بقلم: صفوت سمعان يسى
ياحكومة مصر عار عليك ما تفعليه ضد أبناء قارتك السمراء، من الأفارقة الذين لا حول ولا قوة لهم. فكيف تستبيحى دمائهم كل يوم على حدودك؟ وجعلت من حدودك مع "إسرائيل" مثل حائط "برلين" فى القرن السابق، كل من يُفكّر أن يتخطاه يطلق عليه الرصاص.
فدم الأفارقة من الإريتريين، والأثيوبيين، يتناثر على حدودك، ويلطخ جدران إنسانيتك كل يوم مثل دم الأضحية. ويصرخ دمهم شاكيًا الله مما فعلته الإنسانية بهم. فهم ليسوا إرهابيين، وليسوا مخرَّبين، وإنما تكمن جريمتهم الوحيدة فى أنهم يبحثون عن لقمة العيش والكساء فى أبسط معانيها الحقيقة والإنسانية. فهم هربوا من بلادهم من الحروب والمجاعات التى لا تنتهى نتيجة ابتلاء بلادهم بزعماء ديكتاتوريين لا يجيدون أى شىء غير السلطة والزعامة والحروب، أما السلام والتعمير فهذا خارج أيدلوجيتهم السياسية.
فيا حكومة "مصر" عار عليك قتل اللاجئين يوميًا على حدودك.. فكل ما يحملوه على أجسادهم هى ملابس مهلهلة، ولا يلبسون غيارات داخلية؛ فهى رفاهية لا يقدرون عليها. وينتعلوا أحذية أكل عليها الزمن وشرب، ولا يملكون أي مال، فلقد مصّت دمائهم وجيوبهم القبائل العربية على طول خطوط التهريب.. فهل تشتركى معهم يا حكومة مصر فى أخر المطاف، وتكملى ما جناه عليهم الزمن، وتسدلى ستار المسرحية الدرامية الدموية بقتلهم؟!!!
فيا حكومة "مصر"، كل يوم تطالعنا الأخبار بقتل أفارقة، وبإطلاق الرصاص عليهم، وكأنهم كلاب ضالة. وستكون حجتك كالعادة هم يقتحمون الحدود، وأن هذا مخالف للقانون الدولى...ولكن لى سؤال للمسئولين عن تلك المجازر البشرية التى أدانتها بشكل سافر منظمة العفو الدولية: ماذا لو قامت "إيطاليا" بقتل كل المتسللين المصريين على سفن التهريب، وهم بالآلف، بإطلاق الرصاص عليهم بحجة إقتحام الحدود؟!! وهى نفس أسباب هروب الأفارقة، وهى نفس الحجة لكسر الحدود!!!. هل كنت ستسكتين مثلما سكتى على النعوش الطائرة القادمة من "العراق"؟..أم كنت ستقيمين الدنيا وتقعديها مثلما فعلتى مع "مروة الشربينى" فى "ألمانيا"؟!!!
فيا حكومة مصر، أين حمرة خجلك، والأخبار تتناقل يوميًا مقتل اللاجئين الأفارقة الغلابة وسط العالم؟ والأغرب أنك تتعاونين مع الإسرائيليين، وتتشاركي معهم فى المذبحة!!
فـ"إسرائيل" تتلقف اللاجئين الأفارقة على الحدود، وتضعهم فى مخيمات، وتقوم بفرزهم بحسب السن وقيمة العمل الذى يجيدوه. وما ينفع من تشغليه فى بيوت الدعارة، وما ينفع فى الخدمات المعاونة فى الجيش الإسرائيلى. وبعد فرزهم يتم إرجاع الباقى على الحدود المصرية، ويجبرونهم على العودة. وبعد ذلك تقوم "إسرائيل" بأقذر دور بضرب طلقات مضيئة لكى يراهم حرس الحدود المصرى.
وعند محاولة الأفارقة العودة عنوة مرة أخرى لـ"إسرائيل" يقوم الحرس بإطلاق النار عليهم، فإذا كانت مصر تحمى حدودها- وهو عمل لا يختلف عليه أى مصرى- ولكن ليس بالقتل، وبطريقة وحشية لا مبرر لها. فالجثث والدماء تتناثر أشلائها على الأسلاك، ورائحة الموت تخيم على المكان!!!
فيا مصر، يا زعيمة الأفارقة سابقًا، وزعيمة الأمة العربية سابقًا، ما الذى قدمتيه للأفارقة من دعم ومساعدات لوجستية، وليست مادية، غير قتلهم على الحدود؟!!!!
فيا حكومة "مصر"، أبعد كل ما يتم مع الأفارقة نطلب بكل بجاحة حصتنا من المياه، وهى أكبر حصة مياه من دول المنبع، التى نُجيد قتل أبنائهم على الحدود؟!!!
فيا حكومة "مصر"، لا تنسى أن يديك مخضبة بدماء (26) سودانيًا جنوبيًا فى مذبحة بـ"حى المهندسين"، غير العشرات الذين تم قتلهم على الحدود المصرية الإسرائيلية. فيا حكومة "مصر"، كفاك عنصرية. فأنت تطبطبى على لأجئي "غزة" العرب، بالرغم من قتلهم الجنود والضباط، وسرقتهم البضائع من المصريين. بينما تقتلين أفارقة أقرب وصف يُطلق عليهم إنهم أغلب من الغلب، وأفقر من الفقر!!!
على من نُطلق الرصاص؟..ياحكومة "مصر"، اللى أختشوا ماتوا..!! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|