CET 00:00:00 - 19/08/2010

مساحة رأي

من تاريخ وحضارة الأمة القبطية: عناصر وحدة الشعب القبطى

بقلم نسيم عبيد عوض

اذا كانت أرض مصر كجنة الرب , وشعب مصر مباركا من الرب الإله بالنص فى الكتاب المقدس ," مبارك شعبى مصر" فلابد أن يكون هو شعب واحد , على مر الزمان منذ نزول المباركة وحتى الأبد وهذه حقيقة مؤكدة, ان جذور المصريين وأصولهم الجنسية واحدة منذ فجر التاريخ وحتى نهاية الأيام.
والقبط الحاليون يمثلون من بين سكان مصر السلالة التى تنحدر مباشرة من سكان مصر الأقدميين , ويقول العالم الأميركى وليم ورل فى كتابة موجز تاريخ القبط , " للقبط أهمية خاصة لأنهم البقية الباقية من الشعب المصرى, ذلك الشعب الذى يمتاز بأن له أقدم تاريخ مدون"
المصريون هم السلالة التى نشأت فى وادى النيل منذ حقبة طويلة جدا من الزمن يقدرها بعض المؤرخين وعلماء الأجناس بمائة ألف سنة, وهم شعب أبيض من سلالة البحر الأبيض المتوسط., وفسر لنا بعض علماء الأجناس فى أصل المصريين , ان أفواجا من النازحين وفدت إلى مصر على دفعات متتالية من شمال غرب أفريقيا وجنوب وادى النيل , وأختلطوا بالمصريين الأوائل, كما يظنون أن أقوام من الساميين فى آسيا قد غزو مصر قبل العصور التاريخية, وأختلطوا بالمصريين كذلك , وهذا فرض ضعيف لأن المصريين احتفظوا على مر العصور بطابعهم العريق والأصيل , والدليل على ذلك ان القبط الحاليون هم النموزج الأقرب الى قدماء المصريين فى ملامحهم وصفاتهم الجنسية والجسمانية, حتى ان الأختلاط الذى تم بين العرب والأقباط فى مصر بعد الغزو العربى لها لم يغير من التركيب الأساسى لجسم السكان الأقباط ودمهم, فهذا التعريب الذى تم لمصر لم يغير من التجانس الأصلى لسكان البلاد, حيث ان العرب أصلا ينحدرون من أصل سامى وهى الأصول الجنسية المقاربة لجنس البحر الأبض المتوسط الأوروبى , والقوقازى, الذى يرى علماء الأجناس ان المصريين ينحدرون منه.

   واذا كان من الصعب علميا القطع بالأصول الجنسية الأولى لسكان مصر فى عصور ماقبل التاريخ إلا انه من المحتمل ان تكون قد شهدت اختلاطا جنسيا من أجناس عديدة جاءت اليها سواء من الشرق من جهة البحر الأحمر , أو من الشمال من آسيا عبر الدلتا أو من أفريقيا جنوبا , أو من الشمال الغربى لأفريقيا. ومع ان الشعب القبطى هو شعب أبيض من شعوب البحر المتوسط , إلا انهم استمروا محتفظين على مر العصور بطابعهم الأصلى , ودمهم العريق , ولم يترك فيهم النازحون أو الغزاة أى أثر فى جنسهم, سواء من الهكسوس , أو من الأشوريين , أو الفرس , اليونان , الرومان أو العرب, واستمرت الأصول الجنسية للأقباط على مر الزمان محتفظة بطابعها الأصلى تميزهم عن غيرهم حتى اليوم.

وقد رأى علماء الأجناس , الذين لاحظوا انه رغم الأختلاط البشرى الذى تم على أرض مصر فأنه يوجد إستمرارية فى الأصول الجنسية بين عصر ماقبل الأسرات فى مصر وما بعدها وحتى اليوم , وبالملاحظة العلمية اقر هؤلاء العلماء التشابه التام بين موميات المصرى القديم وبين أقباط اليوم.

ويردد الدكتور مراد كامل قولا أجمع عليه العلماء " أن الأقباط لم يحافظوا على بعض ميزات الجنس المصرى القديم فحسب بل احتفظوا الى الآن بالسحن المصرية القديمة , وكأن اختلاطهم بالأجناس المختلفة التى نزحت الى مصر لم تؤثر فيهم, مما أدهش علماء الأجناس الذين اثبتوامن مقاييس الرأس والقامة أن التشابه يكاد يكون تاما بين الموميات المصرية وهياكل العظام فى العصور المختلفة وبين أقباط اليوم.

وفى محاضرة ألقاها المسيو ماسبيرو فى نادى رمسيس بالقاهرة  والمحاضرة كانت فى الصلة القائمة بين المصريين العصريين والمصريين الأقدمين فقال" اذا كانت هناك أمة حافظت على أصولها دون ان يختلط بها دم غريب فإنما هى الأمة القبطية سليلة الفراعنة."  وقد أثبت هذا العالم ألأثرى فى محاضرته تسلسل القبط المصريين من الفراعنة وأقام على ذلك دليلا قاطعا هو التشابه التام بين سحنة التماثيل المحفوظة بالمتحف المصرى وبين أقباط مصر الحاليين .

ومن الملاحظ ان كلمة قبطى تطلق تخصيصا على المسيحيين من أهل البلاد الذين ظلوا على ديانتهم , ومن هنا لا يدخل فى القبط المسيحيين , المسيحيين العرب الذين يتبعون كنائسهم الأصلية كالفلسطينيين والسوريين والمارونيين كما لا يدخل ايضا المسيحيون من ذوى الجنسيات المختلفة الأجنبية.
وقد تفاوتت الآراء حول التكوين العرقى للقبط, هل هم من أصول حامية أو سامية أو حامية سامية مختلطة, ولكن فى رحلة شعب بنى إسرائيل لأرض مصر , يذكر دائما الكتاب المقديس انهم تغربوا فى أرض مصر أرض حام " فجاء إسرائيل إلى مصر ويعقوب تغرب فى أرض حام . مز 105: 23" فالمصريون من أصل حام.

ويذكر العلماء ان معطيات " الأنثروبولوجيا" تشير الى ان المصريين انما يندرجون ضمن أحد أفرع العرق القوقازى الذين تندرج ألوان بشرتهم من البياض الفاتح جدا الى البنى الغامق, وانه تدخل فى هذا العرق مجموعة البحر الابيض المتوسط , , وثمة إجتهادات ترجع ان هؤلاء الأقباط ينتمون أساسا الى مجموعة الحاميين الشرقيين الذين ينتشرون حاليا فى كل شمال أفريقيا ( اقليم الأطلس والبربر أو المغرب) وهم مجموعة لغوية واحدة , وصاحب هذا الرأى جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر – دراسة فى عبقرية المكان –
وخلاصة القول وحسب إجماع علماء الأجناس ان القبط هم المسيحيون من سكان مصر وهم السلالة المبشرة لقدماء المصريين .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢٥ تعليق