CET 00:00:00 - 26/04/2009

المصري افندي

بقلم: جورج رياض
تفجّرت خلال الأيام الماضية حالة من الجدل الشديد بعد التصريحات التي أطلقها وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق والتي دعا فيها المصريين والمسلمين إلى زيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى، حيث اعتبرها البعض دعوة تستحق الترحيب وتدعم اختيار القدس هذا العام لتكون عاصمة للثقافة العربية والإسلامية بينما أعتبرها البعض الآخر خيانة للقضية الفلسطينية وشكل من أشكال التطبيع الواضح الذي لا يحتاج إلى اجتهاد أو فتوى.
من بين هؤلاء المعارضين المفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل الذي صرح لجريدة الخليج الإماراتية إن قبول الدعوة يمثل اعترافاً من العرب والمسلمين بسلطة "إسرائيل" وهيمنتها على القدس، خاصة أن دخول المدينة المقدسة لن يتم إلا بتأشيرة سفر "إسرائيلية" ووفقاً لما تحدده السلطات الإسرائيلية من قواعد وضوابط وإجراءات.

على الجانب الآخر أيد دعوة زقزوق العديد من الساسة والمفكرين أبرزهم سفير فلسطين في القاهرة نبيل عمرو، والذي أكد إن هذا الموقف وهذه الدعوة لزيارة الأقصى تعتبر أحد أهم وسائل الدعم الفاعل لصمود أهالي في القدس وفلسطين بصفة عامة، وأضاف إن مشاهدة المصريين وهم يصلون في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ستعطي أملا وثقة كبيرة للفلسطينيين وإذا كان هناك من يعتبر إن هذا نوع من التطبيع فقد جانبه الصواب لأن الذاهبين لن يقيموا أية علاقة مع الإسرائيليين وكل تعاملهم سيكون مع الفلسطينيين.

دعوة وزير الأوقاف لزيارة القدس تثير الشجن ليس فقط بين المصريين المسلمين لكن المسيحيين أيضاً الذين بلا شك يتطلع الكثير منهم للذهاب إلى المدينة المقدسة ورؤية كنيسة القيامة وقبر السيد المسيح وزيارة بيت لحم مهد ميلاد المسيح وغيرها من الأماكن الدينية التي تمثل نوع من القداسة للمسيحيين في العالم أجمع.
هذه الدعوة رغم أنها تلاقي معارضة شديدة من جانب الكثيرين وخاصة المتشددين الذين يربطون بينها وبين التطبيع مع إسرائيل إلا أنها في الوقت ذاته تلاقي تأييد من كثيرين خاصة وإن رجال الدين الفلسطينيين أنفسهم يؤيدون هذا التوجه، وعلى حسب ما صرح به الدكتور محمود زقزوق فإن أبرز القيادات الدينية والسياسية الفلسطينية التي التقى بها ترحب بدعوته حيث أكدوا أن زيارة القدس ستحقق منافع سياسية واقتصادية وثقافية لإخوانهم داخل المدينة المقدسة والذين يعيشون في ظل ظروف قاسية للغاية نتيجة الحصار الخانق.

دعونا ننتظر نتيجة هذا الجدل، وبالتأكيد فإذا حدث تأييد شعبي لدعوة زقزوق وصدر قرار رسمي من الدولة بالسماح للمصريين بالسفر إلى القدس فأعتقد هنا أن الكنيسة القبطية بقيادة قداسة البابا شنوده الثالث ستوافق على السماح للمسيحيين بالسفر لزيارة الأماكن المقدسة، حيث ستتحقق وقتها مقولة البابا بأن "الأقباط لن يذهبوا إلى القدس إلا مع إخوانهم المصريين المسلمين" وحتى ولو قبل حل المعضلة الفلسطينية والتي يبدو حلها صعب المنال في الوقت الحالي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق