CET 00:00:00 - 18/08/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
تُعقد الندوات..وتًقام حلقات نقاشية..وتمتد موائد المؤتمرات لساعات..وتُكتب العديد من الكتب..كل هذا من أجل الحوار حول مفهوم المواطنة، وكيفية تحقيقها..فقد اُصطلح على تعريف المواطنة بإنها تمتع الفرد بعضوية كاملة ومتساوية فى الحقوق والواجبات دون تميز يرجع إلى الدين، أو العرق، أو اللغة، أو الشكل، أو المعتقد، أو الإنتماء السياسى، أو الإتجاهات الفكرية..
 
وإذا تمت المساواة يتتبعها مباشرة الإستمتاع بالحرية..مثل حرية ممارسة الشعائر الدينية..حرية الإبداع..حرية التعبير عن الرأى دون أى مصادرة أو تهديد أو اتهام بالتكفير..حرية فى كل شئ..
 
وحينئذ أستطيع أن أقول: "أنا مواطن حر..فى بلد حر"،  غير مُكبَّل بقيود التخلف والرجعية..
 
وإذا شعر المواطن بالحرية، سيتتبع هذا بلا شك رغبته فى المشاركة فى الحياة السياسية، وفى القضاء على الفساد،  وفى حماية هذا البلد من أى جرم يُرتكب فى حقها، وفى المشاركة فى المظاهرات، وفى التصويت فى الإنتخابات..
 
وإذا شعر المواطن بأنه إنسان يتمتع بالمساواة والحرية،  ويستطيع المشاركة فى تحديد مصير بلاده؛ سينتج عن هذا بلا شك احساسه بالمسئولية تجاه البلد الذى يعيش بها..سيشعر بمسئوليته عن اعلاء شأنها، وحمايتها،  ونظافتها. سيشعر بالمسئولية التى تجعله يتحمل تبعاتها دون التهرب منها..وهنا سيختفى الفساد، والتهرب من الضرائب، وسيقبل الناس على تأدية الخدمة العسكرية، واحترام القوانين الموضوعة- حتى لو تعارضت مع مصلحته الشخصية؛ لأنه فى هذه الحالة سيعلم أن هذه القوانين موضوعة للصالح العام، ولمصلحة الآخرين الذين يحترمهم ويقدرهم، ولا ينصِّب نفسه حاكمًا على أفعالهم، أو إلها يحاسبهم على خفايا قلوبهم، أو نقاء ضمائرهم،  أو صدق ايمانهم.
 
والحقيقة إنه استوقف نظرى خبر عندما قرأته أحسست بأن المواطنة لا تحتاج إلى كل هذه الندوات والدراسات والكتب..بل هى تحتاج إلى قلب محب ومتسامح، يقبل نفسه؛ وبالتالى يقبل الآخرين حتى المختلفين معه..
 
وهذا الخبر، هو أن شاب اسمه  "ميشيل أيوب" بقرية "المكر" بـ"فلسطين"، يدين بالعقيدة المسيحية، ومع ذلك يستيقظ كل يوم فى الفجر..ويصطحب معه طبلته..ويسير فى الشواع، منادياً بصوته الجهورى "اصح يانايم..وحّد الدايم"؛ ليستيقظ النائمون لتناول وجبة السحور فى شهر رمضان الكريم..
أليست هذه صورة واضحة وعملية للمواطنة، وتقبل الآخر واحترام عقيدته؟
 
ولكننى سأستعير من هذا الشاب طبلته، وسأجوب الشوارع بها..مناديةً "اصح يانايم"..واستيقظ من غفوة التخلف والرجعية..من غفوة قلة الضمير والرشوة والفساد..من رفض الآخر وتكفيره..من تفشى روح الكراهية والتعصب.. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق