية، ومن ملفات التحقيقات مع عملاء إسرائيل في لبنان، تشير إلى أن إسرائيل كانت تترصد وتراقب تحركات الحريري بدقة، لا سيما وأن تلك المناطق التي جرت مراقبتها لا تحتوي على أي مبان أو أهداف تابعة لحزب الله أو أنصاره
سنبقي بعض ما عندنا لزمن آخر
كما تحدث نصر الله للمرة الولى عن تواجد طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز "إيواكس" فوق منطقة فندق سان جورج قُبيل ساعات من اغتيال الحريري، بالإضافة إلى رصد تحركات للطيران الحربي الإسرائيلي فوق الأجواء اللبنانيية قبل وأثناء عملية اغتيال الحريري.
"قرائن لا أدلَّة"
لكن نصر الله أقر بأن ما قدمه من لقطات وقرائن لا تشكل بحد ذاتها أدلة قطعية ودامغة على تورط إسرائيل الفعلي بعملية اغتيال الحريري، لكنَّها قد تفتح الباب واسعا أمام أي جهة تريد أن تجري تحقيقا نزيها وجديا بتلك الحادثة التي هزَّت لبنان والمنطقة.
عرض نصر الله مشاهد ولقطات فيديو عديدة لما قال عنه تصويرا من قبل طائرات استطلاع إسرائيلية للطرقات والمسارات التي كان يسلكها موكب الحريري قُبيل اغتياله.
وكشف نصر الله أن عملاء إسرائيل في لبنان قاموا برصد محيط منزل الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، والطريق الذي يربط بين مقره والشريط البحري.
يخت قهوجي
وقال أيضا إن عملاء إسرائيل رصدوا تحركات قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، وحاولوا جمع معلومات تتعلق باليخت الذي يملكه، والذي يرسو في مرفأ بيروت.
كما كشف زعيم حزب الله أن الرئيس السوري بشار الأسد كشف له أن قائدا عربيا قال له ذات مرة إن الأمريكيين أكدوا له أنهم لا يمانعون في بقاء القوات السورية في لبنان، حتى وإن توغلت جنوبا باتجاه الحدود الإسرائيلية مع لبنان، شريطة نزع سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية في لبنان.
يُشار إلى أن نصر الله كان قد وعد في كلمة ألقاها قبل أيام بتقديم "أدلة قاطعة" عن دور إسرائيل باغتيال الحريري، لكن مؤتمره الصحفي الاثنين خلا من مثل تلك "الأدلة القطعية".
"معطيات أخرى"
إلاَّ أن نصر الله قال إنه يملك "معطيات أخرى" لم يكشف عنها خلال مؤتمر الاثنين، قائلا: "سنبقي بعض ما عندنا لزمن آخر".
كان نصر الله قد وعد في كلمة ألقاها قبل أيام بتقديم "أدلة قاطعة" عن دور إسرائيل باغتيال الحريري، لكن مؤتمره الصحفي الاثنين خلا من مثل تلك "الأدلة القطعية".
ورأى بعض المراقبين أنه ربما كان لزيارة التهدئة التي قام بها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بصحبة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى لبنان مؤخرا أثر بتخفيف حدة لهجة نصر الله حيال المحكمة الدولية بحادثة اغتيال الحريري، أو حتى بمستوى ونوعية المعلومات والقرائن التي أماط عنها اللثام خلال مؤتمره الصحفي الاثنين.
ردود فعل
وتقول مراسلتنا في بيروت ندى عبد الصمد إنه ويتوقع ان يثير كلام نصر الله ردود فعل عدة.
وفي هذا الاطار قال الياس الزغبي أحد الناشطين في قوى الرابع عشر من اذار إن ما قدمه نصر الله هو مجرد "مرافعة سياسية وإعلامية لم تكن ناجحة كليا لأنها لم تستند إلى ما كان وعد نصر لله به".
وأشار إلى أن ما أعلن عن تقديم أدلة ستشكل انقلابا في مسار التحقيق "لم يكن سوى سياحة اعلامية فوق لبنان".
أما سقف التصريحات فلا يتوقع ان يتخطى حدود التهدئة التى كانت نتيجة التحرك السوري السعودي تجاه لبنان والتى قال نصر الله انه ملتزم بها
هذا وقد لوحظ تكثيف نصر الله لإطلالاته الإعلامية ولأحاديثه ومؤتمراته الصحفية خلال الفترة الأخيرة، وذلك في مؤشر على محاولات حزب الله الدؤوبة لكي يدرأ عن نفسه بشكل مسبق أي آثار قدر يتركها عليه صدور قرار ظني يُحتمل صدوره قريبا ويُتوقع أن يربط بين بعض عناصر الحزب واغتيال الحريري. |