CET 00:00:00 - 20/08/2010

مساحة رأي

بقلم: أنور عصمت السادات
تُعد ملحمة العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، من أروع البطولات التى سطرها المصريون فى أزهى صفحات التاريخ. وستظل ذكرى غالية على نفس كل وطنى مخلص، يبغى العزة والكرامة، ويأبى الخضوع والإستسلام، ويريد أن يحيا مستقرًا وآمنًا فى وطنه الذى ينعم بخيراته،  ويستظل بسمائه، ويبذل فى سبيل نهضته ورقيه كل نفيس.

ولقد كانت أسطورة العاشر من رمضان، إحدى النماذج الرائعة كأول إنتصار عسكرى حقيقى منذ عهد "محمد على"، نجح المصريون فى تقديمه للعالم؛ ليكن درسًا قاسيًا لكل من تُسوِّل له نفسه المساس بـ"مصر" وكرامة شعبها الذى استفاد مما عاشه من ويلات الإحتلال، وما به من ذل وتقييد للحرية، ونهب لثروات الوطن.

 وفى ظل هذه المعاناة، لم يقف شعبنا الكريم ساكنًا، بل كان الإتحاد، وشدة العزيمة، والرغبة فى الإنتصار ورفض المهانة، إلى جانب التخطيط الجيد المدروس الذى يدعمه السرية والكتمان، فضلاً عن المفاجأة، عناصر متضافرة أدت نهايةً إلى نجاح منقطع النظير فى استعادة أرضنا المسلوبة،  وتلقين الجيش الإسرائيلى- الجيش الذى لا يُقهر- درسًا لن ينساه التاريخ؛  فكانت هذه الملحمة الرائعة التى لا زالت تُدرَّس فى كبرى مراكز الأبحاث والدراسات الدولية، كمثال مُنظَّم لتوحد شعب خرج بجموعه، المليئة قلوبهم بالإيمان والعزيمة، تقدم نفوسها فداءًا وتضحيةً من أجل هذا الوطن.

ولذلك أقول: قد كان نصر العاشر من رمضان، ملحمةً تاريخية رائعة مدروسة الأبعاد، فى ظل رغبةً ملحة فى الحرية والخلاص، ورفضًا تامًا للذلة والخنوع، دفع ثمنها شهدائنا وأبطالنا..فما أحوجنا الآن إلى أن نتنفس روح رمضان التى جمعتنا تحت لواء وهدف واحد، شارك فيه الجميع مسلمين وأقباط، بعد أن تناسى المجتمع صراعاته وخلافاته من أجل حياة كريمة..

ومن هنا، علينا أن نكون على وعى بأن أعدائنا قد أدركوا بعناية ما ذكرته كتب السيرة، بأن جنود "مصر" هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة، وعلموا تمامًا أنه من الصعب الإنتصار على شعبنا المصرى بالأسلحة والعتاد؛ فاستخدموا أنواعًا من الحروب أشد خطرًا،  كالحروب الفكرية، وتوجيه الشباب إلى مساوئ الغرب، فضلاً عن ثقافة التشكيك والفتن بين أفراد المجتمع الواحد، الذى تجمعهم انتماءات دينية مختلفة. والشعب الفلسطينى أحد النماذج الحية لما يبغيه العدو من إنقسامات وصراعات داخلية، تؤدى إلى زلزلة الكيان الإجتماعى. وعلينا  أن نجتهد بثقة وإرادة من أجل "مصر"، وكل عام وأنتم بخير...

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق