CET 00:00:00 - 26/04/2009

مساحة رأي

بقلم: ماهر ميشيل
تحتفل مصر اليوم بالعيد رقم 27 على تحرير سيناء وهي مناسبة قومية نستطيع أن نستخلص منها دروساً في حياتنا كأفراد وحياتنا كجماعات وأيضاً كمجتمع، فالاحتلال هو أزمة مرّت بها أرض سيناء وبقيت به فترة من الزمن ولكن بفضل جهود وصمود أبناء الوطن حصلت سيناء على الحرية.
نستطيع أن نستخلص درس واحد من هذه التجربة –تجربة سيناء– وهو الثبات رغم العواصف، فقد تأتي على حياة الفرد أزمة من أي نوع (فقدان شخص عزيز، خسارة مالية، خسارة صديق خائن أو غدار) في مثل هذه الظروف يحتاج الفرد للثبات والصمود حتى تمر هذه الأزمة بسلام لأنه لو انهار في كل أزمة ستصبح حياته لا وجود لها.

على مستوى الجماعات أيضاً نجد أزمات التعصب والانشقاق والتحزب وتجد مجموعة ضد مجموعة وهذا يدين ذاك ويحاربه، فتحتاج الجماعة القوية صاحبة المبادئ السامية أن تثبت وتصمد حتى لو بصمت لأن الحق أثبت من كل زيف وقد لا يحتاج لمن يدافع عنه، فقط تحتاج هذه الجماعات من الناس أن تصمد على صخرة المبادئ ولا تهتز للظروف الخارجية.
وأيضاً في حياة الشعوب والمجتمعات قد تمر بأزمات سياسية مثل الاحتلال الذي مر على سيناء أو الأزمة الاقتصادية الحالية أو أي أزمة تمر على الأمة، تحتاج هذه الأمة إلى الثبات على مبادئ لا تنازل عنها مثل الحرية في حالة الاحتلال، والتخطيط في حالة الأزمة الاقتصادية، والشرف والنزاهة والأمانة والعمل للمصلحة العامة دون المصلحة الخاصة، مبادئ هامة إذا فقدتها أي أمة ضاعت وضاع أملها في الإصلاح.
ليتنا كأفراد وكجماعات وكمجتمعات نتعلم الثبات في الأزمات حتى نستطيع أن نتحرك من حالة لحالة أفضل فلا نكون كريشة في مهب الريح لكن نكون مثل الصخرة.

الصخرة
تأتي الرياحُ بما لا تشتهيه السفن
وتأتي كالأمطار، التجارب والمحن
فيهتز ويسقط كل من بـُنيَّ على الرمال
ويثبت ويقوى من بنىَ بيته فوق الجبال

ما أثبتها وما أقواها وما رسوخ هذه الصخرة
لا يؤثر فيها زلزالٌ ولا ريحُ ولا مطره
جذورها ممتدة في الأعماق ومتأصلة
رأسها مرتفعة للسماء شامخة ومتسامية
الأمطار تـُزيدها إثماراً وزهوراً وجمالاً
والرياح تـُزيل النفايات فتصبح أكثر نقاءاً

صخرة عظيمة كل من بنىً عليها يكون حكيماً
وكل من بنىَ على من سواها يصير جاهلاً
إنها صخرة الحب والعطاء والنور وسط الظلام
صخرة القوة والنصرة و الطهارة والسلام

وهي صخرة العدل والرحمة والصدق والمساواة
صخرة الحق والغفران والصلاح وطول الأناة
طوباك يا مَن بنيت حياتك على هذه الصخرة
وما أشقاك يا مَن بنيت حياتك على سطح الرملة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق