بقلم: مينا ملاك عازر
أحكي لكم اليوم عن "خالي" الذي كان أخو أمي قبل أن يكون خالي، وصار زوج مرات خالي بعد أن كان خالي، وبقى أبو البنات ورغم ذلك استمر خالي!! والمستفز أن خالي احتفظ بكل لقب وصل له بجانب كل لقب جديد حصل عليه؛ فهو اكتسب أخوته لأمي بميلاده من أبيها وأمها، واكتسب لقب خالي بميلادي، وطمعـًا في السلطة سيطر على زوجته واستمر برضه خالي!! ثم أغرته السلطة وقرر أن يمارس الأبوة واحتفظ بكونه خالي!
والمؤسف في الموضوع ليس فقط ما سبق، وإنما ما هو آتٍ، حيث أنني لما أختلف مع أخو أمي أجد نفسي مضطرًا لأن يحكم بيننا شخص آخر.. فلا أجد سوى خالي، وحينما لا يعجبني حكم خالي أذهب لمرات خالي التي هي تحت سلطة أخو أمي وخالي وأبو بناتها فتحكم له، شفتم بقى أحسن من كده عدل؟؟!
وحالي من حال البلد ومن حال كل حكومة وإدارة فيها مهما بلغت من صغر، فحضرتك إذا اختلفت مع مديرك يحكم في الموضوع مديرك، ومديرك إذا اختلف مع مديره يحكم بينهما مديره، ونستمر نعيش في تلك الحلقة المفرغة بين السلطة متعددة الصفات ومتعددة الألقاب والوظائف، فيضيع الحق ولا تتقدم البلد؛ فمن منا يترك منصبه القديم ما دام من الممكن أن يحتفظ به بجانب منصبه الجديد، خاصةً إذا ما كان ذلك فيه مصلحة مادية أو معنوية أو تكريس لمفهوم السلطة المطلقة.
وأبرز ما يذهلك حينما تقدم شكوى في أحدهم تحول له ليفصل فيها، فيستحيل صاحبنا من مشكو فيه أو خصم إلى حكم، وطبعـًا احنا ناس نعرف ربنا، نتكلم عنه كويس، لكن لا نعرفه ولا نحاول نرضيه، فرغم تديننا إلا أننا من أكثر الشعوب فسادًا.
صحيح احنا كل حاجة قبل ما نعملها نقول قبلها: "إن شاء الله"، حتى لو كنا رايحين نسرق أو نقتل، أقول طبعـًا احنا شعب يعرف ربنا بالكلام، وبالتالي حكم الشخص المشكو فيه يكون أكثر عدلاً مما كنا نتوقع؛ فيزيد من ظلمه للمظلوم الذي يبحث عن مجير، فيصير المظلوم كالمستجير بالنار من الرمضاء، وتشتعل فيه النار ولا يجد منصف، لا لشيئ إلا لأننا بلد السلطة المطلقة متعددة المواهب، وأكثر ما ينتشر في مصر هو رجل كل العصور، فتجده اليوم اشتراكي ما دام النظام اشتراكيـًا، وغدًا رأسمالي ما دام الانفتاح جه، مع أنه نفس الرجل، المهم يبقى على كرسيه ويحتفظ بألقابه وسلطاته.
والآن.. هل تحبوا أن تتعرفوا على خالي؟ إذن انتظروا لأخذ رأي أخو أمي أو زوج مرات خالي حتى يتوسطا لدى خالي ليقبل أن أحكي لكم عن مَن هو خالي، ولا انتم عارفينه؟؟
المختصر المفيد.. يا أعدل الناس إلا في معاملتي، فيك الخصام.. وأنت الخصم والحكم. |