بقلم: صبحى فؤاد
ثمانية افراد من عدة دول اوروبية كانوا يعملون تطوعا فى رعاية وخدمة الغلابة فى مدن وقرى افغانستان قتلوا غدرا وبدماء باردة بيد الارهابيين المتطرفين من اتباع الطالبان والقاعده منذ اسبوع او اكثر .. لماذا قتلوا رغم انهم لم يكون يحملون اسلحة معهم ولم يكن لهم علاقة بالعمل السياسى او العسكرى من قريب او بعيد بالاضافة الى ان بعضهم كان يقيم فى افغانستان منذ 30 عاما بدون اى مشكلة ؟؟
طبقا لبيان صدر عن ارهابيين القاعدة بعد العثور على جثث الضحايا فان سبب قتلهم كان بسبب تهمة تبشيرالافغان بالمسيحية رغم كل ما قدموه من تضحيات وخدمات واعمال انسانية عظيمة طيلة الثلاثين عاما الماضية التى قضوها وسط الفقراء والمعدمين من ابناء الشعب الافغانستانى!!
وبغض النظر عن صحة او عدم صحة الادعاء بانهم كانوا مبشرين بالمسيحية .. فمنذ متى اصبحت تهمة التبشير بديانة ما غير الديانة الاسلامية عقوبتها الموت فورا وبدون اعطاء المتهم فرصة الدفاع عن نفسة فى بلاد العرب والمسلمين؟؟ منذ متى اصبحت دماء الابرياء محللة ومستباحة بهذه البساطة اذا تحدثوا حسنا فى بلاد المسلمين عن معجزات السيد المسيح او اعمال النبى موسى او غيرهما ؟؟ وماذا يكون رد افعال الشعوب والدول الاسلامية اذا قامت جماعة دينية متطرفة فى دولة ما تسكنها اكثرية مسيحية او يهودية او بوذية او هندوسية بنفس الفعل المجرم ضد المبشرين بالاسلام ؟؟
هل سنراهم يلتزمون الصمت المخزى مثلما فعلوا ازاء هذه المذبحة البشعة ام ستملاْ صرخاتهم واحتجاجاتهم كالعادة الدنيا شرقا وغربا ونجدهم يتهمون العالم الغربى بمعاداة الاسلام وكراهية المسلمين ؟؟
اننى اتعجب عندما اجد الدول الاسلاميه ترصد البلاين للدعوة الاسلامية والتبشير بالاسلام فى افريقيا واوروبا وامريكا واستراليا واسيا ويقومون بتمويل بناء المساجد من نوعية الخمس نجوم والمدارس والكليات والمراكز الثقافيه الاسلامية فى كافة دول العالم ..ناهيك عن البلاين التى تدفع فى الخفاء ثمنا لمن يدخل الاسلام ويترك دينه ..ورغم هذا لا يسمحون لاحد بالتبشير بدين اخر غير الاسلام فى بلادهم بل واذا وجدوا اثنين او ثلاثة مجتمعين للصلاة فى احد البيوت قاموا بالقبض عليهم وقدموهم الى محاكمة عاجلة بتهمة التبشير بالمسيحية.
وعلى افتراض ان واحد ذهب وبشر بالديانة المسيحية او اى دين اخر فى بلاد المسلمين فما هو الخطأ .. اليس المسلمين انفسهم يفعلون نفس الشىء واكثر فى بلاد غير اسلامية بدون ان يتهمهم احدا باى تهمة وبدون ان يجدوا احدا يتصدى لهم ؟؟ فهل من العدل ان يحللون لانفسهم ما يحرمونه على الاخرين ثم يتحدثون عن سماحة الاسلام؟؟
بالاضافة الى تهمة التبشبر الشهيرة فى بلاد المسلمين والعرب نجد تهمتى ازدراء الدين الاسلامى وتحقير او العيب فى الذات الالهية صاروا من احدث التهم التى بدأت تجد لها سوقا رائجا مربحا فى المحاكم المصرية والسعودية والسودان والصومال وليبيا وغيرهم من الدول الغربية .. واصبحنا نرى كل من هب ودب من الباحثين عن الشهرة او المتطرفين فكريا او دينيا يرفعون القضايا نيابة عن خالق الكون والاديان فى محاكم الدولة المصرية والسعودية وغيرها من الدول ضد فلان او علان بزعم انها او انه قام بازدراء الاديان السماوية او اهان الذات الالهية.
بالمناسبة ماهو التعريف الدينى والقانونى للذات الالهية ؟ ومن ادرانا ان هذه الذات الالهية تعبأ او تكترث بتفاهات وسخافات وهلوسات البشر ؟ وماهو الدليل المادى الذى يثبث ان الذات الالهية وكلت فلان او علان برفع قضية ضد شخص ما نيابة عنها - او عنه - لانها اهينت ؟
حقيقة اننى لا بالغ اذا قلت ان هذة التهم الاسلامية التبشير وازدراء الاديان واهانة الذات الالهية التى لا يوجد لايوجد مثلها عند الشعوب غير المسلمة لاشك ان دلت فانما تدل على الحال المتناقض والمستوى الحضارى والاخلاقى والثقافى المتردى الذى اصبح العالم الاسلامى وشعوبة يعيشون فية بقبول شديد ورضا وقناعة يحسدون عليها .. ولكن على حال اذا كانت هذه كل بضائع المسلمين فى سوبر ماركت الاخر غير المسلم فبكل تأكيد لن يجدوا انسانا عاقلا معتدلا يقدم على شراءها وسيكون مصيرها فى نهاية المطاف اما ان ترد اليهم ثانية او تلقى فى سلال المهملات وفى كل الاحوال سوف يكون مصير اصحاب هذه البضائع الافلاس والجوع والضياع .
sobhy@iprimus,com.au |