CET 00:00:00 - 11/08/2010

مساحة رأي

بقلم : نصر القوصى
حينما  أوكلت  القيادة السياسية  مسئولية  الأقصر الى الدكتور سمير فرج ظلت المدينة عاما كاملا  لا  توجد  فيها حركة هدم أوبناء 
وحينما يقوم أى عضو  مجلس محلى أو شخصية مسئولة أو صحفى   بتوجيه تسأل  لمحافظ الأقصر  لماذا لم يطرأ على الأقصر أى تغيير طيلة هذا العام فيأتى رد الدكتور سمير فرج   سريعا   بأن هناك خطة موسعة توضع لمدينة الأقصر  أطلق عليها الماستر بلان 

والماستر بلان علميا هو الوثيقة  الرئيسية المدروسة وفق منهج واضح   لتطوير  منطقة أو مدينة حتى فترة زمنية محددة    وبمجرد أن تم وضع خطة تطوير الأقصر  والتى وضعت فى وقت قياسى خرج الدكتور سمير فرج علينا شارحا لنا الماستر بلان وخطواته  وكان هذا شفهيا  ولكن  أثناء التنفيذ حدث شيئا آخر ففجأة أصبح الماستر بلان  هذا مرن جدا جدا جدا لدرجة  أنه تم تغيير خطط بأكملها  فيه  فعلا سبيل المثال وليس الحصر منطقة السوق السياحى

   أكد الدكتور سمير فرج بأنه سوف يتم عمل مول سياحى  ضخم يتم  وضع أصحاب بازارات السوق السياحى الحاليين  بجانب أنشاء  بازارات جديدة ولكن شيىء من هذا لم يحدث فقد تم تغيير  خطة المنطقة  بأكملها   بعد هدم قصر ثقافة الأقصر حيث  تم عرض المنطقة  بأكملها للأستثمار السياحى من قبل أحد رجال الأعمال  على أن يتم نقل البازارت   الموجودة  منذ أكثر من أربعين عاما الى  السوق  الموجود خلف   فندق وينا  الأقصر   ثم  تم تغير الماستر بلان مرة أخرى وأصبحت الخطة أزالة  المنطقة  لتصبح  بانوراما لمعبد الأقصر أكثر من أربعة ألاف متر تصبح بانوراما لمعبد الأقصر

  فأين الماستر بلان الذى يفتخر به الدكتور سمير فرج  أن  الأقصر تدخل حاليا  فى متاهة   ضبابية غامضة وهى بداية تطبيق هذا الماستر بلان والذى يشتمل على خطة لعدة مشروعات  هدفها المعلن تطوير الأقصر حتى عام 2030 حيث تندر علماء تخطيط المدن عالميا ومحليا على هذا المسخ المرتجل ويؤكدون أستحالة  أن تقوم حتى مجموعة من العباقرة  بوضع هذا التصور  فى مثل هذا الزمن الوجيز والذى أعلن  فيه عن هذا الماستر المزعوم 

ويشيرون الى أن تحقيق مثل هذا الهدف  يحتاج الى عدة سنوات وليس أياما  ويقتضى  توفير قاعدة بيانات على أعلى مستوى من الدقة  وعلى  أن تتضافر على دراسته مجموعات من العلماء كل فى كل أختصاصها السكانى  أو الأجتماعى  أو  الأقتصادى أو التراثى  وهذا كله بالطبع لم يحدث  والذى يدور  فى هذا المجال عن الشأن الأقصرى  لا يعدو ألا  أن يكون أشياء  قد تخيلها الدكتور سمير فرج  فى منامه وأستيقظ ليطبقها فى صباح اليوم التالى

 اما  الكارثة الثانية  وهو الأعداد  حاليا لزرع كتلة سكانية  جديدة بمنطقة  شرق الأقصر وهى مكتظة بالسكان حاليا ومرافقها فى مجال الصرف الصحى  والمياه والطرق  والكهرباء  تكاد تكون منهاره  فكيف بالله نضيف الى هذا التكدس  السكانى  الرهيب  مصيبة سكانية أخرى تزيد أمر  المرافق سوءا وأنفجارا

وأذا سألت أين تقع هذه الكتلة السكنية  يقولون لك  بأن الماستر بلان أستطاع الأعداد لنزع 500 فدان أرض زراعية شرق الأقصر لأقامة هذه الكتلة السكانية  الجديدة عليها

وهنا يظهر فداحة  هذا المخطط الأعمى نزع 500 فدان أرض زراعية مرة ثانية  بعد نزع 500 فدان  من أرضى قرية المريس لأقامة مرسى جديد عليها ما أعظم هذه الكارثة  وما أشد هذه العواصف  السوداء والتى تدمر فى طريقها كل شيىء
فهيئة الأنماء العالمى والتى تتبع الأمم المتحدة تواجدت فى الأقصر لأكثر من سنتين فى نهاية العقد الأخير من القرن الماضى وأنتهت دراستها الموثقة فى جميع مجالات التطوير للمنطقة أن مستقبل الأقصر يكمن فى أستثمار الظهير الصحراوى الشرقى  وهناك تتكامل مفردات التطوير على أوسع مجالاتها دونما مشاكل تعترض الأنطلاق المستقبلى لمدينة الأقصر الجديدة  فلماذا يصرف النظر  حاليا عن هذه الدراسات  الموثقة  عالميا وما هو السبب الرئيسى فى أغفال  النظر عن الأتجاه شرقا

ولماذا الأندفاع  بدون  تروى لنزع أرضى  زراعية  بأحواض  الأقصر  تحرم المواطنين  من  أنتاجهم  الزراعى  وتجعلهم يتسولونها من مناطق بعيدة عنهم  ويزيد الأمر صعوبة  أن  نزع أراضى  هذه المنطقة  سوف يحرم  جميع الفنادق فى الأقصر  بمختلف  دراجاتها من حاجتها  من الأنتاج الزراعى  المتمثل فى الخضروات  والفاكهة وهو الأمر  الذى سينعكس تبعا لذلك  على أسعار الأشغال  الفندقى  وهو  ما تناضل وزارة السياحة من أجل السيطرة  عليه نظرا لما تواجهه السياحة المصرية من منافسة  فى مجال معركة الأسعار فى السوق العالمية  لو أن الماستر بلان  والذى يطنطنون بأهميته  صباحا  ومساءا فيه  ذرة  من دراسة  علمية  لما تم على أرضى الواقع ما نراه حاليا من شطط  فى التفكير  وتجاوزات  وعبث  تتحمل  الأجيال القادمة نتائجها  الصادمة ورياحها العاصفة المدمرة

أن الدكتور سمير فرج حينما قام ببناء سوق سافوى السياحى أكد أنه سوف يتم وضع سلم كهربائى  لصعود السائحين الى الدور الثالث وكأن هذا السلم موجود بالماستر بلان  فلم  يتم   ولم يجد أصحاب  بازارات  الدور الثالث  حل أمامهم  سوى أغلاق  بازاراتهم   لعدم مقدرة السائح الصعود الى الدور الثالث

و حينما قام الدكتور سمير فرج  ببناء خطة تطوير الكرنك أكد فى الماستر بلان  بأنه سوف يتم أظهار  ساحة معبد الكرنك وسوف يتم أزالة كافة التعديات التى تحجب  رؤية معبد حتشبسوت   الموجود بالبر الغربى  لجموع السائحين الخارجين من معبد الكرنك الموجود بالبر الشرقى  وبعد  أن قام بأزالة البيت الفرنسى ومبنى الصوت والضوء وبعضى الكافتيريات  لأظهار ساحة معبد الكرنك ولكن للأسف أول من أنتهك ساحة معبد الكرنك هو الدكتو سمير فرج نفسه  حيث قام ببناء مئات البازارات السياحية  على هيئة كتل  خرسانية ضخمة  أستطاعت  أن تحجب رؤية معبد الكرنك على الرغم من عدم وجود هذه البازارات فى الماستر بلان المشئوم على أهالى الأقصر  كما قام  بأنشاء  مرسى سياحى أيضا  يحجب رؤية معبد  الكرنك ولم يكن أيضا موجود فى الماستر بلان 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق