بقلم : مدحت قلادة
تعاني هذه الأيام جريدة اليوم السابع من حالة ارتباك خاصة بعد الهجوم الكاسح للجماعات السلفية والإخوانية على الجريدة والموقع بعد قرارهم نشر رواية إنيس الدغيدي مما أجبرهم لتراجعهم لتهدئة الرأي العام، وأيضاً بعد تمكن القراصنة من موقعهم الإلكتروني، ففي محاولة لإستعادة الوعي اضطرت الجريدة للإستعانة بالشيوخ السلفيين والتكفيرين لتنال مصداقيتها، لتقضي بذلك على ليبراليتها السابقة وتحاول بشتى الطرق إثبات إسلاميتها، وعدم تبعيتها لأي دين آخر سوى الإسلامي من خلال الكثير من المقالات ضد الديانات الأخرى وكأنها تحاول تنظيف ثوبها من المسيحية أو اليهودية أو أي عقيدة أخرى خاصة مع قدوم شهر رمضان
ولتحقيق ذلك جندت الكُتَاب المتأسلمين والسلفيين والإخوان في كتابة مقالات تنال من الكنيسة المصرية ومن وحدة الجسد المصري المتهالك لخدمة الهدف الخبيث وهو نشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وشخصياً أُصبت بحالة هيستيرية من الضحك!! بعد قراءة عدد من المقالات بجريدة اليوم السابع من الإسلاميين عن حرية العقيدة التي تجزم لكل شاهد عيان مدى تمكن مرض انفصام الشخصية لديهم فتقرأ المقالات لتتعجب وتتخيل من المقال وكأن كاتبه فارس على ظهر حصان أبيض أو أسود يخطب في الجموع الغفيرة الراكعة أمامه منتظرين توجهاته ورأيه الشخصي عن حرية العقيدة على أرض مصر، متغافلاً فى كتاباته عن حقيقة مرضه الشخصي والشيزوفرانيا الحادة المصاب بها.. أو على الأقل حالة العور التي أصابته فجعلته يرى بعين واحدة ويتحدث بأنصاف الحقائق معتقداً أنه يملك الحقيقة المطلقة ومن عجائب الإسلاميين أنهم براجماتية لأبعد الحدود يتشدقون بالحرية الدينية وحرية الفرد في اختيار معتقده ناكراً عن الآخرين حرية الاعتقاد فمن عجائبهم مطالبتهم بحرية الإعتقاد للسيدة وفاء قسطنطين والسيدة كاميليا متجاهلين مشاركة الدولة وجهازها الأمني في الأسلمة القصرية والاغراءات المقدمة للأسلمة علاوة على غزو رأس المال الوهابي والخليجي في شراء نفوس وذمم أولي الأمر لأسلمة القاصرات بدليل إصدار الأوراق خلال ساعات قليلة من إخراج وتغيير الأوراق الثبوتية وشهادات الميلاد للقاصرات، غاضين البصر عن الآلام ومشاكل العائدين للمسيحية أو المتنصرين الذين يعانون الأمَرين لتغيير أوراقهم الثبوتية سنوات كاملة وأحياناً يكون من المستحيل عودتهم للوضع الطبيعي ويظل الطريق الوحيد أمامهم هو البقاء على دينهم القديم في الأوراق الثبوتية وممارسة شعائر الدين الجديد خفاء هروباً من المتأسلمين أو الإرهابيين الذين يسعون بكل الطرق لقتلهم أو حرقهم بالطبع بوازع ديني "حكم الردة" وإن سلكوا الطرق القانونية ليس أمامهم مفر من الإنتظار خمس أو عشر سنوات أمام المحكمة الدستورية آملين في حكم لم يصدر بعد ولن يصدر خاصة بعد توجيهات الدولة ومزايدتها على الإسلاميين
وأنا شخصياً أطالب حرية العقيدة للجميع بلا استثناء لكل مسلم.. مسيحي.. يهودي.. بهائي.. شيعي.. لكل المصريين على حد سواء وأطالب بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية وإنهاء الدولة سيطرتها وجهازها الأمني على نفوس وضمائر الكل كما أتمنى من كل الكُتاَب المطالبة بذلك أيضاً .
ولكل السلفيين والإسلاميين والإخوان المطالبين بحرية العقيدة أطالبهم بالتخلص من مرضهم المزمن وحالة الشيزوفرانيا المتحكمة في كتاباتهم وأيضاً حالة العور والنظرة بعين واحدة دون الأخرى ليروا الحقائق بدلاً من أنصاف الحقائق
هل بإستطاعتهم المطالبة بحرية العقيدة لكل الأديان؟
هل بإستطاعتهم المطالبة بإسقاط حد الردة العقبة الرئيسية لحرية العقيدة؟
هل بإستطاعتهم المطالبة باسقاط الحسبة وتدخل الكثيرين للتفرقة بين الأزواج؟
هل بإستطاعتهم المطالبة جهراً بحق ماهر الجوهري ومحمد حجازي والآلاف لتغيير أوراقهم من مسلمين إلى مسيحيين؟
هل بإستطاعتهم المطالبة بأوراق ثبوتية مسيحية للأبناء المتحولين آبائهم أو أمهاتهم للإسلام متى بلغوا السن القانونية؟
هل بإستطاعتهم المطالبة بعدم تدخل الدولة بجهازها الإعلامي في نشر جرعات دينية لدين ما؟
هل بإستطاعتهم المطالبة بحق الرد ونشر الدين للمخالفين؟
هل بإستطاعتهم إبطال حديث من بدل دينه فاقتلوه؟
هل بإستطاعتهم الوعظ بالحرية الدينية للداخلين والخارجين عن دينهم؟
هل؟.. وهل؟.. هناك الكثير من المطالب نضعها أمام المتأسلمين... ترى هل يفهمون؟ هل يعون؟ هل لديهم إحساس بالآخر ليدركوا مدى الظلم والإحجاف عليه؟
بالطبع أملي في الحرية الدينة ولكن ستظل الحرية الدينية في مصر والعالم العربى حرية في اتجاه واحد هي الدخول للإسلام والويل لمن يخرج منه.. وتتكاتف كل الدولة وأجهزتها الأمنية لتحقيق ذلك فإلى متى؟
للجميع أرق وأطيب التهاني بمناسبة شهر رمضان أعاده الله على مصر وشعبها الطيب بالخير املا من للجميع البعد عن لعبة التوازنات الفاشلة بين اغلبية متجبرة واقلية مسالمة فاستباحت حقوق الاقلية بواسطة الغوغاء والدهماء.
"من يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة فهو مجنون "نيتشة |