CET 00:00:00 - 15/08/2010

مساحة رأي

 بقلم: مينا مكرم

عند النظر إلي خريطة "مصر" الجغرافية، سوف تري- وبكل سهولة- هذه المساحة الشاسعة التي تضم مدن الصعيد المصري.. تصور معي أنك تمسك تلك الخريطة في يدك، وتشعل النار في الجزء السفلي فيها فتحرقها.. ماذا سوف يتبقي منها؟ أعتقد أنه لن يتبقي شيء، فسوف تحرق النار حتي الأجزاء العلوية، وسوف تتحول تلك الخريطة إلي مجرد رماد وبعض القصاصات غير النافعة. 
 
هذا ما يحدث الان في ظل الاحتقان الشديد الموجود داخل قري وبلدان الصعيد المصري والذي لا اعرف هل يشعر به القائمون عل امن هذا البلد ام لا ان كنا نتحدث عن المخاطر الخارجية ووضع مصر في الشرق الاوسط وحماية الحدود من الذين يحلمون بالنيل من ارضنا فيجب ايضا ان نتحدث عن الكارثة الداخلية وهي ان صعيد مصر قد اوشك علي الانفجار وان حدث هذا فلن يتبقي في مصر شيء.
 
 ان ما نشاهدة الان من احتقان طائفي وكراهية وحوادث شديدة القوة لم نسمع مثلها منذ زمن بعيد انما هي نتاج الاهمال والتغيب عما يدور في بلدان الصعيد والقري الصغيرة التي تتمتع بأكبر قدر من الفقر في مصر ان غياب الدور المسئول عن مناطق الصعيد وترك السلطة فقط في ايدي بعض المحافظين الذين يشعرون وانهم اله في عروشهم والذين يهملون او يجهلون تلك الرساله التي وضعو من اجلها سوف يجعل صعيد مصر كمزرعة تفريخ لعقول الارهاب والعداء والتحدي للبلاد والنظام. 
 إن ما نسمعه كل يوم من حوادث طائفية كل اهدافها هو النيل من وجود الاقباط في ارض الصعيد والتعسف الذي يواجه هولاء البشر من المسئولين في كل معاملتهم الحكومية والوقوف امام تحقيق ابسط حقوقهم من بناء دور للعبادة او ترميم احدي الكنائس او الاديرة انما هو بمثابة ترك فتيل مشتعل لقنبلة مدمرة دون ان يقوم احد حتي بمحاولة الاطفاء المرعب انه في ظل عدم وجود اي نوع من انواع الرعاية او توفير الاحتياجات البدائية مثل وسائل الاتصلات او الموصلات داخل بعض القري الفقيرة في صعيد مصر قد يحول هذة القري الي اماكن منعزلة عن خريطة مصر وان حدث فيها الاشتعال سوف لن نجد اي مسلك كي نطفيء النيران فيها . 
 
ان ما حدث في نجع حمادي منذ فترة ويحدث في المنيا الان وما سوف يحدث بعد قليل انما هو مجرد بداية نعم فرغم بشاعتة وقسوتة انما هو مجرد البداية لسلسة من الانتهاكات التي سوف تحدث في حق موطنين مصرين ان الغياب عن رعاية الصعيد والاهتمام بما يحدث داخلة سوف يكون حافز لانفجار وريد الدم الذي يغذي هذا البلد ولن يكون هذا الدم دم القبطي او المسلم بل سوف يكون دم المصرى.
 
. ان تكثيف الرقابة علي تلك القري والمدن وتسديد الاحتياجات التي يحتاج اليها سكان تلك المناطق هو من الضروري ومن المهم في هذا الوقت وليس فقط الرقابة علي مسئولي الحكومة ولكن ايضا الرقابة علي الخطاب الديني وسياسة التحريض والتعامل بعنف شديد مع كل من يحاول ان يثير الفتن والتفرقات. 
 
ان التحذير الهام الان هو هذا انة يجب علينا ان نفيق لما يحدث داخل الصعيد فلن يكون هناك قدرة علي اخفاء اي حدث في ظل وجود الانترنت والقنوات الفضائية وان كان الحدث الذي يحدث الان يساوي كيلو واحد فسوف يتحول الي طن في ظل هذا الاحتقان الشديد بين عنصري الشغب.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق