CET 07:44:36 - 11/08/2010

صحافة نت

العربية.نت - كتب:كمال قبيسي

اعلان يجوب شوارع نيويورك بمسجد تحترق بجواره أعلى الناطحاتمسجد بلا مأذنة

وافقت هيئة المرور في نيويورك على اعلان مثير للجدل سيتم تثبيته في الأيام القليلة المقبلة على معظم الحافلات العامة بالمدينة، ويظهر فيه مسجد تمر بقربه طائرة مدنية تتوجه بمن عليها من ركاب كالقذيفة الصاروخية الى ما كان أعلى ناطحات السحاب الأميركي قبل أن يتداعى برج التجارة الدولي في المدينة محترقا الى رماد بفعل هجمات 11 سبتمبر الانتحارية منذ 9 سنوات.

الاعلان الذي اتصلت "العربية.نت" ليلة الثلاثاء 10-8-2010 بشأنه لتتحدث الى الجمعية الاسلامية التي يستهدف موضوعه مشروعها باقامة مسجد قرب موقع الهجمات، هو عبارة عن 4 صور توضح مراحل تدمير برجي المركز الشهير، لكنه في الوقت نفسه جزء من حملة عامة تقوم بها احدى المنظمات الأميركية للتحذير من "أسلمة" الولايات المتحدة.

الاعلان: المسجد الى اليمين يطل على مركز التجارة الدولي
وكانت "العربية.نت" أول من تطرق الى مشروع بناء المسجد بين وسائل الاعلام العربية حين تحدثت في مايو (أيار) الماضي الى الشيخ فيصل عبد الرؤوف، مؤسس ورئيس جمعية "بيت قرطبة" التي حصلت على موافقة لجنة الحفاظ على المعالم التاريخية بالمجلس البلدي لنيويورك ببناء مركز اسلامي من ضمنه مسجد لا يبعد أكثر من مبنيين عن موقع "غراوند زيرو" حيث ما زالت بعض أطلال البرج المنهار بادية للعيان، وهو مشروع ضخم وتكاليفه أكثر من 100 مليون دولار، لكنه محاط بعلامات استفهام اسلامية أيضا.

ولم يكن الشيخ فيصل موجودا في نيويورك حين اتصلت "العربية.نت" بعد ظهر الثلاثاء بالتوقيت الأميركي، بحسب ما ذكرت سكرتيرته التي قالت انه مسافا خارج الولايات المتحدة. ثم وعدت بأن ينوب عنه أحدهم من "بيت قرطبة" فيتصل بعد قليل ليتحدث عن الاعلان وعن الخطوات التي ستتخذها الجمعية لمنعه، باعتباره يسيء للمسلمين عبر ربط الدين الحنيف ومؤسساته بأخطر هجوم ارهابي تعرضت له الولايات المتحدة في أراضيها.

وطال وقت الانتظار، الا أن أحدا من "بيت قرطبة" لم يتصل، وحين اتصلت "العربية.نت" ثانية، ومرة ومرتين وأكثر، فان أحدا في "بيت قرطبة" لم يرد على الجانب الآخر من الخط.

معارضة من الأزهر لمسجد سيذكر دائما بالهجمات
وهناك كثيرون من القيمين على جمعيات اسلامية في الداخل العربي والخارج عارضوا فكرة بناء المسجد لأسباب عدة، منها أن نيويورك تضم أكثر من 30 مسجدا وليست في حاجة الى آخر كلفته 100 مليون دولار. كما أن وجود مسجد قرب موقع الهجمات بالذات سيحوله الى منشط للذاكرة الأميركية التي قد تنسى مع الوقت ما حدث في 11 سبتمبر العام 2001 بنيويورك.

أما حين يتم بناء المسجد ويمر بقربه أي أميركي مستقبلا، فسيتذكر سريعا الهجمة الانتحارية على الموقع، ولو مرت مئات السنين استمر خلالها المسجد هناك.
ومن المعارضين من لهم وزنه في العالم الاسلاميم، كبعض علماء الأزهر، وفي مقدمتهم الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فقد قال: "أرفض بناء أي مسجد في هذا المكان، لأن "العقلية الماكرة" تريد الربط بين هذه الأحداث والإسلام" وفق تعبيره لصحيفة "المصري اليوم" يوم الأربعاء الماضي.

كما أعربت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عن رفضها لبناء المسجد بجوار مركز التجارة العالمي، وقالت للصحيفة: "بناء مسجد على هذه الأنقاض ينطوي على سوء نية، وحتى إذا أردنا أن نغمض عيوننا ونغلق عقولنا ونحسن الظن، فأتمنى أن تكون خطوة صادقة وليست مؤامرة جديدة ضد الإسلام والمسلمين".

مسجد بلا مأذنة
وكان الشيخ فيصل عبد الرؤوف، وهو مصري الأصل من مدينة المحلة الكبرى القريبة من طنطا بالشمال المصري ومولود في نيويورك منذ 61 سنة ويتكلم العربية بطلاقة، ذكر أن كلفة المسجد الذي سيسع 2000 من المصلين سيتم تأمينها من تبرعات المسلمين بالولايات المتحدة ودول عربية واسلامية.

كما قال ان اختيار الموقع لم يتم بسبب قربه من "الغراوند زيرو" بل لأنه مناسب في شرق منطقة برودواي، وهو نفسه المكان الذي نشأ وترعرع فيه واعتاد على أن يؤم الصلام فيه طوال 27 سنة في "مسجد الفرح" بالمنطقة، بحسب ما قال حين تحدثت اليه "العربية.نت" منذ 3 أشهر.

وذكر الشيخ فيصل، المتزوج من الماليزية ديزي خان الناشطة معه في "بيت قرطبة" التي تتولى هي نفسها ادارتها التنفيذية وله منها ولد واحد و3 بنات، أن مساحة الأرض ألف متر مربع، وان البناء سيبدأ في سبتمبر (أيلول) العام المقبل، أي في ذكرى مرور 10 سنوات على الهجمات، وسينتهي بعد عامين من العمل.

أما عن المسجد القريب 150 مترا من "الغراوند زيرو" فذكر أنه سيحتل الطابق الأرضي من البناء الذي سيتكون من الصلب والزجاج ويضم قاعة للفنون المسرحية تتسع لأكثر من 500 شخص وحمام سباحة وملعبا لكرة السلة الى جانب مكتبة ضخمة ومدرسة لتعلم القرآن واللغة العربية وقاعة للمحاضرات، كما سيتم تخصيص طابقه الأخير لاقامة مصلى ثان "ولكن المسجد من دون مأذنة باعتبار أن مسلمي نيويورك وضواحيها، وعددهم يزيد على المليون، يعرفون مواقيت الصلاة" كما قال.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع